صحف غربية تتوقع مواجهة أميركية ـ إيرانية

«التايمز» تستعرض تاريخ إيران الحافل بمؤامرات مشابهة لمحاولة اغتيال السفير

TT

تصدرت أخبار محاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير الصفحات الافتتاحية لأغلب الصحف الأوروبية، التي نقلت الخبر مفصلا، وعرضت موقف الولايات المتحدة الذي أتى بلهجة اتهامية «حادة» نحو إيران. واتفقت الصحف الأجنبية على أن مثل هذه المواجهة سترفع من حدة التوتر بين البلدين ووصفتها أخرى بـ«الخطيرة».

وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في مقالها الافتتاحي إن الولايات المتحدة الأميركية «أمام مواجهة خطيرة» مع إيران بعد أن صرحت إدارة الرئيس أوباما بأنها تتهم وبشكل مباشر الحكومة الإيرانية بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.

كما تحدثت الصحيفة عن تصريحات الحكومة البريطانية حول دعمها لأي إجراءات قد تساعد على محاسبة إيران، ومتابعتها للموضوع من خلال اتصالاتها المتواصلة مع الولايات المتحدة. وعلى صفحات موقعها الإلكتروني تحدثت الصحيفة عن الخطوات التي اتخذتها أميركا للمزيد من الضغط على إيران والسعي لفرض مزيد من العزلة عليها، واستعرضت الصحيفة تفاصيل عملية الاغتيال.

كما ذكرت أن هيلاري كلينتون أكدت الحاجة لـ«رسالة قوية» للنظام الإيراني والتي حاولت تأكيدها من خلال فرض عقوبات اقتصادية على خمسة إيرانيين. وقالت إنها هي والرئيس أوباما يعملان على توسيع قائمة الدول التي ستعمل على مواجهة التهديدات الإيرانية.

صحيفة «الديلي تليغراف» وفي صفحتها الأولى نشرت خبرا حول موضوع خطة الاغتيال وعنونته بـ«إيران متهمة بهجمات إرهابية في الولايات المتحدة»، وعرضت أن هذا العمل يزيد التوترات بين البلدين حدة، مع عرض لتصريحات وزير العدل الأميركي.

ومن جهته وفي مقال حول الموضوع، نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية موقف مدير الـ«إف بي آي» روبرت مولير الذي قال إنه وعلى الرغم من أن بعض أجزاء القصة تبدو خيالية فإن الأثر لها لو تحقق «واقعي جدا وكان سيتسبب في خسارة العديد من الأرواح». كما نشرت الصحيفة تعليق لهج توملينسون حول الموضوع عرض فيه تاريخ إيران الحافل بمثل هذه العمليات مذكرا بالسيارة المفخخة التي انفجرت في لندن سنة 1980 وتسببت في قتل شخصين وقتها. مضيفا أن أحد المتهمين وهو كوروش فولادي الذي أوقف وسجن أصبح بعدها عضوا في البرلمان الإيراني. وبعدها بثلاث سنوات صدمت سيارة شحن مملوءة بالمتفجرات مدخل السفارة الأميركية في بيروت وتسبب التفجير في قتل 63 شخصا منهم 17 أميركيا، وواصل استعراضه لأهم العمليات التي قامت بها إيران في العالم موضحا أنه ليس من الغريب على إيران دعم منظمات تقوم بمثل هذه العمليات.

«الإندبندنت» تحدثت في مقدمة مقالها عن اتهام الولايات المتحدة لإيران يضعها أمام اتهام بانتهاك القانون الدولي بتخطيطها لمثل هذه العملية.

أما مواقف الصحف الفرنسية فلم تختلف كثيرا عن البريطانية حيث اعتبرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية خطة الاغتيال تصعيدا سيتسبب في ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، كما نقلت الصحيفة تفاصيل عن «نيويورك تايمز» شارحة علاقة منصور عرببسيار المشتبه به بالحرس الثوري الإيراني، كما تحدثت الصحيفة عن تساؤلات في الحكومة الأميركية حول هذا الرجل وإذا كان قد تلقى الضوء الأخضر من الحكومة الإيرانية قبل القيام بهذه العملية.

أما صحيفة «لوموند» الفرنسية فنشرت مقالا ركزت فيه على التحذيرات التي أطلقتها الحكومة الأميركية لرعاياها أول من أمس طالبة منهم توخي الحذر إزاء هجمات إرهابية محتملة على خلفية محاولة اغتيال السفير السعودي. وعرضت الصحيفة تصريح مسؤول أميركي رفيع المستوى والذي كان قد رجح احتمال أن تلي عملية الاغتيال المحتملة سلسلة من العمليات.

ونقلت الصحيفة أيضا رد الفعل الإيراني والشكوى التي رفعتها الحكومة للأمم المتحدة حول الموضوع واعتبارها لها «مؤامرة شيطانية». وعلقت الصحيفة بأن «ظل الحرس الثوري» يخيم على أجواء الخطة مستعرضة تفاصيل عملية محاولة الاغتيال ومعلومات مفصلة عن المتهمين فيها.