كراتشي شاهد عيان على محاولات الاعتداء على دبلوماسيين سعوديين

اعتقال ناشط من منظمة شيعية متطرفة

TT

شهدت مدينة كراتشي الباكستانية خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) هجمات غير مسبوقة على دبلوماسيين سعوديين أسفرت عن مقتل دبلوماسي سعودي بارز، فيما انقسم الرأي العام الباكستاني حول الجهة التي تقف وراء الهجوم.

وقد شككت الشرطة الباكستانية في المزاعم بمسؤولية حركة طالبان عن الهجمات، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة في كراتشي ناشطا من منظمة شيعية متطرفة وقامت باستجوابه لصلته بالهجوم الذي راح ضحيته القنصل السعودي في كراتشي في مايو من العام الجاري.

وكان الرجل الثاني في القنصلية السعودية في كراتشي، حسن القحطاني، قد لقي مصرعه إثر إصابته بطلقات نارية من مسلح يستقل دراجة نارية في 16 مايو، وقبل ذلك بأيام قلائل ألقى مهاجم مجهول قنبلة يدوية على القنصلية السعودية في كراتشي، رغم وقوع إصابات خلال الحادث.

وقال خبراء أمنيون في كراتشي لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم على المسؤولين السعوديين في كراتشي أمر غير مسبوق في باكستان ولم يحدث من قبل أن استهدف قنصل سعودي أو عضو في السفارة أو دبلوماسي بمثل هذه الصورة.

بيد أن خبراء أشاروا إلى أن الخوف من الهجوم على السفارة السعودية أجبر الدبلوماسيين السعوديين على الانسحاب جزئيا من العاصمة الأفغانية كابل في سبتمبر (أيلول) الماضي. وجاءت الخطوة في أعقاب الهجوم الجريء الذي نفذه مقاتلون مدججون بالسلاح وانتحاريون تابعون لحركة طالبان في قلب كابل، عندما نجح مقاتلو طالبان في احتلال مبنى متعدد الطوابق تحت الإنشاء في منطقة تخضع لحراسة مكثفة، وأطلقوا قذائف آر بي جي على السفارة الأميركية ومقر الناتو ومبان حيوية أخرى. وقد استمر قتالهم مع قوات الأمن قرابة 20 ساعة. وتقع السفارة السعودية بالقرب من ميدان عبد الحق، حيث استخدمت طالبان المبنى لاستهداف السفارة الأميركية الذي يقع على بعد 300 ياردة من موقع الهجوم. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد سعى مرارا إلى طلب مساعدة السعودية لإقرار السلام في بلده الذي مزقته الحرب. ويعتقد خبراء أن ذلك ربما يكون سببا محتملا وراء تخطيط بعض أعداء السلام لمهاجمة المصالح السعودية في كابل.

بيد أن خبراء باكستانيين يعتقدون أن الموقف مختلف تماما، فيقول خبير أمني: «الهجمات على الدبلوماسيين أو أعضاء السفارة في باكستان أمر غير مسبوق، فلم يحدث من قبل أن تعرضت المصالح السعودية لهجوم في باكستان».

وقد تزامنت الهجمات على القنصلية السعودية في كراتشي بتعبئة شيعية وحملة مظاهرات نظمها الشيعة الباكستانيون للاحتجاج على الوضع السياسي في البحرين وهو ما أضفى نوعا من المصداقية على مخاوف مسؤولي الأمن الباكستانيين من تطور بعض المجموعات الشيعية المتطرفة في الهجوم. وقال مسؤول بارز في شرطة كراتشي لوسائل الإعلام إن المتطرف الشيعي، منتظر إمام، عضو منظمة سيفا محمد باكستان، المنظمة الشيعية المقاتلة، قد اعتقل على خلفية الاتهامات بقتل الدبلوماسي السعودي في المدينة.