صحيفة الـ«غارديان»: عائلة الأسد فقدت الارتباط بالواقع وتعاني جنون الارتياب والشك

قالت نقلا عن مقربين سابقين إن الوالدة أنيسة هي «رأس مجلس العائلة»

مظاهرة في جرجناز بإدلب مناهضة للنظام ردا على مظاهرة التأييد في دمشق (أوغاريت)
TT

ذكرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، في تحقيق حول عائلة الأسد الحاكمة في سوريا، أن العائلة تتماسك لمواجهة المعارضة الشعبية التي تهدد إمساكهم بالسلطة منذ عام 1970، تاريخ وصول حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، إلى الحكم في انقلاب عسكري.

ويذكر التقرير أن أحاديث مع مقربين سابقين ومسؤولين بالسفارة وكتاب سير ووثائق دبلوماسية، من بينها برقيات نشرها موقع «ويكيليكس»، ترسم صورة لعائلة كانت متواضعة فيما مضى وأصبحت تحكم سوريا بوحشية ومزيج من الغطرسة وأفسدتها السلطة وجنون الارتياب. وتقول إن الرئيس الحالي للبلاد، وشقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة الوحشية، وشقيقتهما الأكبر الصعبة بشرى، يجتمعون في منزل والدتهم (الأم الحديدية) أنيسة مخلوف الأسد، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد.

ويقول التقرير: «لم تظهر إلا تقارير هامسة عن كيفية قيام العائلة المالكة داخل سوريا بالتنسيق في رد فعلهم على موجة من الانتفاضات الشعبية داخل سوريا يقال إنها خلفت قرابة 3000 قتيل. وبالطبع منع معظم الصحافيين من دخول سوريا منذ بدء الاحتجاجات، ولكن الإشاعات الكثيرة عن اجتماعات هذه العائلة تنسجم مع الصورة القائمة عن عصبة متعطشة للسلطة تحكم سرا وتسيطر عليها الأم الحديدية».

وتنقل الصحيفة عن شخص تقول إنه سمح له في السابق بأن يطلع على الأروقة الداخلية لنظام الأسد، قوله إن عائلة الأسد هي «مافيا، فهذه العائلة تحكم كعائلة». ويضيف: «لا يعرف أحد على وجه التحديد ما يدور في الأروقة الداخلية، ولكنهم يوحدون صفوفهم شيئا فشيئا».

ويقول محلل مقيم في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه كما الحال مع معظم المراقبين الذين يعلقون هذه الأيام على نظام الأسد، للـ«غارديان»: «كان حافظ عنيفا وداهية، وتولى السلطة بالسعي وراءها. وفي المقابل فإن بشار قد ورث السلطة». «يمكننا التعرف على الكثير عن العائلة من ذلك – اليوم نسوا من أين أتوا».

وتنقل الصحيفة عن ديفيد ليش، أكاديمي أميركي وكتب سيرة ذاتية رسمية عن بشار: «بشار تغير مع الوقت من شخص ذي نيات حسنة إلى أحد يؤمن بالبروباغندا ومديح المتملقين حوله». ويشكك تقرير الصحيفة بالصفات القيادية لدى الرئيس السوري، وينقل عن ضيف حضر عددا من لقاءات عشاء معه، قوله: «لا يتمتع بالكاريزما، لا تشعر بالحاجة الملحة لكي تقترب منه من فوق الطاولة لسماع ما يقول». ويصف أحد التقارير الدبلوماسية الأميركية الذي نشره موقع «ويكيليكس»، ويعود لعام 2009، الرئيس السوري بأنه «فارغ ولا يتمتع بدهاء والده».

ويتحدث التقرير أيضا عن زوجة الأسد، أسماء التي ولدت وتربت وتعلمت في لندن، لعائلة غير متدينة. ويصفها التقرير بأنها «لغز»، وأنها كانت حتى ترتاد الكنيسة البروتستانتية في إنجلترا. ويذكر أن أسماء كانت تدعو نفسها «إيما» في المدرسة البريطانية الخاصة، وأن أحدا لم يكن يدري أنها سورية، بل كان الجميع يظن أنها إنجليزية. وينقل عن إحدى زميلاتها في المدرسة قولها: «لا أذكر أن أحدا كان يدعوها أسماء. أنا متأكدة أن اسمها كان إيما. لم تبرز على أنها مسلمة أبدا، ليست مثل الفتيات الأخريات اللواتي كن يرتدين ملابس أكثر تقليدية. لم يكن أحد يظن أنها أي شيء إلا إنجليزية».

ويسأل التقرير كيف يمكن لامرأة تربت في أجواء ليبرالية غربية، أن تسامح كل هذه الوحشية؟ وينقل عن شخص مطلع قوله: «البعض يقول إنها مستاءة وتعزل نفسها، وآخرون يقولون إنها عرفت أنها تزوجت من ديكتاتور وأنه سيئ مثل الباقين». ويتحدث التقرير عن شخصيتها الودودة ولكنه يضيف أنها لم تكن تقبل أبدا ملاحظات من الأساتذة، وأنها خرجت من الصف عدة مرات بسبب ملاحظات وجهت لها. ويقول أيمن عبد النور، صديقها من أيام المدرسة ومستشار سابق للرئيس، يعيش اليوم في المنفى: «هي زوجته.. ولكنها في النهاية ينظر إليها على أنها دخيلة ويتم إبعادها عن القرارات الأساسية».

ويقول عبد النور إن الوالدة أنيسة هي رأس العائلة ويصفها بأنها «رأس مجلس العائلة». ويقول ليش: «كلهم يتناولون طعام العشاء كل ليل جمعة معا - على الأقل لغاية قبل بدء الانتفاضة - كان لدي انطباع بأن علاقاتهم ببعض جيدة». ولكن التقرير يضيف نقلا عن مراقبين أن العائلة باتت منغلقة على نفسها أكثر، وفقدت الارتباط بالواقع وتعاني من جنون الارتياب والشك.