نائب لبناني: السفارة السورية متورطة في خطف معارضين

السلطات الأردنية تعتقل معارضا سوريا لإدلائه بتصريحات صحافية

TT

أكد النائب اللبناني سامي الجميل أمس وجود «معلومات خطيرة جدا» لدى قوى الأمن حول تورط السفارة السورية في بيروت في خطف معارضين سوريين في لبنان، مطالبا بتحرك سريع للقضاء في هذا الموضوع. وقال الجميل لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي «قدم معلومات خطيرة جدا فيما يتعلق بخطف (السياسي السوري السابق) شبلي العيسمي» و3 سوريين آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة، وقد خطف الأربعة من لبنان خلال الأشهر الفائتة، وذلك خلال اجتماع الاثنين الماضي للجنة حقوق الإنسان النيابية، والجميل عضو فيها.

واختفى العيسمي البالغ من العمر 86 عاما من بلدة عاليه شرق بيروت في شهر مايو (أيار). كما اختفى 3 أشقاء سوريين من آل جاسم من بعبدا شرق بيروت في شهر مارس (آذار) ولم يعرف عنهم شيء منذ ذلك الحين. وأوضحت رجاء العيسمي، ابنة شبلي العيسمي، التي حضرت اجتماع اللجنة النيابية «أن نتائج التحقيقات التي أعلنها اللواء ريفي أشارت صراحة إلى دور السفارة السورية في بيروت» في عملية الخطف. وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية أنها لا تعرف سبب وجوده في سوريا، مؤكدة أنه أوقف نشاطه السياسي المعارض للنظام السوري منذ عام 1992.

والعيسمي درزي وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد تولى مناصب رفيعة في سوريا قبل أن يغادرها في عام 1966 بعد خلاف مع النظام. ثم تنقل بين العراق ومصر والولايات المتحدة، قبل أن يستقر في لبنان. ودعا الجميل، وهو نائب من حزب الكتائب المسيحي المعارض، إلى إحالة القضية إلى القضاء اللبناني. وقال: «طلبت أن يحضر اجتماع لجنة حقوق الإنسان المرة القادمة مدعي عام التمييز (القاضي سعيد ميرزا)، فالمعلومات التي قدمها اللواء ريفي يجب أن تؤدي إلى توقيف أشخاص والتحقيق معهم». وفي مارس طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» السلطات اللبنانية بفتح تحقيق في اختفاء 3 أشقاء سوريين من آل جاسم على أراضيها، كان أحدهم قيد التحقيق في مسألة توزيع مناشير تدعو إلى التغيير الديمقراطي في سوريا.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة في الأردن لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية الأردنية اعتقلت عبد السلام الشقيري (37 سنة) أحد المعارضين السوريين ممن يقيمون في الأردن. وأضافت المصادر أنه تم اعتقال الشقيري على خلفية تصريحات أدلى بها مؤخرا بعد أن طلبت السلطات الأردنية منه الالتزام بعدم الإدلاء بأي تصريحات سياسية ضد سوريا من الأردن.

وأشارت المصادر إلى أن «الشقيري، ذا الاتجاه الإسلامي، قد فر من درعا أثناء إحدى حملات المداهمة التي تقوم بها القوات السورية لمدينة درعا والمدن السورية الأخرى». وأكدت المصادر أن الشقيري موجود لدى الأجهزة الأمنية منذ 7 أيام ولم يعرف إذا ما تم توجيه تهمة بحقه أو أنه موقوف إداريا على ذمة التحقيق، والذي قد يصل إلى 3 أشهر، خاصة أن القانون يجيز التوقيف الإداري لهذه المدة. من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري الدكتور موسى برهومة إنه ليس لديه أي معلومات حول الاعتقال، مشيرا إلى أن بعض اللاجئين السوريين أبلغوه أنه تم التنبيه على المعارضين السوريين بالحد من التصريحات الصحافية وإقامة الندوات لحشد الجماهير. وبحسب تقارير رسمية فإن أكثر من ألف لاجئ سوري فروا من بلادهم على خلفية الأحداث الدامية تقدموا للمفوضية السامية للاجئين للحصول على المساعدات الإنسانية وهم يسكنون مدينتي الرمثا والمفرق الحدوديتين مع سوريا إلا أن تقارير إعلامية تشير إلى أن العدد قد يصل إلى ألفي لاجئ.