غيبوبة «بلاكبيري» تصيب أكثر من 70 مليون مستخدم حول العالم

الانقطاع يعيد النظر في الاعتماد على وسائل التواصل للأفراد والشركات.. في توقيت حرج

TT

انقطعت خدمة «بلاكبيري» بدءا من يوم الاثنين الماضي ولغاية يوم أمس الأربعاء في كل من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا والهند والبرازيل وتشيلي والأرجنتين، مما تسبب بانزعاج مستخدمي الخدمة بشكل كبير، مثل الشباب الذين يستخدمونها للدردشة والتواصل بشكل رئيسي، ورجال الأعمال الذين يعتمدون عليها في استقبال وإرسال رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل.. وغيرهم وغيرهم. ووفقا لمحطة الأخبار الأميركية «سي إن إن»، فإن المشكلة قد وصلت مؤخرا إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا، بدءا من يوم الأربعاء.

وتقول شركة «ريسيرتش إن موشن» Research in Motion المصنعة لأجهزة «بلاكبيري» إن سبب هذه المشكلة هو عطب بأحد المحولات الرئيسية لديها، وعلى الرغم من أن النظام تم تصميمه لينتقل إلى الأجهزة الاحتياطية، فإنها لم تعمل كما تم تجريبها في السابق، وتراكمت البيانات المتبادلة نتيجة لذلك. وتؤكد الشركة أنها تعمل حاليا على تصفية هذا التراكم واستعادة المسار الطبيعي للخدمة بأسرع ما يمكن، وهي تعتذر عن أي اضطراب.

وحصلت بعض المطبوعات البريطانية على معلومات مفادها أن سبب المشكلة كان تحديث الشركة لقاعدة البيانات، ولكن عطلا ما حصل أثناء القيام بذلك، وحاولت الشركة العودة إلى النسخة السابقة بعد فشل التحديث، ولكنها لم تستطع القيام بذلك، الأمر الذي أدى إلى توقف الخدمة.

وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة «بلاكبيري» لاقت رواجا كبيرا منذ طرحها في العام 1999، ويقدر عدد عملاء خدمتها بنحو 70 مليونا. ولكن الشركة وجدت منافسة شرسة من أجهزة «آي فون» وتلك التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد». وظهرت معالم الفرحة على أوجه محبي أجهزة «آي فون» بعد حدوث المشكلة المذكورة، وخصوصا على الشبكات الاجتماعية، حيث عبروا عن فخرهم باقتناء جهاز لا يتأثر بهذا النوع من المشاكل. ولكن لم يستيقظ أصحاب «آي فون» من صدمتين جديدتين حدثتا بداية الشهر الحالي؛ وفاة «ستيف جوبز» الرئيس التنفيذي السابق لشركة «آبل» المصنعة لهواتف «آي فون»، والإعلان عن جهاز «آي فون 4 إس» الذي أصاب بعضهم بخيبة أمل، إذ إنهم توقعوا تقديم مزايا جديدة أكثر من تلك التي أعلن عنها. وبدأ الغاضبون من مستخدمي خدمة «بلاكبيري» بالتعبير عن إحباطهم عبر الشبكات الاجتماعية بشكل شبه فوري.

وتأتي هذه المشكلة في وقت حرج جدا للشركة، حيث إن شركة «آبل» المنافسة ستطرح تحديثا جديدا لأجهزة «آي فون» يسمح للمستخدمين بالتراسل الفوري مع بعضهم البعض بشكل يشابه ذلك الموجود في خدمة «بلاكبيري ميسنجر» المشهورة، وبدء بيع أجهزة «آي فون 4 إس» الجديد يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011. وتتزامن هذه المشكلة أيضا مع إطلاق شركة «آر إي إم» حملة إعلانية للجيل الجديد من هواتفها الذكية.

وتسببت هذه المشكلة بإعادة النظر في الاعتماد كليا على آلية التواصل، وخصوصا مع العملاء الذين وضعوا ثقتهم الكاملة في شركة كبيرة في عالم الاتصالات، حيث إن فشل القدرة على التواصل وعدم وجود بدائل فورية مسبقة التحضير قد يكون سببا رئيسيا وراء خسارة ثقة عملاء تلك الشركات، سواء كان ذلك بسبب عدم الرد الفوري على استفساراتهم، أو عدم إرسال الرسائل البريدية في الوقت المفترض. وكانت بعض المدارس والجامعات تبحث جديا في استخدام هذه الخدمة للدراسة والتواصل بين الطلاب والمعلمين، ولكن هذا الانقطاع قد يشكل نقطة تحول كبيرة بالنسبة للتعليم الإلكتروني باتجاهات أخرى.

وقد يعيد مديرو الشركات النظر في قرار عدم السماح لموظفيهم استخدام هواتفهم الجوالة المختلفة لاستقبال وإرسال البريد الإلكتروني، حيث إن 3 أيام من الانقطاع عن البريد الإلكتروني، وخصوصا بالنسبة لموظفي المبيعات والمديرين الذين يسافرون كثيرا، هي فترة طويلة جدا قد تكلفهم خسارة مشاريع كاملة. وقررت العديد من شركات الاتصالات في المنطقة العربية تعويض مشتركي هذه الخدمة بأيام خدمة إضافية تساوي عدد أيام انقطاع الخدمة.

ويذكر أن الشركة كانت قد أعلنت مؤخرا في مؤتمر «جايتكس» في مدينة دبي الإماراتية (انطلقت فعاليات المؤتمر بداية الأسبوع الحالي) عن طرح تقنية جديدة لتبادل المعلومات بين هواتف «بلاكبيري»، اسمها «بلاكبيري تاغ» BlackBerry Tag، والتي تسمح لمستخدميها مشاركة المعلومات والملفات والروابط والصور وكافة ملفات الوسائط المتعددة عن طريق ملامسة جهازين لبعضهما البعض بشكل خفيف، مع القدرة على إضافة الأصدقاء إلى خدمة الدردشة الفورية «بلاكبيري ميسنجر» بالطريقة نفسها. وستعمل هذه الميزة في البداية على أجهزة «بولد 9900 و9930» و«كيرف 9350 و9360 و9370»، ويمكن للمبرمجين الاستفادة منها بطرق إبداعية جديدة.

وأعلنت الشركة أيضا عن طرح 3 أجهزة جديدة من سلسلة «بلاكبيري»، هي 9810 («تورتش») و9860 («تورتش») و9900 («بولد») تستخدم نظام التشغيل الجديد «بلاكبيري أو إس 7». ويتميز جهاز 9810 بسرعة أعلى والمزيد من سلاسة الاستخدام وشاشة عالية الدقة تعمل باللمس يبلغ قطرها 3.2 بوصة، ولوحة مفاتيح تنزلق بسهولة، بالإضافة إلى المزيد من سهولة التصفح (بفضل نظام التصفح «ويبكيت» WebKit الذي يتفاعل بشكل رائع مع مكونات الهاتف، للحصول على سرعة تصفح أعلى بنسبة 40 في المائة أسرع من الهواتف التي تعمل بالإصدار السابق لنظام التشغيل، وأسرع مرتين من الإصدار الخامس) والبحث بخاصية الصوت، وإمكانية إدارة المحتوى الخاص بشكل منفصل عن المحتوى الآخر. ويدعم الهاتف تقنية «ليكويد غرافيكس» التي تجمع بين سرعة عمل المعالج ووضوح العرض، وذلك لتعزيز تفاعل واجهة التشغيل باللمس من خلال رسومات تستجيب للأوامر سريعا.

وبالنسبة لجهاز 9860، فهو يتميز بشاشة يبلغ قطرها 3.7 بوصة، والتي تعد أكبر شاشة تطرحها الشركة في هواتفها، حيث تظهر مميزاتها لدى عرض صفحات الإنترنت والصور وعروض الفيديو، وهو يدعم تقنية «ليكويد غرافيكس» أيضا. ويستخدم الجهاز معالجا يعمل بسرعة 1.2 غيغاهيرتز، وذاكرة بسعة 768 ميجابايت، وذاكرة تخزينية بسعة 4 غيغابايت، بالإضافة إلى إمكانية إضافة بطاقات الذاكرة «مايكرو إس دي» بسعة 32 غيغابايت، مع استخدام كاميرا رقمية تعمل بدقة 5 ميغابيكسل تستطيع تسجيل عروض الفيديو بالدقة العالية، مع توفير بوصلة رقمية والقدرة على تحديد الموقع الجغرافي «جي بي إس» للمستخدم، ودعم تقنيات «بلوتوث 2.1» و«واي فاي» اللاسلكية.

أما هاتف «بولد 9900»، فهو أقل الهواتف الذكية التي تنتجها الشركة سماكة، حيث لا تتعدى 10.5 ملليمتر فقط، وهو يقدم أداء مرتفعا في لوحة المفاتيح والشاشة القابلة للمس، ويعتبر أول هاتف ذكي للشركة يدعم تقنية الاتصال قريب المدى Near Field Communication NFC التي تسمح بالتواصل مع الأجهزة المزودة بالتقنية نفسها، وقراءة علامات «سمارت بوستر» SmartPoster بنقرة خفيفة. ويتميز تصميم الجهاز بالأناقة، حيث استخدمت مواد راقية تتضمن إطارا من الصلب غير اللامع يضفي لمسة جمالية، وهو يستخدم نظام التصفح الجديد «ويبكيت». وتبلغ أسعار الأجهزة نحو 550 و550 و700 دولار أميركي على التوالي.