المغرب: «العدالة والتنمية» لا يرغب في «إرباك» «الكتلة الديمقراطية»

المشهد الحزبي في البلاد يتوزع على 3 اتجاهات قبل الانتخابات

TT

قال مسؤول قيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي المعارض، إن الحزب لا يرغب في «إرباك» تحالف الكتلة الديمقراطية، الذي يضم ثلاثة أحزاب هي: الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، التي تشارك في الائتلاف الحكومي الحالي. وكان المسؤول القيادي يتحدث في معرض رده على نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي قال إن أحزاب الكتلة الديمقراطية لم تتلق طلبا من العدالة والتنمية للانضمام إليها. وزاد قائلا: «هناك نقاش قوي داخل هذه الأحزاب يتراوح بين مؤيد ومعارض للتحالف مع العدالة والتنمية».

وقال لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: «حزبنا لا يريد إرباك أحزاب الكتلة الديمقراطية بالتقدم بطلب الانضمام إليها قبل أن يحسم النقاش داخل هذه الأحزاب بشأن التحالف معنا». ومضى الداودي يقول لـ«الشرق الأوسط»، ردا على تصريحات أدلى بها بن عبد الله الليلة قبل الماضية، في برنامج تلفزيوني بالقناة المغربية الأولى: «نحن ننتظر أن تكون أحزاب الكتلة جاهزة ولها مؤسسات يمكن أن تخاطب من خلالها الآخرين، ولا نريد في المقابل التدخل في شؤونها الداخلية». وأضاف: «عندما تكون الكتلة قائمة وحية وفاعلة سنتجه نحوها، ولا يمكن أن نتجه نحو الطرف الآخر»، في إشارة إلى «التحالف من أجل الديمقراطية»، الذي تشكل أخيرا من ثمانية أحزاب، بينها حزبان من الغالبية الحالية، هما التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، وحزبان من المعارضة هما الاتحاد الدستوري، والأصالة والمعاصرة، وثلاثة أحزاب محسوبة على اليسار، هي اليسار الأخضر، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي، وحزب إسلامي هو النهضة والفضيلة.

وكانت مصادر من التحالف من أجل الديمقراطية أشارت إلى أنها كانت تأمل في أن ينضم الاتحاد الاشتراكي إلى تحالفهم، بيد أن مصادر في حزب القوات الشعبية سخرت من هذه الدعوة، وبالمقابل قالت مصادر التحالف من أجل الديمقراطية إنهم لا يرغبون في تحالف مع العدالة والتنمية.

وبات المشهد السياسي في المغرب، قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يتوزع على ثلاثة اتجاهات، هي تحالف الكتلة الديمقراطية، ثم التحالف من أجل الديمقراطية، في حين يقف العدالة والتنمية منفردا، وهناك أحزاب أخرى لكن يبقى تأثيرها محدودا.

وكان بن عبد الله قال في البرنامج التلفزيوني ذاته، إن لدى حزبه اختلافات أساسية مع العدالة والتنمية تتعلق بالمرجعيات، وأعطى مثالا على ذلك بموقفه من قضية المرأة، حيث انتقد الحزب بشدة رفع المغرب تحفظاته على اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بمحاربة جميع أشكال التمييز ضد النساء، إلا أن بن عبد الله قال كذلك إن هناك من يسعى إلى «شيطنة» حزب العدالة والتنمية، وإظهاره على أنه يشكل خطرا على البلاد، في حين لا يوجد حزب سياسي سيحصل على الغالبية المطلقة في الانتخابات التشريعية المقبلة، على حد اعتقاده.

وأوضح بن عبد الله أن حزب العدالة والتنمية كان له موقف بارز في مواجهة بعض «الانحرافات» التي عرفتها الساحة السياسية، في إشارة إلى الانتقادات اللاذعة التي كان يوجهها الحزب إلى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض منذ نشأته، ومحاولته اكتساح المشهد السياسي. كما نوه بن عبد الله بموقف حزب العدالة والتنمية «الصعب» إلى جانب الأحزاب الأخرى، من حركة 20 فبراير، لأنه لم ينزل بثقله إلى الشارع وساهم في الحفاظ على استقرار البلاد والمؤسسات، كما دافع بشدة عن الدستور الجديد، حسب رأيه.