المعارضة السورية تؤكد اقتراب نهاية نظام الأسد وترغب في إنهاء «التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران»

المجلس الوطني السوري يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف الرسمي به

TT

طالب أعضاء من المجلس السوري الوطني المعارض المجتمع الدولي بالاعتراف بالمجلس كممثل للشعب السوري وزيادة الضغوط على النظام السوري، مؤكدين اقتراب موعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وحذر عضو المجلس الوطني مرهف جويجاتي من «حرب أهلية» في سوريا مع دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتأجيج الخلافات الطائفية في البلاد، معتبرا أن العمل على دعم المعارضة وفرض حظر للسلاح على النظام السوري أمر أساسي لمنع تدهور الأوضاع. كما أوضح جويجاتي وعدد من أعضاء المعارضة السورية أن قيادة المجلس الوطني السوري تعمل على تحديد رؤيته لمستقبل سوريا، متوقعا «نهاية التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران». وجاء ذلك في ندوة عقدها عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري في واشنطن في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في واشنطن أمس، ضمن جهود المجلس للتواصل مع صناع الرأي والقرار في الولايات المتحدة. وشكلت الندوة فرصة للتعبير عن المبادئ التي يمثلها المجلس السوري والتأكيد على تمثيل النساء والأقليات فيها، من أجل كسب التأييد الأميركي والدولي بشكل عام. وقال عضو المجلس السوري المشارك في الندوة، نجيب غضبان، إن «الثورة السورية تأتي ضمن الربيع العربي، على الرغم أن البعض ينظر إلى ما يحدث في سوريا فقط ضمن إطار الاستقرار الاستراتيجي، ذلك تصور خاطئ». وأضاف: «الطريق لتشكيل المجلس السوري بدأ منذ تولي بشار الأسد السلطة، وبدأت في حركة الربيع السوري ورغبة السوريين لإعادة إحياء المجتمع المدني في البلاد». وعدد غضبان الخطوات المختلفة للمعارضة السورية خلال أكثر من عقد لتوحيد صفها وتقديم جبهة متحدة لمعارضة النظام السوري. وأكد غضبان: «عملنا ما زال في أوله ونحن واعون بأن هناك طريقا للعمل.. نحن في طور تشكيل بديل جدي لنظام الأسد».

وشدد جويجاتي على أن «الثورة السورية غير طائفية أو تابعة لعرق واحد، إنها ثورة ضد نظام عائلي». وأضاف: «كان من الممكن تجنب القتل وسفك الدماء في سوريا»، لكن النظام السوري اختار طريق القتل. وأكد جويجاتي أن «نظام الأسد سيسقط.. لقد بدأت القوات الأمنية تعاني من ثغرات، وإذا لم يقم الجيش بانقلاب فالاقتصاد الهش سيؤدي إلى إسقاط النظام». ولكنه حذر بأن «عائلة الأسد لن تترك السلطة بسهولة.. من أجل النجاة يحاول النظام دفع البلاد إلى الاقتتال الطائفي». أضاف: «سوريا قد تتوجه إلى حرب أهلية وهذا أمر سيؤثر على سوريا والمنطقة». وطالب جويجاتي باتخاذ خطوات لمنع الحرب الأهلية، وخاصة من حيث فرض حظر للأسلحة على سوريا، وقطع الإمدادات المالية عن الحكومة.

ومن جهته، قدم أسامة منجد لائحة من الطلبات لدعم المعارضة السورية وإضعاف نظام الأسد، مشددا على أهمية العمل السريع. وتساءل منجد: «في حال بقي المجتمع الدولي صامتا، كم قتيلا ومعذبا وضحية سيكون هناك؟ هل سيتقبل ضميرنا حماه جديدة؟»، مناشدا المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر صرامة من ما يحدث في سوريا. وقال: «نحن بحاجة إلى تحرك سريع من تركيا والدول العربية واعتراف رسمي للمجلس السوري بأنه الممثل الرسمي للشعب السوري». وأضاف: «ذلك سيرفع من معنويات الشعب السوري والثوار، ويؤكد لهم الدعم». واعتبر أن من الضروري «قطع جميع الاتصالات مع النظام السوري، خاصة من الدول الإقليمية والتأكيد على رفض التصرفات الشنيعة من نظام الأسد». وطالب بـ«تجميد عضوية النظام السوري لدى جامعة الدول العربية ومنع بث القناة السورية الرسمية والقنوات الخاصة التابعة للنظام السوري من أجل إضعاف نفوذ النظام السوري ين المغتربين السوريين». واعتبر أن فرض عقوبات على النظام السوري خطوة مهمة لإضعاف النظام أيضا خاصة من الدول الإقليمية، وخاصة قطاع النفط السوري. وعلما بأن روسيا والصين منعا إصدار قرار من مجلس الأمن لفرض عقوبات على سوريا، قال منجد إنه من الممكن فرض عقوبات أحادية من دول مؤثرة على سوريا، مضيفا أن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعادة جهود إصدار قرار من مجلس الأمن لإرسال وفد تفقدي إلى سوريا لإظهار الحقائق حول ما يحدث.

وهناك وعي بين أعضاء المعارضة السورية بأن هناك توقعات من المجلس السوري لإظهار جديته وقدرته على القيادة مستقبلا. وقال جويجاتي إن «المجتمع الدولي ينتظر من المجلس السوري الوطني توضيح للرؤية إلى المستقبل وخطة واضحة لما يحدث في اليوم ما بعد سقوط نظام الأسد». ومن جهته قال غضبان إن «التفكير الآن هو حول الوضع الداخلي السوري ولكن هناك تساؤلات عن السياسة الخارجية بعد سقوط النظام السوري.. نحن نعتبر أن المبادرة العربية للسلام مهمة»، في ما يخص التعامل مع إسرائيل. وأضاف أن المجلس السوري «غير مرتاح من العلاقات السورية مع إيران»، معتقدا أن المجلس سيتخذ موقفا مختلفا من إيران. واعتبر جويجاتي أن «التحالف الاستراتيجي بين سوريا وإيران سينتهي، ولكن لا أتوقع قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما»، مضيفا «حزب الله سيتأثر بذلك». وأقر المشاركون في الندوة بأنه من المتوقع أن يفضل المجلس السوري نزع السلاح من حزب الله.

ومن جهتها، قالت المحامية وعضو المجلس السوري ديما موسى: «كان علينا معالجة التصور بأن هذه حركة إسلامية وأن الأقليات تخشى من سقوط نظام الأسد، وكان الأقليات مثل المسيحيين خارج المعارضة». وأضافت: «كمسيحية شعرت بأن علي أن أتخذ موقفا، نحن في الأول سوريون، بغض النظر عن ديانتنا.. لدينا معلومات عن مسيحيين يتوجهون إلى المساجد من أجل المشاركة في المظاهرات». وشددت موسى على مشاركة الأقليات في الجمعية العامة السورية منهم الآشوريون والمسيحيون والمذاهب الإسلامية المختلفة. وذكر المشاركون في الندوة رفيقهم عضو المجلس السوري الوطني المغتال مشعل تمو، معتبرين أن اغتياله يمثل مدى خوف النظام السوري من المجلس.