الجامعة العربية تدين محاولة اغتيال السفير السعودي.. وسوريا تعترض

البحرين والكويت تنددان بالمؤامرة .. و الشيخ محمد السالم الصباح يدعو إلى كشف الخيوط الكاملة للقضية.. ويصفها بـ«البشعة»

TT

أدان مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه غير العادي أمس على مستوى المندوبين الدائمين المحاولة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، معتبرا أن أي اعتداء على الدبلوماسيين يعد انتهاكا سافرا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.

وأكد مجلس الجامعة في بيان صادر عن اجتماعه أمس أن محاولة اغتيال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة من قبل إيران تشكل انتهاكا للقواعد والاتفاقيات التي تحكم العلاقات ما بين الدول، وعلى وجه الخصوص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961. وأشار المجلس إلى أن هذه التصرفات تشكل تقويضا للجهود الداعمة للسلم والأمن الدوليين واستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. كما تؤثر بالسلب على العلاقات بين إيران والدول العربية وبخاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ودعا المجلس الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء مثل هذه «الأعمال الإرهابية التي تهدد استقرار الدول والسلم والأمن الدوليين وتثير العداوة والبغضاء بين الدول والشعوب». وكان رئيس وفد المملكة العربية السعودية السفير أحمد قطان قام في بداية الاجتماع بتقديم عرض حول محاولة الاغتيال مطالبا بإصدار بيان إدانة حول هذا الموضوع، فيما اعترض المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد على إصدار هذا البيان.

وأدانت البحرين والكويت، محاولة اغتيال عادل الجبير السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأميركية.

وأعربت المنامة عن إدانتها واستنكارها الشديدين للمؤامرة التي استهدفت اغتيال الجبير، وقالت إن تلك المؤامرة تتعارض مع القيم والأخلاق الإنسانية.

وأكدت البحرين في بيان أوردته وكالة الأنباء البحرينية تأييدها ومساندتها المطلقة للمملكة العربية السعودية ووقوفها معها قلبا وقالبا، مضيفة أنها ترى أن أي اعتداء على المملكة هو اعتداء مباشر على مملكة البحرين وذلك انطلاقا مما يربط البلدين من وشائج وروابط وعلاقات أخوية وتاريخية متميزة.

وأوضحت مملكة البحرين أن هذا المخطط الفاشل يدل بوضوح على عدم احترام الأعراف الدبلوماسية التي تدعو لمراعاة حصانة السفراء وحرمة الاعتداء عليهم بما يتماشى مع المواثيق الدولية، التي تؤكد كذلك على ضرورة عدم المساس بسيادة الدول وسلامة أراضيها، مما يهدد الأمن والسلم الدوليين.

كما دان مجلس الشورى البحريني مؤامرة اغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، مؤكدا أنها تتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية، كما تشكل انتهاكا لجميع الأعراف والمواثيق الدولية والمبادئ الدبلوماسية، إضافة لمخالفة هذا المخطط الإرهابي لأبسط قواعد احترام العلاقات الدولية.

وأكد بيان صادر عن المجلس أمس تضامن المجلس الكامل وتأييده ومساندته المطلقة للمملكة العربية السعودية، عادّا أي اعتداء أو مساس بأمنها اعتداءً مباشرا على مملكة البحرين.

وشدد على أن المملكة تشكل عمقا استراتيجيا ودرعا واقيا لمملكة البحرين ولشقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والأمة العربية قاطبة.

كما دانت دولة الكويت أمس المخطط الذي استهدف حياة سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل الجبير والذي كشفت عنه الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح: «إن دولة الكويت إذ ترفض وتستنكر بشدة هذه المحاولة الإرهابية البشعة لتأمل كشف خيوط المحاولة كاملة، ومن يقف وراءها من أجهزة، أو أشخاص لكي يدفعوا ثمن هذا المخطط الآثم».

وأكد أن دولة الكويت تقف مع المملكة العربية السعودية وأن ما يمس أمنها يمس أمن الكويت، مشددا على دعم الكويت للمملكة في كل ما سوف تتخذه من إجراءات ضد هذا المخطط.

وفيما لزمت الحكومتان العراقية واللبنانية الصمت إزاء المحاولة، تباينت آراء سياسيين عراقيين بارزين استطلعتهم «الشرق الأوسط»، حول محاولة الاغتيال، ففي الوقت الذي اعتبر فيه السياسي والمفكر العراقي البارز حسن العلوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن إيران «الرسمية» قد لا تكون ضالعة فيه، لكن مثال الألوسي زعيم حزب الأمة العراقية أكد في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن لإيران سوابق كثيرة، في هذا المجال.

وقال العلوي.. «لا يستبعد أن تكون هناك جهات في الثورة الإسلامية في إيران هي التي يمكن أن تكون ضالعة في مثل هذا المخطط». وأضاف العلوي الذي يتزعم كتلة العراقية البيضاء داخل البرلمان «من خبرتي في الشؤون الإيرانية فإن عمليات الاغتيال الفردي ليست جزءت من منهج الثورة الإيرانية من خلال التعليمات التي كان قد أصدرها زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني.. إلا أنه من جانب آخر لا يستطيع المرء إلا أن يتعامل بجدية مع المعلومات التي كشفها القضاء الأميركي في هذا الشأن لأن القضاء في الدول الغربية ومنها أميركا قضاء عادل ونزيه ولا يخدع شعبه».

وأضاف العلوي أنه «بناء على هذه المعطيات فإنه يمكن أن تكون هناك جهات أخرى داخل مؤسسات الثورة الإيرانية وأجهزتها المختلفة هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال دون معرفة القيادات العليا» مستبعدا في الوقت نفسه أن «يكون المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي على علم بمثل هذه القضية لأن إيران صاحبة مشروع نووي ولا تريد أن تدخل في صراع عسكري مع خصومها وليس عبر عمليات الاغتيال التي يمكن أن تجلب لها المشاكل فضلا عن أنها لا تريد محاربة أميركا عبر هذه العملية في عقر دارها». وأوضح العلوي أن من «بين الأمثلة البارزة على عدم تورط إيران بأي أمور جانبية طالما هي ذاهبة إلى المشروع النووي هي هزيمتها في البحرين عند دخول قوات درع الجزيرة لأنها لا تريد ذلك بل إنها دخلت في مرحلة غزل مع المملكة العربية السعودية».

لكن السياسي العراقي مثال الألوسي زعيم حزب الأمة العراقية أعرب عن ثقته بضلوع إيران بمثل هذا المخطط الكبير. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «لإيران سوابق كثيرة في هذا المجال ثم إنها من خلال هذا العمل الخطير تريد أن تبعث برسائل، أهمها أنها هي وحدها القادرة على الهيمنة في المنطقة وتتحكم بمقدراتها»، مشيرا إلى أن «السفير السعودي في واشنطن يقوم بأدوار مهمة وله تأثير وبالتالي فإن عملية اغتياله تأتي في هذا السياق وأنها تريد أن تقول إنها قادرة على أن تعمل أي شيء تريد أن تعمله».