بريطانيا ترى في المؤامرة لاغتيال السفير السعودي «تصعيدا كبيرا في دعم إيران للإرهاب»

هيغ: الدماء التي أريقت في سوريا تقف حائلا أمام استعادة مصداقية النظام.. والأسد يجب أن يتنحى

وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ
TT

قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، إن المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، تشكل «تصعيدا كبيرا في دعم إيران للإرهاب».

وأضاف هيغ أن لندن على «اتصال وثيق» مع السلطات الأميركية وتعمل على إعداد رد دولي مشترك لواشنطن والاتحاد الأوروبي والسعودية على هذه المؤامرة التي تنفي طهران وجودها، موضحا «نحن على اتصال وثيق بالسلطات الأميركية وسنعمل على الاتفاق على رد دولي مع الولايات المتحدة وبقية دول الاتحاد الأوروبي والسعودية».

وفي سياق منفصل، أشاد هيغ بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية حول المرأة وإشراكها في الانتخابات ومنحها الحق في عضوية مجلس الشورى.

وتحدث ويليام هيغ أمام البرلمان عن الثورات العربية مستعرضا ما تم من تطورات في ليبيا وما حققه المجلس الانتقالي من إنجازات، كما أشاد بما يقع في تونس ونجاحها في تنظيم الانتخابات هذا الشهر رغم التحديات الاقتصادية، كما أبرز اهتمامه بالانتخابات المصرية المقبلة مع إبداء عدم ارتياحه للأحداث الأخيرة في مصر متمنيا أن لا تتكرر. وتميزت نبرة الوزير بالإيجابية عند حديثه عن بلدان «الربيع العربي»، لكنه أبدى قلقا في ما يخص سوريا، وأكد أن بلاده ستواصل العمل في الإطار الدولي من أجل مزيد من الضغط على نظام الأسد.

وقال هيغ إن الخارجية البريطانية استدعت السفير السوري في لندن للاحتجاج على ترويع منشقين سوريين في بريطانيا. وصرح في خطابه أمام البرلمان أنه «تم استدعاء السفير السوري إلى الخارجية هذا الصباح (أمس) وأبلغ أن أي تحرش أو ترويع للسوريين في بلادنا غير مقبول ولن نتغاضى عنه». وكانت بريطانيا قد استدعت السفير السوري بسبب نفس المسألة في يونيو (حزيران) الماضي.

واعتبر هيغ وقوف روسيا والصين في وجه طلب فرض عقوبات على النظام السوري الذي تقدموا به مع شركائهم الأوروبيين والولايات المتحدة للأمم المتحدة، وتعطيل تمرير الموافقة ووقوفهما إلى جانب النظام عوض دعم الشعب السوري خطأ.

وبين الوزير أنهم سيواصلون العمل بالتعاون مع دول أخرى من أجل زيادة الضغط على نظام الأسد. كما تحدث عن العقوبات التي فرضتها أوروبا على البترول السوري وعن حجم تأثيرها على الاقتصاد السوري الذي حقق ربع مداخيله من النفط في 2010. كما أشار إلى عزم تركيا على اتخاذ قرارات في نفس الاتجاه، وقال بأن بريطانيا ستعمل من أجل التعاون مع تركيا في هذه المسألة.

كما اعتبر الوزير أن الدماء الكثيرة التي أريقت من طرف النظام السوري ستكون حائلا أمام استعادة مصداقيته، مؤكدا أن الرئيس الأسد يجب أن يتنحى جانبا في الوقت الحالي ويسمح لآخرين بتولي الإصلاحات. وطلب من المعارضة السورية أن تطور رؤية سلمية لمستقبل بلدها. وعبر عن ترحيبه بتأسيس المجلس الوطني السوري.

وعلى عكس سوريا تحدث وزير الخارجية البريطاني عن ليبيا وما يحصل فيها من تطورات بنبرة إيجابية، حيث استعرض في خطابه أهم ما يحدث في ليبيا قائلا إنها «تواصل تحولاتها العميقة بعد أكثر من 40 عاما من الحكم الديكتاتوري». وقال إن «النظام عاد لبنغازي وطرابلس كما لاحظت بنفسي خلال زيارتي مع رئيس الوزراء لليبيا الشهر الماضي»، وتحدث عن تمكن المجلس الانتقالي من السيطرة على أغلب المناطق في ليبيا، مشيرا إلى أن من بقي من الموالين للقذافي هم فقط في بني وليد وسرت. كما تحدث هيغ عن تأسيس الحكومة الانتقالية والقيام بانتخابات من أجل تكوين مجلس تأسيسي في غضون الثمانية أشهر المقبلة.

وتحدث عن زيارة وزير الدفاع لطرابلس ومصراتة نهاية الأسبوع الماضي مشيدا بمدى وعيهم بضرورة تأسيس حكومتهم الجديدة. وذكر الوزير بإعلان الناتو الذي صدر الأسبوع الماضي والذي يقول بمواصلة العمليات في ليبيا إلى أن يكون الشعب في مأمن من أية هجومات. كما جدد دعم بريطانيا للمجلس الانتقالي عبر ما يقوم به أصدقاء ليبيا وأيضا من خلال الدعم المالي من أجل تحقيق الاستقرار، وبأن بريطانيا تسعى لدور في البناء والنهوض بالاقتصاد الليبي.

كما أشاد وزير الخارجية البريطاني بجهود السلطات التونسية التي تمكنت خلال 10 أشهر فقط من تحقيق إنجازات كبيرة بتنظيم الانتخابات المقررة لـ23 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا الشهر، رغم التحديات الاقتصادية.

وعن مصر، تحدث الوزير عن الانتخابات المزمعة الشهر المقبل وعلق على أحداث العنف الأخيرة، وقال إنه تحدث أول من أمس هاتفيا مع زير الخارجية المصرية وأعرب عن أمله في أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث.

كما أعلن الوزير عن ترحيبه بما وقع في المغرب من إصلاحات وبالانتخابات المقررة الشهر المقبل.

وعن اليمن قال إن بريطانيا وبالتعاون مع شركائها وحلفائها في منطقة الخليج تسعى لتحقيق انتقال السلطة في اليمن، كما أنهم يعملون على تناول المسألة اليمنية في مجلس الأمن قريبا.

وقال بأنهم تعلموا دروسا من الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية وبأن هذا ما جعلهم يراجعون سياساتهم الخارجية ويعملون حاليا على تطويرها.