المتهم منصور أرباب سيار.. انتهازي ومنبوذ من جيرانه و«عديم الفائدة» لمعارفه

أحد أصدقائه: ليس لديه ميول دينية أو سياسية.. ويدخن الماريغوانا ويشرب الكحول بحرية

صورة بريشة رسام لجلسة اتهام الإيراني منصور ارباب سيار بالتآمر لاغتيال عادل الجبير سفير السعودية لدى واشنطن (أ.ب)
TT

كان لقبه «ذو الندبة»، نظرا للهجوم الوحشي الذي تعرض له بسكين في شارع مظلم في هيوستن قبل ثلاثة عقود والذي ترك خده الأيسر موسوما بصورة دائمة.

يقول أصدقاؤه وجيرانه في تكساس إنه متجهم ومثير للارتياب، وإنه عادة ما كان يقف أمام منزله في الليل يدخن ويتحدث في هاتفه بلغة لم يكونوا يفهمونها. لكن منصور أرباب سيار، 56 عاما، الرجل المتهم بالضلوع في مؤامرة إيرانية لقتل دبلوماسي سعودي في واشنطن يبدو أنه كان انتهازيا متعثرا أكثر منه قاتلا حذرا، فعلى مدار أكثر من ثلاثين عاما عاشها في تكساس، خلف أرباب سيار سلسلة من الأعمال الفاشلة والدائنين الغاضبين، وزوجة سابقة ساخطة استصدرت أمرا قضائيا لحمايتها منه. ويقول عنه الأصدقاء والمعارف إن شعره كان أشعث بشكل دائم وملابسه غير مهندمة بشكل يثير الشفقة.

يخضع أرباب سيار في الوقت الراهن للاعتقال في نيويورك حيث يتهمه المدعون العامون الفيدراليون بإدارة مؤامرة إرهابية عالمية دولية تمتد من المكسيك إلى طهران، وأنه تلقى أوامره من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقد أصيب العديد من أصدقائه وشركائه بالذهول عند سماع الخبر، لا لأنه شديد التعصب، بل لأنه لم يكن من الكفاءة بحيث يتمكن من القيام بذلك.

فيقول توم حسيني، زميل له في الغرفة أثناء الدراسة الجامعية «إن قطعتي جوربه لا تتماثلان، وكان دائما ما ينسى مفاتيحه وهاتفه الجوال وليس باستطاعته تنفيذ خطة كهذه». وقد حاول مسؤولون أميركيون، الذين قالوا إن الخطة وقعت بمباركة إيرانية، يوم الأربعاء، معرفة السبب في اختيار فيلق القدس المتطور الاعتماد على عميل هاو مثل أرباب سيار.

في وقت ما قبل عامين بدأ أرباب سيار، الذي يسميه أصدقاؤه جاك، قضاء بعض الوقت في إيران، ويقول المحققون إنه كون علاقات مع أعضاء في فيلق القدس، لكن الحسيني قال إنه التقى صديقه القديم في الجامعة قبل شهرين تقريبا وقد بدا مهتما بجمع المال لا المكائد السياسية.

وقال الحسيني: «قال لي لقد كنت في إيران وتمكنت من صنع مبلغ جيد من المال». الشكوى الفيدرالية ضد أرباب سيار لم تحدد كم المال الذي يعتقد أنه تلقاه من الإيرانيين، الذين طلبوا منه دفع 1.5 مليون دولار إلى عصابة المخدرات المكسيكية لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة. هذا المال الذي تم دفعه لم يكن مفاجأة لصديق أرباب سيار القديم الذي قال إنه لا توجد لديه ميول دينية أو سياسية ويدخن الماريغوانا ويشرب الكحول بحرية.

ويقول ميتشل حموي، الذي يمتلك مطعما في كوربوس كرايست بولاية تكساس، حيث كان أرباب سيار يقود سيارة مستعملة لسنوات: «لم يكن شخصا متطرفا، كان رجل أعمال، والأثرياء عادة ما يحبون جمع المزيد من المال». ويدافع بعض أصدقاء ومعارف أرباب سيار القدامى عنه، مشيرين إلى أنه كان ودودا ويتمتع بروح الدعابة وأن أخطاءه كانت دائما مردها إلى الإهمال أكثر منها حقدا.

فيما كان آخرون أشد قسوة، قائلين إنه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كبير، فلا يجد سام راغسدال، الذي يدير شركة لتجارة السيارات بالجملة في كوربوس كريستي، سوى كلمة واحدة ليصف بها أرباب سيار وهي أنه «عديم الفائدة».

أثار اعتقال أرباب سيار صدمة في أنحاء الشرق الأوسط، حيث بدا أن الاتهامات ستؤدي دون شك إلى تدهور العلاقات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وفي المحيط الضيق وسط ولاية تكساس التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين الإيرانيين. اجتمعت أطقم قنوات التلفزيون خارج منزل أرباب سيار في ضاحية أوستن راوند روك منذ الأربعاء ولم يجب أحد عن نداءات الواقفين خارج منزله، لكن جيرانه أشاروا إلى أن أرباب سيار، الذي عاش هناك مع زوجته الثانية وأولادها، كان أشبه بشخص منبوذ في المنطقة، حيث نادرا ما كان يتحدث أو يحيي أي شخص.

وتصفه بري تيومالو التي تعيش على بعد منزلين من أرباب سيار بأنه كان «مخيفا جدا، فقد كنا نظن أنه من (بيت مخيف)». وأشارت إلى أنه كان هناك الكثير من الناس يزورون المنزل، معظمهم في العشرينات، لكنهم لم يسعوا إلى الاختلاط مع الناس في الشارع. وقد أدى ذلك إلى شكوك البعض في المجتمع للشك في أن صفقات المخدرات كانت تدار في هذا المنزل. هاجر أرباب سيار إلى الولايات المتحدة عندما كان شابا، لفترة وجيزة، في وقت لاحق درس الهندسة الميكانيكية في جامعة تكساس (الآن جامعة تكساس A & M Kingsville). في عام 1981 أثناء الدراسة الجامعية نصب له بعض الشباب - الغاضبين على ما يبدو لمغازلة أرباب سيار صديقاتهم - كمينا في هيوستن أثناء الليل. وقال حسيني الذي هرب معه «لكن أرباب سيار كان بطيئا للغاية وقد طعنه المهاجمون، وتكرارا».

بعد فترة وجيزة، حصل على الجنسية الأميركية بعد أن تزوج زوجته الأولى، لكن الزوجين انفصلا عام 1987، وتظهر سجلات المحكمة، أن زوجته السابقة طلبت أمر الحماية ضده قبل السماح بإسقاطه، كما أوردت صحيفة «هيوستن كرونيكل».

تزوج أرباب سيار فيما بعد، وحاول إقامة عدد من الأعمال مثل بيع الخيول، والآيس كريم، والسيارات المستعملة والساندويتشات، لكنه لم يوفق في أي منها، وتشير وثائق الولاية والوثائق الفيدرالية إلى أنه خلف الكثير من الحجوزات والدعاوى القضائية المتصلة بالأعمال التجارية والدائنين الغاضبين، وقال المحامي الذي مثله في ذلك الوقت فريد خيمينيز، إن أرباب سيار ألقي القبض عليه في عام 2001، ووجهت له تهمة بالسرقة بشأن بيع متجر ثم أسقطت التهم في وقت لاحق لعدم كفاية الأدلة.

ويقول شركاؤه في الأعمال القديمة إنه على الرغم من جميع عيوبه، فإن أرباب سيار أظهر لمحات من اللياقة واللطف، فقد كان يقرض المال أحيانا للأصدقاء ذوي الحاجة. وقال دان كيتتش، وهو بائع سيارات مستعملة في كوربوس كريستي، إن أرباب سيار بدا منزعجا بشدة للهجمات الإرهابية عام 2001، وطلب منه ألا يحكم على جميع شعوب الشرق الأوسط من منظور متشدد. وأضاف «لقد غضب بشدة من هذا الأمر»، قائلا: «يا صديقي، أنا لست كذلك، والغالبية العظمى من المسلمين ليسوا من هذا القبيل».

* خدمة «نيويورك تايمز»