جامعة القاهرة تختار أول رئيس منتخب في تاريخها

حسام كامل: أنا مطالب بالدفاع عن استقلاليتها

TT

ظل منصب رئيس جامعة القاهرة، كغيرها من الجامعات المصرية، يتم اختياره بالتعيين منذ إنشائها عام 1908.. ولكن، وللمرة الأولى، اختار أمس أعضاء المجمع الانتخابي (الذي يضم 87 عضوا) الدكتور حسام كامل بوصفه أول رئيس منتخب لجامعة القاهرة.

وكان أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية يضغطون منذ فترة من أجل اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب، وهو ما بدأ يتحقق مؤخرا عبر انتخابات عمداء الكليات ورؤساء الأقسام في مختلف الجامعات المصرية الحكومية البالغ عددها 19 جامعة.

وتعتبر جامعة القاهرة أكبر جامعة مصرية، حيث تضم 26 كلية ومعهدا والعديد من مراكز الأبحاث التابعة لها، وتخرج فيها أبرز رجال العلم والسياسة في مصر.

وتمكن الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة السابق، من العودة لمنصبه بعد استقالته منه بعدة أسابيع، وذلك بحصوله على 51 صوتا بعد منافسة مع خمسة مرشحين، هم: الدكتور عمر الكاشف والدكتور هشام جابر العناني والدكتور محمد الشرقاوي، من كلية الطب، والدكتور أحمد عبد الهادي، مرشح كلية العلوم، والدكتور محيى سعد عبد الحميد كلية الهندسة، الذي حل ثانيا بعد أن حاز 31 صوتا.

وأوضح حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة المنتخب، أن هناك فارقا كبيرا بين التعيين والانتخاب، حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك دوما تشكيك في المناصب القيادية التي تأتي بالتعيين.. والآن بعد أن انتخبني زملائي انتفى هذا التشكيك. أشعر أن الناس ورائي وتساندني.. هناك فارق كبير». وأضاف كامل: «لكن هناك ضغوط، فأنا مطالب بالدفاع عن حقوق الأساتذة وحريتهم الأكاديمية واستقلالية الجامعة، فأنا أمثل آمال وطموحات زملائي».

وكان كامل قد قدم برنامج عمل كبيرا من 40 صفحة يتضمن نقل جامعة القاهرة من الجيل الثاني للجامعات الذي يقتصر على تقديم التعليم والبحث العلمي، إلى الجيل الثالث الذي يقدم التعليم والبحث العلمي كقيمة مضافة للمجتمع في مختلف المجالات.

وقبل يومين، فاز الدكتور أمين لطفي بمنصب رئيس جامعة بني سويف في الانتخابات التي أجريت بحضور 33 عضوا من أعضاء المجمع الانتخابي.

اللافت أن أول رئيس جامعة منتخب في تاريخ الجامعات المصرية عامة، كان الدكتور أحمد خيري رئيس الجامعة المصرية - اليابانية (وهي جامعة حكومية مصرية أهلية ذات شراكة يابانية)، والذي تم انتخابه في ديسمبر (كانون الأول) 2010 في منصب رئيس الجامعة بإجماع الأصوات، ليكون أول رئيس منتخب لجامعة مصرية.

ورغم وجود حكم قضائي صادر من محكمة القضاء الإداري بوقف الانتخابات على منصب رئيس الجامعة؛ فإن جامعة القاهرة تجاهلته وأجرت الانتخابات.

وهو ما علق عليه الدكتور محمود كبيش، عضو اللجنة المشرفة على الانتخابات، قائلا: «إنه تم الاستشكال على الحكم مما يوقف تنفيذه»، مؤكدا أن انتخابات أمس، قانونية تماما.

وكان أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية قد مارسوا ضغوطا كبيرة من أجل اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب بدلا من التعيين، وهو ما استجاب له 5 رؤساء جامعات منذ بدء العام الدراسي في أول أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد أشهر من الشد والجذب ورفض الاستقالة، وهم: الدكتور ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس، والدكتور ماهر جابر رئيس جامعة المنيا، والدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط، والدكتور محمد السيد حسن رئيس جامعة سوهاج، والدكتورة هند حنفي رئيسة جامعة الإسكندرية، ورغم ذلك، فإن الدكتورة هالة فؤاد رئيسة جامعة طنطا تصر على عدم الاستقالة.

ويعتقد كثيرون أن الجامعات المصرية لا تزال بعيدة عن روح ثورة «25 يناير (كانون الثاني)»، حيث يرى مراقبون أن الصورة قاتمة وأن 30 عاما من التقييد والتأخر لا يمكن محوها في 9 أشهر فقط من الثورة؛ لكن إدخال الديمقراطية إلى الجامعات عبر انتخابات القيادات قد يغير من تلك النظرة المتشائمة.