فلسطينيو 48 يطالبون بإطلاق سراح آلاف الأسرى دون أسر إسرائيليين وصفقات تبادل

في إطار دعم إضرابهم عن الطعام

فلسطينيون يتظاهرون تضامنا مع الأسرى في إضرابهم الذي دخل أسبوعه الثالث أمس (أ.ف.ب)
TT

في إطار الدعم الجماهيري لإضراب مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية احتجاجا على سوء ظروفهم المعيشية، ناشدت قيادة الجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيو 1948) حكومة بنيامين نتنياهو المبادرة إلى إطلاق سراح الأسرى كبادرة للجنوح إلى عملية سلام وعدم انتظار ظروف خطف وأسر جنود وصفقات تبادل أسرى.

ففي بيان أصدرته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، باركت صفقة شاليط لتبادل الأسرى، وأكدت في الوقت نفسه أن الفرحة لن تكتمل إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى. وناشدت عدم الغرق في فرحة إطلاق سراح ألف أسير في إطار هذه الصفقة ونسيان الآلاف الباقين في غياهب السجون، ودعت إلى سلسلة من الفعاليات التضامنية الداعمة لنضال الأسرى ومطالبهم؛ منها تنظيم إضراب عن الطعام ليوم واحد، وتنظيم مظاهرات وفعاليات احتجاج.

وصدر البيان في إطار دعم وتبني مطالب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، فأكد على كونها مطالب عادلة في مجملها، وعبر عن دعم نضالهم وإضرابهم عن الطعام، ودعا الأسرى إلى توحيد المواقف وأدوات النضال، كما دعا الجميع داخل وخارج السجون للتأكيد على الوحدة الوطنية وراء قضية الأسرى وعدم إخضاعها للاختلافات السياسية والفصائلية. وأشار البيان إلى المعركة الشرسة التي يخوضها الأسرى ضد مصلحة السجون والظلم والقهر، باعتبارها «معركة الأمعاء الخاوية من أجل إسقاط القيود والتضييقات التي فرضت عليهم في الآونة الأخيرة، ولنيل حقوقهم ورفع الظلم والقهر عنهم».

وأشار البيان إلى تدهور الأوضاع الصحية لعدد من الأسرى، لدرجة أن بعضهم يواجه الموت لكونه «لا يرضى بالظلم والهوان، ولا يرضى أن تقوم المؤسسة الإسرائيلية بسلبه الإنجازات التي حققها على مدار عقود من النضال ودفع دماءه لأجلها؛ ومنها قضايا الزيارات والعزل الانفرادي وإدخال الكتب والصحف إليهم والحق في التعليم وغيرها». وأكد أن «الأسرى يقاومون الخضوع والرضوخ لسياط الجلادين ونهج الظالمين، ويطالبون بحقوقهم التي تكفلها جميع المواثيق الدولية والإنسانية، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية ذات التوجهات الفاشية بمختلف أذرعها وعلى اختلاف طبقات هرمها، تتغاضى عنها كما هي عادتها، وتضرب بها عرض الحائط».

وأضاف البيان أن الأسرى الذين صمدوا وكابدوا واحتملوا ظلم وظلام الزنازين ينتظرون من أبناء شعبهم موقفا داعما لحقوقهم ومطالبهم العادلة. وبناء عليه، قررت لجنة المتابعة أن الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني يدعوها والجماهير العربية عامة، إلى دعم الأسرى في إضرابهم ومطالبهم المشروعة ومطالبة حكومة إسرائيل بالاستجابة لهذه المطالب. كما باركت اللجنة كل الفعاليات التي تبادر إليها الأطر المختلفة دعما للأسرى، وتدعو قيادات الجماهير العربية من مختلف الأحزاب والحركات السياسية وكل الأطر الشعبية لإنجاح النشاطات والفعاليات المركزية التي أقرتها لجنة المتابعة لدعم قضية الأسرى.

وكانت لجنة المتابعة قد دعت الجماهير العربية إلى الإضراب عن الطعام ليوم واحد، وذلك يوم الاثنين المقبل، تضامنا مع الأسرى، بحيث يمثل هذا اليوم موقفا داعما ومشاركة رمزية في نضالهم ومعركتهم العادلة. كما تعتصم قيادات الجماهير العربية في هذا اليوم في ساحة العين بمدينة الناصرة. كما أعلنت اللجنة عن تنظيم مظاهرة وحدوية ترفع فيها شعارات أمام سجن اللجون (مجيدو) يوم الأربعاء المقبل. وأعلنت أيضا عن تنظيم مظاهرة قطرية تليق بالحدث في مدينة الناصرة يوم السبت الموافق 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ودعت اللجان في مختلف البلدات لتنظيم مظاهرات وحدوية على مفترقات الطرق. وأشارت اللجنة إلى أن النواب العرب في الكنيست سيقومون بزيارة الأسرى وتقديم استجوابات للمسؤولين الحكوميين حول أوضاعهم. وقررت أيضا إعداد مذكرة باسم لجنة المتابعة من قبل الجمعيات والمؤسسات الحقوقية تستعرض أوضاع الأسرى ومطالبهم وانتهاك حقوقهم وتطالب بالسماح للأطباء بزيارتهم، يتم إرسالها إلى المحافل الدولية وإلى السفارات الأجنبية في تل أبيب. ودعت المحامين والأطباء إلى التواصل مع الأسرى وزيارتهم في السجون بالتنسيق مع لجنة المتابعة. إضافة إلى تفعيل الإعلام المحلي لإبراز قضية الأسرى والنشاطات المتعلقة بها ولتعبئة الجماهير للتضامن معها. ووجهت الدعوة إلى كل مركبات لجنة المتابعة للعمل الجاد من أجل التعبئة للنشاطات الوحدوية وإنجاحها، علما بأنه سيتم تصعيد الخطوات والنشاطات من قبل لجنة المتابعة بناء على التطورات.

يذكر أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية كانت قد أساءت ظروف المعيشة للأسرى الفلسطينيين، ضمن قرارات انتقامية اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد حماس بسبب عرقلة صفقة شاليط. وقالت في حينه إنه لا يمكن منح أسرى حماس ظروفا مريحة، بينما الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى حماس يحرم من لقاء الأهل وزيارات الصليب الأحمر. والآن، بعد التوصل إلى صفقة شاليط لا يبدو أن مصلحة السجون تنوي تغيير موقفها، بل إنها في المفاوضات الأخيرة مع الأسرى المضربين أبدت موقفا متطرفا وراحت تهدد بتشديد القيود أكثر وأكثر.