إجراءات أمنية مشددة في بغداد على خلفية تفجيرات و«عمليات بغداد» تنتقد الخطاب السياسي

قيادي بالعراقية: إيران لا تحتاج مبررا للتدخل بالعراق

TT

شهدت العاصمة العراقية بغداد ومنذ يومين إجراءات أمنية مشددة في مختلف مناطق العاصمة مثل غلق بعض الجسور والشوارع ونشر المزيد من نقاط السيطرة وذلك على خلفية التفجيرات التي وقعت الأربعاء الماضي والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى بانفجار أربع سيارات مفخخة في كل من جانبي الكرخ والرصافة.

وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر في وزارة الداخلية العراقية فإن «الأسباب التي تكمن خلف هذه الإجراءات هو توفر معلومات عن وجود سيارات مفخخة أخرى معدة للانفجار في أماكن تم تحديدها من قبل تنظيم القاعدة لخلق المزيد من الإرباك في الوضع الأمني». وأضافت هذه المصادر أنه «في الوقت الذي انفجرت فيه السيارات الأربع أول من أمس فإن ثلاث سيارات أخرى جرى إحباط عملية تفجيرها حيث كانت تستهدف مراكز شرطة أيضا» مشيرة إلى أن «المعلومات الاستخبارية التي بحوزة الأجهزة الأمنية تشير إلى أن هناك مخططا لزعزعة الوضع الأمني ومحاولة خلق فتنة طائفية في البلاد».

من جهتها اعتبرت قيادة عمليات بغداد أن التفجيرات التي وقعت في بغداد الأربعاء الماضي إنما هي محاولة من تنظيم القاعدة لإثبات وجوده بالإضافة إلى أنها محاولة للتشكيك في قدرات القوات الأمنية. وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس إن «عمليات تفخيخ السيارات التي استهدفت مراكز الشرطة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، أول من أمس، تمت في أماكن قريبة من تلك المراكز». وأضاف عطا أن «الهدف من تفجيرات الأربعاء محاولة من تنظيم القاعدة لإثبات وجوده والتشكيك في قدرات الأجهزة الأمنية» مشيرا إلى أن ما تبقى من خلايا «القاعدة» لا تزال «قادرة على تنفيذ عمليات انتحارية في أي وقت».

وفيما أكد عطا حاجة «القوات الأمنية إلى تجديد عملها» فإنه انتقد الخطاب السياسي العراقي «لا سيما أن السياسيين العراقيين كثيرا ما يقومون بانتقاد الأجهزة الأمنية في محاولة منهم لإلقاء تبعات خلافاتهم على الأجهزة الأمنية داعيا إياهم إلى زيارة مقر عمليات بغداد قبل إعطائهم رأيا بالأجهزة الأمنية وسياقات عملها». وفي السياق ذاته عرضت قيادة عمليات بغداد اعترافات أمير منطقة الخمس دوانم في تنظيم القاعدة طه حسين عباس العيثاوي ومساعده صلاح حامد حسين وأمير تنظيم القاعدة لمنطقة هور رجب جنوب بغداد. وقال عطا خلال المؤتمر الصحافي إن عملية الاعتقال تمت من قبل قوة من الفرقة الثانية خلال «عمليات دهم وتفتيش في منطقة سبع ابكار، شمال بغداد»، وأضاف أن «المعتقلين فروا في وقت سابق من مناطقهم إلى منطقة سبع ابكار». وأشار عطا إلى أن «القوة اعتقلت في اليوم ذاته ممول تنظيم القاعدة في منطقة الدورة، جنوب بغداد، المدعو فراس محمود خضير خلال عملية أمنية نفذتها في قضاء المحاويل، شمال محافظة بابل».

من جانبه اعتبر القيادي في القائمة العراقية وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التفجيرات جزء من المخطط المرسوم لإيذاء العراقيين من قبل أعداء العراق وهم كثر اليوم لا سيما أنها تتزامن مع قرب انتهاء عملية الانسحاب الأميركي من العراق حيث إنه يراد لهذه العمليات أما تبرير بقاء الأميركان أو عملية خلط أوراق لأهداف معروفة يضاف إلى ذلك الخلل الذي تعانيه الأجهزة الأمنية والعسكرية من حيث عدم الكفاءة والمهنية والاختراقات».

وحول ما إذا كان الهدف من هذه الأعمال هي خلق فتنة أو تبرير لبعض الأطراف التدخل في الشأن العراقي وسد فراغ الأميركان بعد الانسحاب وهو ما يمكن أن يوجه أصابع الاتهام إلى إيران سياسيا بينما الجهات الرسمية وجهت الاتهام إلى تنظيم القاعدة قال المطلك إن «الاحتمالات كلها واردة في هذا الموضوع ولكن ما أريد أن أقوله بالنسبة لإيران هي أنها لا تحتاج إلى تبرير لوجودها في العراق كما أنها لا تنتظر خروج الأميركان لكي تدخل لأنها موجودة أصلا» على حد قوله.