كركوك بانتظار التزام الحكومة بتعهداتها تجاه مواطنيها

ريبوار طالباني لـ «الشرق الأوسط»: الوفد العراقي غابت عنه الوزارات المعنية بمشاكل المحافظة

سائح روسي وزوجته يتجولان بزورق قريبا من مناطق اهوار البصرة جنوب العراق أمس (رويترز)
TT

وصف نائب رئيس مجلس إدارة محافظة كركوك زيارة الوفد الحكومي العراقي برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك بأنها كانت «إيجابية»، رغم أن الوفد خلا من ممثلي الوزارات المعنية بالمشاكل الأساسية في المحافظة، ومع ذلك فقد رفعنا مطالبنا إلى الوفد الحكومي آملين أن تلتزم الحكومة العراقية بتعهداتها فيما يتعلق بتحسين الخدمات بالمحافظة التي تعاني من إهمال شديد في هذا الجانب.

وكان المطلك قد زار محافظة كركوك يرافقه وفد حكومي يمثل وزارات التربية والصحة والزراعة والبيئة والعمل والهجرة والمهجرين، وأجرى مباحثات مع المحافظ ورئيس وأعضاء مجلس إدارتها لمتابعة أوضاعها الخدمية.

وفي اجتماع مع لجنة الإعمار والخدمات بالمحافظة، دعا المطلك إدارة كركوك ومجلسها والدوائر الخدمية إلى ضرورة تكثيف جهودها في سبيل الارتقاء بالواقع الخدمي لهذه المحافظة بما يليق وطموحات أهاليها، وبين أن القرارات التي ستصدر بشأن الارتقاء بالواقع الخدمي والعمراني سيتم رفعها إلى مجلس الوزراء العراقي.

وفي اتصال مع ريبوار طالباني، نائب رئيس مجلس إدارة المحافظة، أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الوفد الحكومي العراقي غاب عنه ممثلو الوزارات المعنية بالمشاكل الأساسية في المحافظة مثل وزارة البلديات مع أن المحافظة تعاني من مشكلة كبيرة في مشاريع المجاري، وكذلك وزارة النفط العراقية التي كان يفترض حضور ممثل عنها لحسم مشكلة المصفاة النفطية التي تأخر إنجازها كثيرا، ووزارة النقل التي ما زال مشروع بناء المطار المدني في كركوك يراوح مكانه، وكذلك وزارة الكهرباء وتعاني المحافظة من مشكلة كبيرة في تجهيز الطاقة بالمستويات المطلوبة بسبب افتقارها إلى مشاريع استراتيجية لبناء محطات التوليد الكهربائية. وأضاف «رغم أن أصحاب القرار فيما يتعلق بتحسين الخدمات في المحافظة غابوا عن الوفد، ولكننا رفعنا مطالبنا إلى الحكومة العراقية عن طريق هذا الوفد، ونحن بانتظار التزام الحكومة بتعهداتها تجاه تحسين الخدمات بالمحافظة».

ونوه نائب رئيس مجلس إدارة المحافظة بأن جميع محافظات العراق تعاني من نفس المشاكل التي تعاني منها كركوك، وهي مشكلة حصر السلطات بيد المركز، وهذا ما يقيد من حرية حركة إدارات المحافظات فيما يتعلق بتنفيذ مشاريع الإعمار والتنمية، في حين يفترض أن تنزل الصلاحيات والسلطات إلى الحلقات الدنيا، أي الإدارات المحلية بالمحافظات باعتبارها أدرى باحتياجات السكان من تلك المشاريع.

من جهته أشار راكان الجبوري، نائب محافظ كركوك في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن زيارة الوفد كانت موفقة وتركزت حول مجمل احتياجات المحافظة من المشاريع الخدمية، وكان التنسيق جيدا بين الوفد وإدارة المحافظة فيما يتعلق بالتخطيط لمشاريع البنية التحتية، وبحثنا معهم عددا من المشاكل العالقة بين المحافظة والحكومة المركزية، منها مسألة أجور الكهرباء المتراكمة، وتحديد آلية محددة لإطلاق القروض الزراعية، وإنشاء سايلو كبير في قضاء الحويجة. وكشف نائب المحافظ عن «أنه خلال الاجتماع الذي عقد بين وفد الحكومة وإدارة المحافظة تمت الموافقة على صرف 375 مليار دينار لتنفيذ مشاريع المجاري، ووضع حجر الأساس لبناء مستشفى ذي 460 سريرا، وتجهيز مستشفيات المحافظة بالأجهزة الطبية و700 سيارة إسعاف، كما تم الاتفاق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على شمول 5 آلاف من مواطني المحافظة بمنح شبكة الحماية، فيما خصصت وزارة التربية من جهتها مبلغا قدره مليار ونصف المليار لتلبية حاجات مدارس المحافظة من الأثاث والمستلزمات الأخرى». وحول غياب الوزارات المعنية بمشاكل المحافظة، قال الجبوري «وزارة النفط لم تكن مدرجة ضمن جدول الوفد، ووزير النقل موجود حاليا خارج العراق، وعليه فقد اتفقنا على أن نبحث مشكلتي المصفاة النفطية ومطار كركوك مع الوزارتين في زيارة قادمة لوفد المحافظة إلى بغداد». وفيما إذا تم بحث الوضع الأمني مع الوفد الحكومي العراقي، قال نائب محافظ كركوك «أعضاء الوفد أبلغونا بأنهم وفد خدمي وليس أمنيا، ولكنهم اطلعوا على الوضع الأمني في المحافظة، خاصة أن هناك علاقة وطيدة بين الاستقرار الأمني واستمرار وتيرة المشاريع الخدمية، ورغم أن الوضع الأمني لم يستقر تماما في كركوك، ولكن هناك حركة جيدة في مجال تنفيذ المشاريع الخدمية رغم التحديات».

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال برئيس مجلس إدارة المحافظة حسن تورهان الذي يمثل التركمان، لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريح عبر الهاتف لأي وسيلة إعلامية دون أن يوضح السبب.