وزير الدفاع الأميركي : لا أستطيع إرجاع القوات من أفغانستان قبل 2014

بانيتا يحذر من أن خفض نفقات البنتاغون قد يؤدي إلى تقليل قدرات الدفاع الأميركي أمام تحديات القرن الـ21

وزير الدفاع الأميركي يدلي بشهادته امس في مجلس النواب الأميركي (إ.ب.أ)
TT

دافع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن خطة إجلاء القوات الأميركية من أفغانستان بنهاية عام 2014 وليس قبل ذلك التوقيت، موضحا أن الاستراتيجية التي وضعها الرئيس أوباما مع قوات حلف الناتو تقضي بسحب القوات الأميركية في نهاية عام 2014 على عدة مراحل.. حيث يعود 10 آلاف جندي أميركي من أفغانستان إلى الولايات المتحدة بنهاية العام الجاري، وبالتوالي حتى نهاية 2014.

وقال بانيتا «لقد حققنا المرحلة الأصعب في مهمتنا، وحدث تطور كبير في الشرطة والجيش الأفغاني، وحققنا انتقالا للسلطات الأفغانية في سبعة مناطق وسنستمر في ذلك حتى عام 2014».

واعترف بانيتا بوجود قلق ومخاطر وارتفاع في تكلفة بقاء القوات الأميركية في أفغانستان، وقال «لا أستطيع إرجاع القوات قبل ذلك الموعد، لأن هدف القوات الأميركية في البداية هو أن نمنع أن تكون أفغانستان ملاذا آمنا لـ(القاعدة). وهدفنا الآن أيضا هو ألا تصبح أفغانستان ملاذا آمنا لـ(القاعدة) بعد إجلاء القوات الأميركية». وأضاف وزير الدفاع «إذا تركنا أفغانستان بسرعة وحدثت ضربات من (القاعدة) وطالبان فسينظر لنا العالم ويقول: كيف سمحتم بذلك؟!».

كان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي قد أدليا بشهادتيهما أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أمس، حول كيفية تحقيق أفضل التخفيضات في الميزانية ومناقشة مستقبل وخطط وعمليات وزارة الدفاع الأميركية في المستقبل. وتصدى بانيتا لخطط خفض ميزانية الدفاع، واعدا ببحث كل البدائل والبرامج التابعة للبنتاغون لتحقيق هدف الإدارة الأميركية في تخفيض ميزانية الدفع بنحو 450 مليار دولار خلال عشر سنوات.

وقال بانيتا «لقد خضنا حربا في أفغانستان لمدة عشر سنوات أدت إلى مقتل 6200 جندي وإصابة 46 ألف جندي، ولدينا أفضل المعدات والجنود.. وأصبحت القوات قادرة على القيام بعمليات فعالة بالتعاون بين الوكالات الاستخبارية والقوات المسلحة لتحقيق النجاح في أرض الميدان في القرن الحادي والعشرين». وتابع «لا أريد أن أفقد ذلك، لا بد من الاستمرار في الانتفاع من الفوائد التي اكتسبناها».

وأضاف بانيتا «لا نريد أن نرتكب أي خطأ، فقد هزمنا (القاعدة) وقللنا من قدراتها في الرجال والعتاد، واقتربنا من تحقيق أهدافنا الاستراتيجية في أفغانستان والعراق، وكذلك في جهودنا ضد تهديدات إيران وكوريا الشمالية. والخلاصة أن مع هذه الصراعات التي دخلناها أصبحنا الآن في نقطة تحول، ليس فقط أمام التحديات التي تواجهنا، وإنما نقطة تحول كجيش قوي قام بالمسؤولية في أفغانستان وألحق الهزيمة بـ(القاعدة)».

وحذر بانيتا من أن يؤدي الخفض في ميزانية وزارة الدفاع الأميركية بمبلغ 450 مليار دولار إلى التقاعس عن القدرة على حماية أمن الولايات المتحدة، وقال «ونحن نواجه عجزا في الميزانية، فإننا أيضا نواجه تحديات قوية لأمننا القومي.. والتهديدات لا تزال قائمة، ليس فقط في أفغانستان، وإنما في الصومال واليمن وشمال أفريقيا. فالإرهابيون والمتطرفون سيستمرون في تهديد الولايات المتحدة، ولدينا تهديدات من إيران وكوريا الشمالية، اللتين تحاولان بناء قدرات نووية ولا بد من التعامل معهما، إضافة إلى الهجمات الإلكترونية التي تشكل تهديدا متزايدا».

وحدد وزير الدفاع أربعة عناصر يجب أخذها في الاعتبار عند مناقشة خطط تخفيض ميزانية وزارة الدفاع، وقال «لا بد أن نكون قادرين على حماية الأمن القومي الأميركي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، والاحتمالات المتزايدة لوقوع هجمات على الولايات المتحدة، وأن نضع استراتيجية تضع الأولويات، ونقوم بالقرارات على أساس أربعة عناصر، هي: أن نستمر في الاحتفاظ بالقوة العسكرية الأميركية باعتبارها أكبر وأقوى قوة عسكرية في العالم، وأن نضمن تفوقها في الحروب. والعنصر الثاني أن نتجنب الاسترخاء، فبعد كل صراعات خاضتها القوات الأميركية في الحرب العالمية وفي فيتنام وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، كانت القوات الأميركية تميل إلى الهدوء وتقليل أعداد القوات، ويجب ألا نفعل هذا الخطأ».

وأضاف بانيتا «العنصر الثالث هو تحقيق توازن، فلا بد أن ننظر إلى كل جوانب الميزانية، ونضع كل البرامج على الطاولة للبحث في المناطق التي يمكن تخفيض الإنفاق فيها. والعنصر الرابع هو حماية مصالح الجنود من الرجال والنساء الذين يخدمون في القوات المسلحة، لأننا نستخدم أسلحة متطورة وتكنولوجيا معقدة، لكنها ليس لها فاعلية دون جهد الجنود الذين يضعون حياتهم في سبيل حماية الولايات المتحدة».

وأوضح وزير الدفاع أنه ليس علينا الاختيار بين تحقيق الأمن القومي وتحقيق الأمن المالي، وقال «لقد قمنا بتعديل الاستراتيجية وإعادة التوازن لتحقيق الاحتياجات الأمنية لقواتنا العسكرية على نحو أفضل. وعلينا القيام بقرارات صعبة، وهناك قرارات سيكون لها تأثير على مجالات نهتم بها، لكننا يجب أن نفعل الشيء الصحيح ونمنع أي استقطاع للميزانية يؤدي إلى ضرر بأمننا».

وردا على سؤال من أحد أعضاء اللجنة حول النتائج التي ستترتب على خفض ميزانية وزارة الدفاع وتأثير ذلك على عمليات محددة، أجاب بانيتا «إننا نحدد ما الذي يجب عمله.. فعلى سبيل المثال إذا قررنا الإبقاء على القوات الأميركية في منطقة الباسفيك في مواجهة النفوذ الصيني، وقررنا الإبقاء على قواتنا في الشرق الأوسط، فإن ذلك سيعني تخفيض القوات الأميركية في أميركا اللاتينية والدول الأفريقية. والمخاطر هي احتمال حدوث شيء دون أن نكون مستعدين لمواجهة نتائجه في الوقت المناسب».

وأضاف بانيتا «المتطرفون لا يتمركزون في مكان واحد، وإنما يشكلون شبكة من باكستان إلى أفغانستان إلى أفريقيا.. ولكي تهزم شبكة لا بد أن نكون أيضا شبكة بوجودنا في الدول الأفريقية للحصول على المعلومات ومنع الأعداء من القيام بأي شيء».

وفي إجابته حول قطع الميزانيات المخصصة لوحدة الأبحاث في وزارة الدفاع، رفض بانيتا تخفيض ميزانيتها قائلا «لا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل أو شكل الهجمات الإرهابية في المستقبل.. فهجمات 11 سبتمبر (أيلول) كانت مفاجئة في شكلها، والواقع يفرض علينا إذا كنا نريد جيشا قويا فعلينا التعلم كيف نتعامل مع غير المتوقع. ونحتاج إلى وحدة أبحاث تضع تصورات خيالية للأعداء المحتملين وتضع تصورات لكيفية الاستجابة»، موضحا: «لا يمكنني تقليل المخاطر إلى 5 مخاطر - مثلا - وأقول إنني سأتعامل مع هذه المخاطر فقط».