سلطنة عمان تجري اليوم انتخابات مجلس الشورى وسط توقعات بنسبة مرتفعة للمشاركة

لاختيار 84 مرشحا من بين 1133 بينهم 77 سيدة في 105 مراكز اقتراع

TT

يتوجه الناخبون العمانيون البالغ عددهم 518 ألفا إلى صناديق الاقتراع اليوم (السبت) من الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء، لاختيار أعضاء مجلس الشورى في دورته ‏الجديدة (2011‏ - 2015)‏.

وقال محمد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الداخلية رئيس اللجنة الرئيسية للانتخابات، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوزارة أكملت استعداداتها بتجهيز 105 مراكز اقتراع في 61 ولاية بكل التسهيلات البشرية والفنية»، وذلك لاختيار 84 عضوا بالمجلس، من بين 1133 مرشحا بالانتخابات، بينهم 77 سيدة.

وكثف المرشحون حملاتهم الدعائية لحشد أكبر نسبة من الأصوات لتأييدهم، من خلال الإعلانات واللقاءات بالمواطنين في مختلف الدوائر. كما أعلن الشيخ عبد الله بن شوين الحوسني، وكيل وزارة الإعلام رئيس اللجنة الإعلامية، أن «التغطية الإعلامية المباشرة ستغطي جميع المراكز الانتخابية من خلال التلفزيون والإذاعة لحظة بلحظة حتى موعد إغلاق صناديق الاقتراع». وتنتخب الولايات، التي يزيد عدد سكانها على 30 ألف نسمة (23 ولاية) مرشحين اثنين لعضوية المجلس.. بينما تنتخب الولايات الأصغر مرشحا واحدا.

وأوضح البوسعيدي أن مشاركة المرأة هذه المرة ستكون الأفضل من كل المرات السابقة، حيث ارتفعت نسبة المرشحات لنحو 3 في المائة من إجمالي عدد الناخبين، وهو ما يفوق عددهن بالدورة السادسة للمجلس. وأشار إلى أن من بين المرشحات هذه المرة سيدات يتمتعن بالكفاءات العالية والكبيرة، وأن المرأة أمامها تحد كبير هذه المرة لبلوغ غايتها بالوصول إلى عضوية المجلس، معربا عن أمل السلطنة في أن يمثل الشعب العماني أكثر من فائزة تحت قبة البرلمان.

وتابع البوسعيدي أن «هناك ترددا ملحوظا من الناخبين تجاه التثبيت الإلكتروني، على الرغم من الجهود التي بذلتها الوزارة في تسهيل وجود أجهزة التثبيت في كافة مناطق السلطنة»، مضيفا أن اللجنة الرئيسية قررت السماح للناخبين بتثبيت رقمهم المدني (التسجيل الإلكتروني) يوم الاقتراع لضمان إقبال أكبر على صناديق الاقتراع، «رغم انتهاء فترة التثبيت في الثامن والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي». وستقوم وزارة الداخلية اليوم بتوفير أجهزة تثبيت البطاقة الشخصية، تسهيلا على الناخبين الذين لم يثبتوا في النظام الإلكتروني، شريطة أن يكون قد تم تقييدهم في السجل الانتخابي.

وانتهت أمس فترة حملة الدعاية الانتخابية التي حددتها وزارة الداخلية، والتي تنص على أن يتم إزالة اللوحات الإعلانية من الطرقات وكل المواقع قبل يوم من بدء الانتخابات. حيث قام المرشحون بوقف حملاتهم الدعائية والإعلانية، وسيقومون بإزالة كل اللوحات.

وأكدت وزارة الداخلية أنه في حال حصول مرشحين اثنين أو أكثر على نفس العدد من الأصوات، يقوم رئيس لجنة الفرز (قاض أو عضو ادعاء عام) وبحضور الطرفين، بإجراء القرعة بين المرشحين لاختيار العضو الفائز. وفي حال تم التواصل مع أحد المرشحين المتساوين في الأصوات وتعذر حضوره، فإن القرعة ستجري أيضا. ويمكن الطعن في نتائج التصويت خلال عشرة أيام من إعلانها.

وكان السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان قد أصدر في مارس (آذار) الماضي مرسوما قضى بتشكيل «لجنة فنية من المختصين لوضع مشروع تعديل للنظام الأساسي للدولة، بما يحقق منح مجلس عمان الصلاحيات التشريعية والرقابية وفقا لما يبينه النظام الأساسي للدولة».

وتوقع وكيل وزارة الداخلية أن تكون نسبة المشاركة عالية، وقال إن هذه النسبة «ستكون جيدة بالنسبة لنا»، موضحا أن «وزارة الداخلية أعدت إجراءات دقيقة وضوابط فنية وتقنية يتم توفيرها لأول مرة لضمان انتخابات نزيهة ومرنة».

وكان العمانيون المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي صوتوا يوم السبت الماضي من خلال مراكز انتخابية في عواصم تلك الدول، ووصف البوسعيدي الإقبال في هذه الانتخابات بـ«الجيد جدا». ومن المقرر أن تفتتح صناديق الاقتراع في كل المراكز في تمام الساعة السابعة صباحا اليوم (03:00 بتوقيت غرينتش)، على أن تغلق في السابعة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش)، وستعلن النتائج في نفس اليوم.

وقد أكدت اللجان التنظيمية توقف الدعاية الانتخابية بنهاية أمس، وبشتى أشكالها، تفرغا للتصويت اليوم، كما تم التأكيد على منع تجمهر المرشحين أمام المراكز والالتقاء بالناخبين بغرض التأثير عليهم بأي شكل كان، مع الالتزام باللائحة الانتخابية.

ومنذ أول من أمس، سارعت اللجان الانتخابية في المراكز المنتشرة بربوع السلطنة في تجهيز كافة المعينات لإتمام العملية الانتخابية بالوجه السليم والحضاري، من حيث توفير الاحتياجات الفنية والإدارية التي ستستخدم في الانتخابات، وفي مقدمتها أجهزة الحواسيب والبصمة الآلية التي ستستخدم في إثبات حضور الناخب بمركز التصويت لأول مرة، بهدف اكتشاف وضبط أي محاولة لتكرار التصويت. وكذلك تجهيز صناديق الاقتراع والمداخل والمخارج في المراكز، وغيرها من الإجراءات.

ويبلغ عدد الأجهزة المستخدمة في العملية الانتخابية 878 جهاز حاسوب توضع في قاعات التصويت، منها 508 للرجال و370 جهازا للنساء. كما يصل عدد صناديق التصويت لـ878 صندوقا مع كابينات بالعدد نفسه. وسيقوم التلفزيون الرسمي بنقل وقائع الانتخابات على الهواء مباشرة، كما دعت وزارة الداخلية نحو 70 صحافيا من وسائل إعلام غربية وعربية لتغطية الانتخابات.