لقاء بين نصر الله وجنبلاط لدحض وجود خلافات بينهما يتناول سوريا والمحكمة الدولية «بصراحة وحرص وصدق»

نائب عن حزب الله لـ «الشرق الأوسط»: جنبلاط هو من طلب اللقاء ويقود مساعي لإعادة إطلاق طاولة الحوار

TT

دحض اللقاء الذي جمع مساء أول من أمس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ما أشيع في الفترة الأخيرة عن توتر العلاقة بين الحزبين وعن ترقب استدارة سياسية جديدة لوليد جنبلاط. إذ أعلن بيان صادر عن حزب الله أن نصر الله وجنبلاط «عرضا بحضور وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا للأوضاع الإقليمية والمحلية، ولإنجاز عملية إطلاق الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، فالوضع في سوريا، وموضوع المحكمة الخاصة بلبنان، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والحركة المطلبية التي تعيشها البلاد، والعمل الحكومي، وكل ذلك بجو من الصراحة والحرص والصدق». كما تطرق المجتمعون «إلى العلاقة الثنائية بين الحزبين معبّرين عن ارتياحهم إلى تطورها ورغبتهم في رفع مستوى التنسيق والتواصل على كل المستويات لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة».

وكشف عضو كتلة حزب الله النيابية كامل الرفاعي أن «لقاء جنبلاط - نصر الله تم بطلب من النائب جنبلاط الذي يقود مساعي لإعادة إطلاق طاولة الحوار تحت راية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والذي ينكب جاهدا لتقريب وجهات النظر بين أفرقاء الداخل كونه متخوفا من الفتنة التي تعصف في المنطقة ومن إمكانية انعكاسها على لبنان»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا صحة لكل ما يحكى عن خلافات بين حزب الله والنائب جنبلاط فكل ما في الأمر أن هناك أحيانا بعض الاختلافات بوجهات النظر بمواضيع ثانوية لكننا ثابتون معه على المواضيع الاستراتيجية وهاجسنا مشترك بما خص تخوفنا من المشروع الأميركي الذي يهدف لتفتيت المنطقة». وعن إمكانية أن نشهد التفافة سياسية جديدة لجنبلاط قال الرفاعي: «فريقا الصراع في لبنان يسعيان لجر جنبلاط إليهما بما يتناسب مع التوجهات السياسية لكل فريق علما أن لوليد جنبلاط توجهاته المستقلة».

بدورها، قالت مصادر نيابية معارضة إن اللقاء بين نصر الله وجنبلاط «جاء بمسعى من حزب الله للاستفسار عن مواقف النائب جنبلاط المستجدة، في ظل ما تردد عن أنّه اتخذ قرارا بالانتقال مجددا إلى قوى 14 آذار ولكن بعد تأكده من سقوط النظام السوري». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «وزراء جنبلاط يتحدثون في أكثر الأحيان بلساننا داخل الحكومة ونحن لا نستبعد أن يعودوا إلى صفوفنا قريبا. وليد بيك كان أكثر من واضح مؤخرا حين قال إن المسدس كان موجها إلى رأسه وبالتالي كان ملزما الانصياع لأوامر حزب الله، ومع سقوط النظام السوري سيسقط هذا المسدس ليعود جنبلاط إلى موقعه الطبيعي».

ومن جانب الحزب التقدمي الاشتراكي، شدّد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي على أن «الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل مشكلاتنا شرط ألا يقتصر فقط على القضايا الإنمائية والاجتماعية، بل مع ضرورة أن يلامس جوهر القضايا السياسية الخلافية القائمة بيننا»، مؤكدا أن «هذا الوطن هو وطننا جميعا، والربح للجميع، والخسارة انعكاساتها ستكون سلبية على الجميع وكل إنجازاتنا تشوَّه ويساء إليها أو تضيع ولا تثمر إذا كان الانقسام قائما في لبنان. وإذا كانت الأحقاد والخلافات وخطابات التخوين والاتهام والتشكيك سائدة في ظل ما يجري فقد تسيء إلى كل شيء في بلدنا، وهذه هي الروحية التي يجب أن نقارب فيها مشكلاتنا وقضايانا».

وإذ أشاد العريضي بـ«الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوى سياسية للوصول إلى مخارج وحلول»، لفت إلى أن «هذه الحلول ليست حلولا جذرية لأن المشكلة في عمقها أكبر بكثير من أن تعالج بأيام، أو بساعات، أو بقرارات جزئية في مجلس الوزراء ولا شك أن ذلك يتطلب دراسة معمقة لأسباب وجذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية».