جمعة الإطاحة بـ«نسمة» تنتهي بمواجهات مع الشرطة في تونس

اتهامات للقناة بالعمل وفق أجندة خاصة لا شأن لها بمصلحة البلاد.. والمشكلة تشعل التوتر بين الإسلاميين والعلمانيين

تونسية ترفع مصحفا، في إطار الاحتجاجات أمام القناة التلفزيونية الخاصة «نسمة»، بالعاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

خرج المئات من التونسيين، أمس، في احتجاجات سلمية شلت الحركة في العاصمة التونسية، وذلك فيما أطلقوا عليه «جمعة الإطاحة بقناة (نسمة)». وقد امتلأت جدران بعض محطات القطار السريع (المترو) منذ الصباح الباكر بمعلقات مختلفة تدعو إلى محو تردد قناة «نسمة» من جهاز الاستقبال، ورفع محتجون خلال المسيرات لافتات كتب عليها «أنا فسخت نسمة من (الريسبتور) وانت وقتاش (متى)؟»، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنشورات التي وزعت على المارة في شوارع العاصمة.

كانت الدعوة للخروج في مسيرة سلمية بعد صلاة الجمعة من مسجد الفتح وسط العاصمة، قد انطلقت منذ الأربعاء الماضي. وقد توجهت إلى وزارة الثقافة في القصبة ورفعت شعارات تقول: «أنت.. ماذا قدمت لنصرة دينك؟». ودعا منظمو المسيرات الاحتجاجية من مجموعات سلفية بالأساس إلى مسيرات سلمية، ودعت المحتجين إلى ضبط النفس وعدم التصادم مع البوليس، إلا أن مصادمات وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن على مستوى ساحة القصبة، مما جعل الأمن يلجأ إلى الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين قبل الوصول إلى ساحة القصبة التي عرفت في السابق اعتصامين وأفشلت السلطات الاعتصام الثالث.

وقد تسببت المسيرات باضطرابات على مستوى حركة المرور ودفعت معظم أصحاب المحلات التجارية القريبة من ساحة القصبة إلى غلق أبوابها، خوفا من النهب والسرقة التي قد تتبع مثل هذه المسيرات. كانت موجة من الاحتجاجات قد انطلقت في مناطق كثيرة من البلاد، خاصة من المساجد الكبرى على غرار جامع عقبة بالقيروان. كما أضربت بعض المعاهد والمؤسسات الجامعية خلال بداية الأسبوع، وتتوقع دوائر مطلعة أن تظهر الاحتجاجات من جديد في بعض المركبات الجامعية مواصلة للضغط على الحكومة المؤقتة من أجل الحد مما تسميه التيارات الإسلامية «الهجمة على الدين».

كانت مجموعة من الأحزاب السياسية ذات التوجهات اليسارية قد ساندت قناة «نسمة» في عرضها للفيلم، واعتبرت الأمر من قبيل حرية التعبير والمعتقد، في حين أصرت مجموعة من التيارات الإسلامية على استغلال الحادث من أجل إعادة تأكيد الهوية الإسلامية للشعب التونسي كما ردد قياديون لوسائل إعلام محلية.

كان اثنان من العاملين في قناة «نسمة» قد أعلنا استقالتهما من القناة احتجاجا على تمرير فيلم «في بلاد فارس» الكرتوني الذي كان وراء الاحتجاجات. وقال كريم خوالدية، مصور، إن الاستقالة جاءت احتجاجا على خط القناة. وصرح بأن تقارير صحافية كاملة قد تغيرت في القناة خدمة لأحزاب معينة. واعتبر أن القناة تمنع تمرير أنشطة حزب معين وتعمل وفق أجندة خاصة ولحسابات شخصية ضيقة لا شأن لها بمصلحة تونس ولا بإنجاح انتخابات المجلس التأسيسي المقررة يوم 23 من الشهر الحالي، كما جاء على لسانه.