قيادي منشق عن البوليساريو يعلق اعتصامه أمام مفوضية اللاجئين في نواكشوط.. بعد أن ساءت حالته

شغل منصب المفتش العام لشرطة الجبهة وأعلن تأييده مشروع الحكم الذاتي

TT

أعلن المعارض الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود تعليق اعتصامه أمام مقر مفوضة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وهو اعتصام يخوضه مند يونيو (حزيران) الماضي، احتجاجا على وضعه كلاجئ عابر في موريتانيا وللمطالبة الالتحاق بعائلته في مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين جنوب غربي الجزائر. وكان ولد مولود يشغل منصبا أمنيا رفيعا في البوليساريو، وعقب زيارة إلى المغرب أعلن تأييده مشروع «الحكم الذاتي» الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء. وقال سيدي مولود لـ«الشرق الأوسط» إنه سيعود للاحتجاج بأساليب جديدة بعد فترة راحة وتحسن حالته الصحية. وكان سيدي مولود قد اعتقل من طرف سلطات جبهة البوليساريو، إثر عودته إلى تندوف منتصف سبتمبر (أيلول) من العام الماضي على أثر زيارة لوالده في مدينة السمارة الصحراوية، والتي أعلن خلالها عن تأييده مشروع الحكم الذاتي. غير أن سلطات البوليساريو تراجعت عن قرار اعتقال سيدي مولود، الذي كان يشغل قبل اعتقاله منصب المفتش العام لشرطة البوليساريو، تحت ضغط دولي، وقررت تسليمه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي لمفوضية غوث اللاجئين في موريتانيا. وقال سيدي مولود «كانت فترة التسعة أشهر ونصف الماضية التي قضيتها معتصما أمام باب مفوضية الأمم المتحدة لغوث اللاجئين في نواكشوط مرهقة ومتعبة. وأتأسف كثيرا للإهمال وعدم الاكتراث الذي قابلتني به المفوضية، وكأن الأمر لا يعنيها، في الوقت الذي تتحمل فيه مسؤولية وضعي الحالي كلاجئ عابر في موريتانيا، كونها تسلمتني في 30 نوفمبر من أمن البوليساريو الذي كان يعتقلني».

وأشار إلى أن الاقتراح الوحيد الذي تلقاه من مفوضية غوث اللاجئين منذ أن تسلمته هو ترحيله إلى فنلندا. وقال «يريدون نقلي من بيئة تصل فيها الحرارة فوق الأربعين إلى بيئة تهبط فيها الحرارة إلى تحت الستين، هذا غير منطقي. كما أن فنلندا بعيدة جدا عن أسرتي الذين يعانون في مخيمات تندوف».

ويقول سيدي مولود إن الأغلبية الساحقة لعائلته وأقاربه يوجدون في تندوف. وأضاف «تم اختطافي وعمري عشر سنوات ضمن سكان حي بكامله من السمارة خلال غارة البوليساريو في عام 1979 ونقلنا إلى مخيمات تندوف. ولم ينج من الاختطاف سوى والدي الذي أصيب في تلك الغارة وترك على أنه ميت». ويطالب سيدي مولود بعودته إلى أهله وعائلته في مخيمات تندوف. وحول خيار اللجوء قال سيدي مولود لـ«الشرق الأوسط» إنه سبق أن أخبر مفوضية غوث اللاجئين عندما تسلموه أن خياره الثاني بعد العودة إلى تندوف هو اللجوء في إسبانيا باعتبارها قريبة لاعتبارات القرب الجغرافي، لكنهم اقترحوا عليه فنلندا. وحول ظروف عيشه في موريتانيا يقول سيدي مولود «حياتي هنا مؤجلة، بسبب وضعي كمجرد لاجئ عابر، لا أتوفر على جواز سفر ولا أوراق هوية». ويعيش سيدي مولود على مساعدات مفوضية اللاجئين. وقال «ما حدث لي كان بسبب التعبير عن الرأي. وهذا مجرد مثال بسيط عما يعيشه أهلي وعائلتي في مخيمات تندوف».

إلى ذلك أعلن محمد الشيخ أن شخصيات وهيئات حقوقية ومدنية تسعى لتشكيل لجنة لدعم مطالب مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. وقال محمد الشيخ لـ«الشرق الأوسط»، «كنا شكلنا في السابق لجنة للمطالبة بإطلاق سراح مصطفى سلمى عندما كان معتقلا من طرف البوليساريو، والتي لعبت دورا كبيرا في التعريف بوضعيته كمختطف وكمعتقل رأي وفي كسب التأييد لقضيته. غير أن هذه الجمعية جمدت مند إطلاق سراحه. ونحن الآن بصدد إعلان هيئة داعمة جديدة لمساندة سيدي مولود في محنته ودعم مطالبه المشروعة».