المغرب ينضم لاتفاقية دولية تساعد على الحماية من القرصنة

تدخل حيز التنفيذ العام المقبل

TT

انضم المغرب إلى الاتفاقية الدولية لمراقبة أوضاع العاملين في سفن أعالي البحار وحمايتها من هجمات القراصنة التي تكلف العالم خسائر اقتصادية تقدر بما يتراوح بين سبعة مليارات و12 مليار دولار سنويا. وقالت مصادر مطلعة في الرباط، إن المغرب سيحث جميع الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي على الانضمام لهذه الاتفاقية خلال مؤتمر سيعقد في العاصمة المغربية في يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو «مؤتمر الدول الأفريقية الأطلسية».

ويشار إلى أنه تمت المصادقة على هذه الاتفاقية في سبتمبر (أيلول) الماضي على أن تدخل حيز التنفيذ بعد سنة لوضع إطار تنظيمي لتدريب ومنح الشهادات للعاملين على متن سفن الصيد في أعالي البحار التي يتجاوز طولها 24 مترا. وتهدف هذه الاتفاقية إلى لتحسين ظروف السلامة والأمن لصناعة صيد الأسماك العالمية في أعالي البحار، وعادة ما تجوب سفن لصيد الأسماك قبالة السواحل المغربية من مختلف دول العالم، حيث يعتبر المغرب من بين أغنى الدول بالأسماك. يشار إلى أن كلا من المغرب كندا والدنمارك وآيسلندا وكيريباتي ولاتفياو موريتانيا وناميبيا والنرويج وروسيا البيضاء، وسيراليون وإسبانيا وسوريا أوكرانيا، انضموا إلى هذه الاتفاقية، ووقعوا على نصوصها.

إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة من التكلفة العالية التي تتسبب فيها عمليات القرصنة لشركات النقل البحري، ودعت إلى اتخاذ إجراءات جماعية من منظمات الأمم المتحدة والحكومات والقوات المسلحة لمكافحة المشكلة. وقال أفثيموس متروبولوس الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أنه من المتوقع أن تحقق الاتفاقية منافع ومزايا كبيرة لصناعة صيد الأسماك، وتحسن نوعية التعليم والتدريب للعاملين في سفن الصيد والارتقاء بمستوى التدريب والسلامة في صناعة صيد الأسماك وأساطيل سفن الصيد.

وقال متروبولوس بمناسبة اليوم العالمي للملاحة البحرية، إن عدد البحارة الذين تعرضوا لاعتداءات على أيدي قراصنة تحت تهديد السلاح والقنابل الصاروخية بلغ في العام الماضي أزيد من 4185 بحارا، احتجز منهم 1090 كرهائن واستخدم 516 آخرون كدروع بشرية، بينما خضع ما لا يقل عن 488 بحارا للتعذيب النفسي والجسدي.

وأشار متروبولوس في رسالته إلى أن القرصنة أدت إلى تكبيد شركات النقل البحري خسائر هائلة، خصوصا في المحيط الهندي. وأضاف «بينما يتحمل البحارة الأبرياء وطأة هذه الجرائم، فإن العالم يتكبد خسائر اقتصادية تقدر بما يتراوح بين سبعة مليارات و12 مليار دولار سنويا»، مشيرا إلى أن مشكلة القرصنة أصبحت مستعصية ومستفحلة لدرجة يتعذر على جهة واحدة حلها. وأضاف متروبولوس أن المنظمة البحرية تعتبر حاليا مركزا لتنسق الجهود، إلا أنها لا تستطيع وحدها توفير حل فوري لهذه المشكلة. وأكد أن للأمم المتحدة والتحالفات بين الدول والقوات العسكرية وشركات النقل البحري ومشغلي السفن وأطقمها تلعب دورا حيويا لإنقاذ العالم من الخطر الذي تشكله القرصنة في عرض المحيط الهندي. وأشار إلى أن حجم المشكلة بحاجة إلى وضع استراتيجية لصون حياة الإنسان في البحر اختارت أن يكون شعار هذا العام «القرصنة.. تنسيق جهود المواجهة».

وأضاف أنه «يتعين القبض على جميع المشاركين في أعمال القرصنة ومحاكمتهم وتتبع الأموال التي تدفع كفدية ومصادرة عائدات الجريمة التي يتم جنيها من اختطاف السفن».