ثلاث مسيرات في القاهرة إلى مقر الكاتدرائية المرقسية دعما للوحدة الوطنية

مصريون يؤدون صلاة الغائب على أرواح ضحايا «ماسبيرو»

متظاهرون مصريون خارج احد المساجد يهتفون للوحدة الوطنية في القاهرة أمس (أ.ف.ب )
TT

في مشهد مختلف تماما، وبعيد عن مليونيات ميدان التحرير التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، أدى متظاهرون مصريون صلاة الغائب على أرواح ضحايا أحداث «ماسبيرو» عقب صلاة العصر أمس، أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة).

وخرجت ثلاث مسيرات نظمتها قوى وطنية وائتلاف شباب الثورة وحركات شبابية وقبطية، الأولى من ميدان التحرير (رمز الثورة المصرية)، والثانية من الجامع الأزهر، والثالثة من طريق الأوتوستراد (طريق صلاح سالم)، إلى مقر الكاتدرائية سيرا على الأقدام دعما للوحدة الوطنية.

ورفع المتظاهرون خلال المسيرات علم مصر والمصاحف والصلبان معا، ورددوا هتافات «مسلم ومسيحي إيد واحدة»، «الهلال مع الصليب.. عمر شمس الثورة ما تغيب»، و«يا نموت زيهم يا نجيب حقهم»، و«كلنا مينا دانيال». وطالب المشاركون في المسيرة، التي ضمت ما يقرب من 1500 متظاهر، بمحاسبة المسؤولين عن الاشتباكات التي شهدتها منطقة «ماسبيرو»، والتي سقط فيها ما يقرب من 400 شخص ما بين قتيل ومصاب، بعضهم من الجيش، على خلفية هدم كنيسة «المريناب» بمحافظة أسوان بصعيد مصر.

وأوضح محمد عبد الجابر، المنسق العام لتحالف ثوار مصر، أن الهدف من المسيرات توحيد الصف بين الجيش والشعب والحكومة، والتأكيد على إفشال كل محاولات الفتنة بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين المستقبلية. وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المسيرات اتسمت بالسلمية، وعقبها توجهنا إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون للتظاهر السلمي فقط»، مؤكدا عدم وجود نية للمتظاهرين للاعتصام في أي موقع.

وقال الشيخ علي عبد الباقي، أحد المشاركين في المسيرات، لـ«الشرق الأوسط»: «مشاركتي في مسيرة الجامع الأزهر تأتي للتأكيد على ما يحث عليه الدين الإسلامي من رفض قتل النفس البشرية التي خلقها الله، والتأكيد على وحدة المصريين ورفض المساس بجميع دور العباد المسلمة والمسيحية».

ومن جانبهم، رحب أهالي حي العباسية والسكان المجاورون للكاتدرائية (وهي المنطقة التي شهدت عدة اشتباكات عقب ثورة «25 يناير») بالمسيرات، واعتبروها خطوة فعالة لإخماد نار الفتنة الطائفية، ودعوا المتظاهرين إلى الحرص على سلمية المظاهرات وعدم اللجوء للعنف أو التخريب حتى النهاية.

وفي خطبته، قال الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، إن أحداث «ماسبيرو» أكدت على أن هناك أيادي خفية تعبث بأمن الوطن وسلامته، مضيفا «هناك من يصر على إدخال مصر في نفق مظلم بإحداث الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، أو المسيحيين والجيش». ووجه شاهين رسالة للمسيحيين، قائلا «نحن نعترف بأنهم شركاء في الوطن»، لافتا إلى ضرورة إقصاء الدين جانبا في الأزمات وأن نتعامل كمصريين، مطالبا بعدم رفع الصليب في أي مظاهرة أو ترديد أي شعارات دينية، وعدم سير رجال الدين في أي مظاهرات حتى لا يثير ذلك حفيظة البعض.

واستبق نشطاء حقوقيون مسيرات أمس بوقفة بالشموع على ضحايا أحداث «ماسبيرو» ليلة أول من أمس، وصمتوا لمدة دقيقة في ميدان طلعت حرب (القريب من ميدان التحرير) مطالبين بتطهير الإعلام.