مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط»: لن نلبي دعوة الرباعية لاجتماع مع الإسرائيليين في الأردن

أبو مازن لساركوزي: نريد تنسيقا دائما معكم ومع الأوروبيين

TT

اجتماعان رئيسيان عقدهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في باريس: الأول مع ديفيد هيل، المبعوث الأميركي لعملية السلام الليلة قبل الماضية والثاني مع الرئيس ساركوزي صباح أمس في قصر الإليزيه.

وكشفت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن أبو مازن أبلغ من يعنيهم الأمر أن الاجتماع الذي دعت إليه اللجنة الرباعية الدولية في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في الأردن «لن يعقد وهو مرفوض بالمطلق لأنه لا يمكن أن يكون مفيدا». وشدد أبو مازن على أن لا فائدة من المفاوضات ما لم تكن على أساس حل الدولتين على أن يسبقها وقف الاستيطان وتوضيح مرجعيات ومحددات المفاوضات.

وكانت الرباعية قد اقترحت اجتماعا يضم صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وإسحاق مولخو، مدير مكتب بنيامين نتنياهو ومستشاره. وقالت المصادر الفلسطينية إن اجتماع ساركوزي - عباس يندرج في إطار «المشاورات المستمرة» بين الطرفين وتم خلاله «تناول جميع السيناريوهات الممكنة» للخروج بالوضع من الطريق المسدود بما فيها الآلية التي تقترحها اللجنة الرباعية والراعية الأميركية وأخيرا المقترحات التي تقدم بها ساركوزي في خطابه أمام الجمعية العامة في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال ساركوزي في معرض قراءته لما حصل على درب المفاوضات إن «صيغة المفاوضات السابقة فشلت» وإن «مشروع السلام لا يمكن أن يبقى رهينة بيد طرفين» في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وأضاف أن للعالم كله مصلحة في استقرار الشرق الأوسط وترى باريس أن فيه «مصلحة لأمنها القومي» وبالتالي لا يمكنها أن تقبل لا هي ولا الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في وضعية المراقب وليس الشريك.

وأعرب أبو مازن في رده عن تأييده لهذه القراءة وموافقته الكاملة على ما عرضه ساركوزي ناقلا إليه رغبة الجانب الفلسطيني في قيام «تنسيق دائم» مع فرنسا وأوروبا. وكشف السفير الفلسطيني في باريس هيل الفاهوم أن أبو مازن «ثمن عاليا» مواقف ساركوزي ووعده بأنه سيعرض مقترحاته على الهيئات الوطنية الفلسطينية وكذلك على لجنة المتابعة العربية. وشدد على «رفض الدخول في أي مفاوضات يمكن أن تفضي إلى الفشل ولذا فإن هناك حاجة كبيرة للتأكد من نجاحها عبر توفير الآليات والمرجعيات»، فضلا عن ذلك، تساءل أبو مازن أمام الرئيس الفرنسي عن التدابير التي يمكن اتخاذها بحق من يعطل المسار، مشددا على أن بيانات الإدانة «لم تعد تفيد وبالتالي يتعين على المعنيين أن يسلكوا طريقا أخرى». وطالب أبو مازن بـ«خطوات عملية» ضد إسرائيل.

وخرج الوفد الفلسطيني من اجتماعه بالمبعوث الأميركي بانطباع مفاده أن واشنطن تستخدم كل السبل للضغط عليه وإغرائه بالعودة إلى المفاوضات. لكن الجواب الذي سمعه معناه أن الفلسطينيين «غير معنيين بإيجاد مخرج» لنتنياهو وأن الضغوط السياسية والتهديد بقطع المساعدات المالية لن يدفعا الفلسطينيين إلى سلوك درب آخر غير الدرب الذي اختاروه. وتناول أبو مازن وهيل موضوع الطلب الفلسطيني الانضمام كعضو كامل العضوية إلى اليونيسكو وتهديد واشنطن بوقف مساهماتها المالية. وكان رد هيل أن هناك قانونا قديما يفرض على الإدارة وقف تمويل أي مؤسسة دولية تدخلها منظمة التحرير. وأوضح لهيل أن تهمة الإرهاب كانت في السابق تلصق بالفلسطينيين لكن فلسطين والولايات المتحدة اليوم «صديقان» وبالتالي فالحجة لا يمكن أن تستقيم. وكرر أبو مازن القول: «لا نريد المواجهة معكم ولكن هل مطالبتنا بحق من حقوقنا هو إعلان حرب عليكم؟».

وفي تصريحاته للصحافة عقب قمة الإليزيه نوه أبو مازن بالدور الذي لعبه ساركوزي وفرنسا في ضمان الإفراج عن الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط لكنه دعا فرنسا إلى بذل جهود مماثلة لضمان الإفراج عن الطالب الفرنسي الفلسطيني صلاح حموري.