نائب نتنياهو يهاجم صفقة شاليط ويعلن أنها ستؤدي لمقتل إسرائيليين

وزراء يطالبون بالإفراج عن 12 إرهابيا يهوديا.. ومتطرف يلحق أضرارا بنصب تذكاري لرابين

نصب تذكاري لإسحق رابين في تل أبيب يشوه بالطلاء احتجاجا على صفقة شاليط (أ.ب)
TT

في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل بشكل حثيث لتنفيذ صفقة جلعاد شاليط، شن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشيه يعلون، هجوما كاسحا على الصفقة، وقال إنها ستؤدي إلى مقتل مئات الإسرائيليين في المستقبل.

واعتبر يعلون هذه الصفقة «خنوعا للإرهاب، وانتصارا كبيرا لحركة حماس، وضربة جبارة لقوة الردع الإسرائيلية». وقال في حديث موجه لجمهور المستوطنين في الضفة الغربية «نحن ملتزمون بإنقاذ الجندي جلعاد شاليط من الأسر، وعواطفنا تجاهه جياشة. لكن العقل يقول إن لدينا التزاما بحماية أرواح ملايين الإسرائيليين وليس فقط جلعاد شاليط».

في غضون ذلك، تم إلحاق ضرر بالنصب التذكاري لرئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، على يدي يهودي متطرف يقول إن والديه وثلاثة من أشقائه قتلوا على أيدي اثنين من المفرج عنهم في صفقة شاليط. وطالب أربعة من وزراء اليمين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإصدار عفو وإطلاق سراح 12 إرهابيا يهوديا ارتكبوا عدة جرائم قتل ضد الفلسطينيين، على هامش صفقة تبادل الأسرى التي اتفق فيها على أن تطلق حركة حماس سراح شاليط، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا. ويقود هذه المبادرة وزير الداخلية رئيس حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين، إيلي يشاي، الذي بادر إلى التقاء شموئيل ميداد، رئيس جمعية «حونونو» اليمينية، التي تناصر الإرهابيين اليهود وتعمل من أجل إطلاق سراحهم، وطلب منه إعداد ملف تفصيلي بالإرهابيين اليهود لكي ينظم الحملة بإطلاق سراحهم. وحظيت هذه المبادرة بتأييد ثلاثة وزراء آخرين، هم دانيال هيرشكوفتش زعيم حزب «البيت اليهودي»، وموشيه كحلون مسؤول ملف القدس، ويولي أدلشتيان وزير الإعلام، من حزب الليكود. وقال هيرشكوفتش، معللا الحملة «نحن لا نوافق على الأعمال التي حوكم هؤلاء بسببها. لكن ما دمنا سنطلق سراح فلسطينيين ارتكبوا أعمالا مماثلة وأقسى، فعلينا أن نطلق سراح اليهود. فصفقة شاليط هذه هي حبة مرة بلعناها ولا بأس في حبة حلوة وراءها».

إلى ذلك، سربت أوساط مقربة من الطاقم الخاص بترتيب تنفيذ صفقة شاليط، بعض التفاصيل حولها، فأكدت أن يوم الثلاثاء القادم سيكون خاتمة المرحلة الأولى، حيث تبدأ عملية تنفيذ الصفقة بإطلاق سراح النساء من الأسرى (27 أسيرة)، فيسلم شاليط الصليب الأحمر والسلطات المصرية. ثم يطلق سراح 450 أسيرا فلسطينيا، وفي الوقت نفسه ينقل شاليط إلى نقطة حدودية سرية ما بين إسرائيل وسيناء المصرية ليرى والديه لأول مرة هناك (وليس في القاهرة كما أعلن مسبقا)، وسيصل 450 أسيرا فلسطينيا إلى الأماكن المقررة لهم (بعضهم يعودون إلى بيوتهم في إسرائيل مثل فلسطينيي 48، وبعضهم إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وغالبيتهم يتجهون إلى قطاع غزة، باستثناء 40 أسيرا سيتم إبعادهم إلى تركيا).

وأوضحت الأوساط أن الممثل الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ديفيد ميدان، سيعود إلى القاهرة مع أفراد طاقمه ليواصل مع زملائه المفاوضين المصريين (ضابطي مخابرات كبيرين بالأساس) والفلسطينيين (حماس) الترتيبات النهائية لهذه المرحلة من الصفقة ووضع برنامج عمل للمرحلة القادمة، التي سيطلق فيها 550 أسيرا آخر بعد شهرين.

والإجراءات الإسرائيلية ستكون على النحو التالي: مساء اليوم يتم نشر أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم، في موقع مصلحة السجون بشكل رسمي. وعندها تحدد مهلة 48 ساعة يستطيع خلالها كل مواطن إسرائيلي أن يتوجه إلى المحكمة لإلغاء تحرير أسير أو أكثر أو إلى رئيس الدولة لكي لا يمنح العفو. فإذا ردت المحكمة الدعاوى، وهذا هو المتوقع، فإن الرئيس شيمعون بيريس سيوقع على العفو عن كل أسير في ملفه. وفي هذه الأثناء، يبدأ تجميع الأسرى في موقعين مركزيين، أحدهما في سجن عوفر القريب من الضفة الغربية استعدادا لتسليمهم إلى السلطة الفلسطينية، والثاني في سجن كتسعوت في النقب القريب من قطاع غزة، استعدادا لتسليمهم لحماس غزة.

وأما شاليط، فإنه سيسلم إلى مصر والصليب الأحمر عند معبر رفح لنقله إلى معسكر للجيش في سيناء، حيث تجرى له فحوصات أولية من طرف الصليب الأحمر، وبعدها ينقل إلى إسرائيل عن طريق البر وسط حراسة مشددة «خوفا من جهات فلسطينية غاضبة على الصفقة وتعتقد أنها غير كافية وستحاول عرقلتها»، ومن هناك يسلم للجيش الإسرائيلي، فينقل بالطائرة المروحية إلى قاعدة عسكرية للخضوع لفحص صحي ونفسي، ثم يلتقي والديه قبل أن يجرى له استقبال رسمي بمشاركة بعض المسؤولين في الحكومة والجيش، لينقل إلى بيته في أعالي الجليل، في الشمال بالقرب من الحدود اللبنانية. وقد ألغيت الخطط بأن يلتقيه والداه في القاهرة. وتقرر أن يتم تأجيل التحقيق معه حول ظروف ومكان احتجازه وما الذي أخبره لخاطفيه خلال التحقيق معه أو خلال أسره طيلة خمس سنوات ونيف. وقرر الجيش توفير طاقم من الاخصائيين النفسيين ليرافق شاليط عن قرب ويفحص وضعه النفسي عن كثب، حتى يحدد موعد بدء التحقيق معه.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، لعائلة شاليط عندما زارها في بيتها الليلة قبل الماضية، أن شاليط سيصل إلى البيت بشكل مؤكد يوم الثلاثاء القادم. وطلب من أفرادها التقليل من التصريحات الصحافية.

وتم الكشف، أمس في تل أبيب، أن أحد أنصار السلام اليهود، جيرشون باسكين، الذي يرأس مركز أبكري للأبحاث الإسرائيلية الفلسطينية، كان قد أدى دور الوساطة الأولى ما بين الحكومة الإسرائيلية وحماس. فقد استغل باسكين علاقاته مع محاضر جامعي في جامعة الأزهر في غزة ليقيم علاقات مع غازي حمد، نائب وزير الخارجية في الحكومة المقالة. وبعد ثلاثة شهور من أسر شاليط، دخل باسكين إلى غزة، والتقى حمد مباشرة. لكن الحكومة الإسرائيلية لم تتحمس لهذه الوساطة، ورفض المفاوض الإسرائيلي السابق حجاي هداس مقابلته، لكنه لم يكف. وعندما عين ميدان لهذه المهمة، اقتنع بأن باسكين إنسان جدي ووساطته تستحق التجربة. فالتقاه وراح يتبادل الرسائل مع حماس عن طريقه ونجح في جعل الرسائل خطية.