قيادي في حزب العمال الكردستاني: تصريحات زيباري في أنقرة لا قيمة لها

قال لـ «الشرق الأوسط» إن المالكي «عاجز عن حماية محافظة واحدة بالعراق»

TT

اعتبر قيادي في حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من جبل قنديل داخل أراضي إقليم كردستان العراق مقرا له، التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أول من أمس في أنقرة حول عدم شرعية وجود قوات هذا الحزب داخل أراضي إقليم كردستان، بأنها تصريحات لا قيمة لها، وأنها مجرد تصريحات إعلامية للاستهلاك المحلي»، مؤكدا أن «كردستان بأجزائها الأربعة هي ملك لكل كردي، ويحق لنا أن نوجد فيها، فنضالنا يمتد من كردستان الشمالية إلى الجنوبية».

وقال القيادي فرحان عمر، مسؤول لجنة العلاقات في قيادة حزب العمال الكردستاني، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن التصريحات التي أدلى بها الوزير زيباري هي تصريحات غير مسؤولة، ولا تتعدى مجرد تصريحات تلفزيونية لا قيمة لها، فحزب العمال الكردستاني هو حزب كردي يناضل من أجل قضية قومية، ويدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الكردي من كردستان الشمالية وحتى الجنوبية، وهدفنا في الحزب هو هدف واحد، هو تحرير كردستان بأجزائها الأربعة، ومن حق حزبنا الوجود فوق أي شبر من أراضي كردستان لأنها ملك لجميع الأكراد».

ونوه القيادي الكردستاني بأن «تصريحات زيباري وقبله رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، جاءت تحت ضغط من دول الجوار، وأن تلك التصريحات هي ضد كل الأكراد وقضيتهم القومية». وأشار إلى أن «المالكي سبق أن أطلق تصريحات مماثلة ضد حزبنا، وهدد بإرسال قواته إلى جبل قنديل، وهذه التهديدات تثير السخرية؛ لأن أي قوة أو دولة لم تستطع حتى الآن أن تواجه حزب العمال الكردستاني أو تقضي عليه، فكيف يستطيع المالكي أن يقضي علينا وهو عاجز عن مواجهة الهجمات اليومية بالصواريخ على بلده، بل فشل حتى الآن في تحسين الوضع الأمني ولو بمحافظة واحدة بالعراق؟ نحن نعتقد أن هدف المالكي هو احتلال إقليم كردستان، وإلا فهو غير قادر على مواجهة حزبنا». وأضاف: «يفترض بالمالكي، قبل أن يوجه تهديداته إلى الحزب، أن يذهب لمعالجة مشكلات العراق الداخلية، وأن يسعى لحل خلافات السنة والشيعة وتنفيذ المادة 140 وتحسين الأمن في العراق قبل أن يرسل قواته إلى قنديل».

كان زيباري قد أكد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة، أن حزب العمال الكردستاني يطرح «مشكلة مشتركة» في تركيا والعراق، لكنه طلب مزيدا من الوقت والمشاورات لمواجهة وضع «لم ينشأ أمس فقط». وقال: «نحن نتفهم قلق تركيا من وجود الحزب الكردستاني في العراق، وهو وجود غير شرعي وغير مقبول»، مضيفا أن الحكومة الاتحادية بصدد وضع آليات وطرق لوضع حد لذلك، دون أن يحدد ماهية هذه الآليات، لكنه لفت إلى «ارتياح الحكومة إلى مستوى التعاون مع تركيا في هذا الإطار».

من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو العراق إلى «اتخاذ الإجراءات الأكثر فعالية» ضد عناصر حزب العمال الكردستاني. وقال: «لم نعد نتحمل أي تحركات من الأراضي العراقية تشكل خطرا على تركيا». وأضاف: «نحن عازمون على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني البالغ عددهم نحو ألفين، المتحصنين في الجبال العراقية، الذين كثفوا منذ الصيف الماضي هجماتهم على تركيا». وتابع: «إذا أكد العراق سيطرته التامة» على أراضيه لمنعهم من التحرك في الأراضي التركية، فلن تضطر تركيا إلى التدخل في العراق. لكن إذا لم يحصل ذلك فإن «تركيا عازمة على اللجوء بشكل أحادي الجانب إلى كل الوسائل لحماية أمنها الوطني».