«رجل البيتزا» هيرمان كاين يتصدر السباق الجمهوري نحو البيت الأبيض

استطاع قلب الطاولة في وقت وجيز.. وبات متقدما على رومني وبيري

كاين يتحدث خلال تجمع نظم بالجامعة المسيحية في مدينة سيركلفيل بولاية أوهايو أول من أمس (أ.ب)
TT

سجل المرشح الجمهوري، هيرمان كاين، اختراقا كبيرا في استطلاعات الرأي، متصدرا المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2012، غير أن حظوظه في الفوز بالترشيح لا تزال غير أكيدة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «وول ستريت» وشبكة «إن بي سي»، حصول كاين، على 27 في المائة من أصوات الناخبين، متقدما على رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ميت رومني (23 في المائة)، بعد أن كان هذا الأخير متصدر السباق في الشهور الماضية، بينما حصل ريك بيري حاكم ولاية تكساس على 16 في المائة فقط.

ويقول محللون إن مكاسب كاين، الملقب بـ«رجل البيتزا» (بسبب ترؤسه سابقا لسلسلة مطاعم بيتزا)، جاءت على حساب بيري الذي قرر خوض السباق في أوائل أغسطس (آب) الماضي وتصدر السباق الجمهوري، واستحوذ على كثير من الاهتمام، خاصة في جولات المناظرات بين المرشحين.

وفي الأسابيع الستة الماضية، كان المرشح بيري قد حلق عاليا بحصوله على نسبة 38 في المائة من أصوات الناخبين، بينما بلغ تصويت الناخبين لكاين في ذلك الوقت 5 في المائة فقط.

وقد اعتمد هيرمان كاين على خطته التي أطلق عليها اسم (9 - 9 - 9) لتحقيق جزء كبير من هذا النجاح، وهي خطة تتعلق بالضرائب للنهوض بالاقتصاد الأميركي، وتستند إلى استراتيجية تمزج بين البساطة والفاعلية، حيث يعرض كاين أن يدفع مواطنو الولايات المتحدة نسبة 9 في المائة كضرائب دخل، وأن يتم فرض ضريبة شركات بنسبة 9 في المائة، وتفرض الحكومة ضريبة مبيعات وطنية بنسبة 9 في المائة.

وقد لاقت الخطة بعض النجاح لدى الناخبين. وقال كاين إنه تلقى الفكرة من موظف بنك يدعى ريتشارد لوري في ولاية أوهايو، بينما تثار تكهنات بأن الإلهام الحقيقي لقانون الضرائب الذي اقترحه كاين هو لعبة فيديو تدعى «سيم سيتي»، تم اختراعها في عام 1989 وتسمح للاعبين بإدارة المدن وفرض ضرائب على الصناعة والسكان.

وجاءت النسخة الرابعة من اللعبة في عام 2003 بفرض نسبه 9 في المائة على الصناعة و9 في المائة على السكان و9 في المائة على الشركات التجارية، ونفى منتج اللعبة وجود اتصال من حملة كاين بمنظم لعبة الفيديو، وقال: «لقد فوجئنا باستخدام كاين للفكرة، ونحن نشجع مواصلة السياسيين لأخذ الأفكار المبتكرة من الألعاب لإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي».

ولم يؤكد أو ينف جي دي غوردون، المتحدث باسم حملة كاين، العلاقة بين الخطة الضريبية التي طرحها كاين ولعبة الفيديو.

وكانت جولة أخرى من المناظرات جرت ليلة الثلاثاء الماضي، وأظهر كاين خلالها هجوما واضحا، وقام بتحفيز الجمهور للالتفاف حول خطته الضريبية، بينما لم يستطع ريك بيري كسب المؤيدين، خاصة لمواقفه في السياسة الخارجية وأسلوبه في التهديد والوعيد.

وحاول رومني التقليل من شأن خطة كاين، قائلا: «لقد كانت لي تجربة في حياتي في مواجهة المشكلات الصعبة، ويجب أن أعترف أن أجوبة بسيطة دائما ما تكون مفيدة جدا لكنها غير كافية في كثير من الأحيان».

لكن كاين، الذي يملك خبرة واسعة في إدارة سلسلة محلات للبيتزا، يثير تساؤلات حول ما إذا كان لدية معرفة واسعة في مجال السياسة الخارجية. وتظهر كتاباته وخطاباته أنه رجل غارق تماما في الفكر المحافظ، ويؤمن بأن قضية تغيير المناخ هي عملية احتيال، وأن الولايات المتحدة تقف على شفا استيلاء الاشتراكية عليها، في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.

ويركز كاين على إصلاح قانون الضرائب منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة البيتزا، وخارج تلك الأفكار الضريبية، نادرا ما يخوض في تفاصيل قضايا أخرى.

وتمكن كاين من إقناع الناخبين والجمهور بخطته، بفضل قدرته على تبسيط الأمور وصراحته، إضافة إلى روح الدعابة التي تكسي جزءا كبيرا من شخصيته. وكاين (65 عاما) من الأميركيين الأفارقة الذين نشأوا في الجنوب، وخاض تجربة طويلة ليصبح رجل أعمال ناجحا من القاع إلى القمة.

وفي الوقت نفسه، يدفع كاين بأفكار متشددة حول تحديات الهجرة عير الشرعية، ويطالب باليقظة ضد المبادئ الإسلامية والشريعة الإسلامية، وحذر من إمكانية أن تتسرب قوانين الشريعة إلى الحياة الأميركية. وقد أثار جدلا كبير عندما قال إنه لن يعين مسلما في حكومته، لكنه اعتذر عن هذا التصريح لاحقا، وقال إنه كان يعني أنه لن يعين شخصا من ذوي الميول الإرهابية. ويتعهد كاين بدعم إسرائيل، ويعترف بمعلوماته القليلة عن أفغانستان والأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط. وبدا غير ملم تماما بقضية السلام في الشرق الأوسط، عندما سأله المذيع كريس والاس في شبكة «فوكس نيوز» حول معنى «حق العودة للاجئين الفلسطينيين». وكتب كاين معلقا عن ذلك قائلا: «أنا لا أسعى للهروب من القضايا الأوسع نطاقا، لكني أعتقد أنه يجب أن يكون الرئيس قد اطلع على معلومات استخباراتية سرية حول علاقات أميركا مع تلك الدول قبل طرح الآراء».