فضيحة «الصديق المستشار» تطيح بوزير الدفاع البريطاني

فوكس يستقيل ويعتذر عن «خلطه بين أنشطته الشخصية والحكومية».. وكاميرون يأسف ويشيد بإنجازاته

عناصر من الشرطة المسلحة امام مقر وزارة الدفاع بلندن أمس (إ.ب.أ)
TT

استقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس من منصبه أمس، وذلك بعد تعرضه لانتقادات تتعلق باقامته علاقة عمل وثيقة مع صديق قام بدور مستشار له من دون اي غطاء رسمي. وعلى الفور، اعلنت وزراة الدفاع أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، عين فيليب هاموند، الذي ينتمي إلى حزب المحافظين وكان شغل منصب وزير النقل لفترة وجيزة، وزيرا جديدا للدفاع.

وفي كتاب استقالته لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أقر فوكس، النائب عن حزب المحافظين، بأنه لم يفصل بين أنشطته الشخصية والحكومية عبر عمله مع آدم ويريتي. وكتب فوكس في استقالته «أخطأت في السماح بالخلط بين اهتماماتي الشخصية وأنشطتي الحكومية، واتضحت نتائج ذلك خلال الأيام الماضية. أنا آسف جدا عن هذا الأمر».

وجاء رد كاميرون كتابيا أيضا، حيث جاء فيه أنه يتفهم سبب استقالة فوكس لكنه «آسف للغاية لرحيله»، مادحا ما أحرزه من إنجازات خلال توليه وزارة الدفاع طيلة 17 شهرا. وكتب رئيس الوزراء «أتفهم أسباب قرارك الاستقالة من وزارة الدفاع، وإن كنت آسفا جدا لرحيلك»، مضيفا أنه يأمل أن تظل «الصداقة الجيدة» التي تربطه بفوكس وزوجته جيسمي قائمة. وجاء خطاب استقالة فوكس بعد أيام من المزاعم حول علاقته بويريتي، وجاء في كتاب الاستقالة «ما دمت قلت إن المصلحة الوطنية يجب أن تعلو على المصلحة الشخصية، إذن عليّ أن أتعامل مع نفسي بالمعيار الذي حددته.. ومن ثم قررت، بحزن بالغ، الاستقالة من منصبي كوزير للدفاع، وهو المنصب الذي تشرفت بشغله والذي كان مدعاة فخر عظيم لي».

وتسببت سلسلة من التقارير الإعلامية بشأن فوكس وصديقه المقرب ويريتي، الذي كان رفيقه في السكن والتقى به مرارا وكان يعرف نفسه على غير الحقيقة بأنه مستشاره، في تآكل مصداقية وزير الدفاع، قبل تحقيق في الأمر يفترض أن تنشر نتائجه خلال أيام. وكان ويريتي قد واجه استجوابا حول مصادر دخله وطبيعة تعاملاته مع الصناعة الدفاعية، بعد أن أعلن مسؤولون في الحكومة البريطانية عن عدم علمهم بمصادر عيش الصديق المقرب من وزير الدفاع «السابق». ورغم تأكيدات ليام فوكس، بأن ويريني لم يستفد من صداقتهما، فإن صحيفة «التلغراف» كانت كتبت خلال الأيام الماضية، إن الاتصالات المستمرة بين ويريتي وفوكس، أوصلت إلى استنتاج بأن «المستشار» الذي «نصب نفسه بنفسه» قد حقق أرباحا مالية من صداقته القريبة من الوزير. لكن فوكس بقي مصرا على عدم استفادة صديقه ماديا من علاقتهما.

ويأتي رحيل فوكس في وقت حساس بالنسبة لوزارة الدفاع البريطانية، حيث لا تزال القوات البريطانية تضطلع بمهام في إطار حلف شمال الأطلسي في ليبيا، كما تواصل عملياتها المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان.

كما كان وزير الدفاع يضطلع بمهمة تنفيذ خفض لموازنة القوات المسلحة البريطانية بمقدار ثمانية في المائة في إطار إجراءات التقشف الحكومية، وهو ما جعله يقوم بمواجهة قادة عسكريين بسبب ما وصفه بسنين من سوء الإدارة. وقال فوكس «أفخر بالأخص بأنني أشرفت على الإصلاحات التي طال انتظارها في وزارة الدفاع وقواتنا المسلحة»، مضيفا «أنا فخور أيضا بمشاركتي في المساعدة في تحرير الشعب الليبي، وأعرب عن أسفي أنني لن أستمر في عملي حتى استكمال الدور البريطاني في أفغانستان، حيث أحرز الكثير من التقدم».

ويعد فوكس ثاني عضو بالحكومة الائتلافية التي يتزعمها كاميرون يستقيل منذ توليها السلطة في مايو (أيار) 2010. وكان الأول هو ديفيد لوز الوزير التابع لحزب الديمقراطيين الأحرار، الشريك الأصغر في الائتلاف، والذي أجبر على الاستقالة بعد أسابيع من الانتخابات بسبب فضيحة تتعلق بالمصاريف والمخصصات الوزارية. وقال كاميرون إن فوكس أدى «مهمة ممتازة»، مضيفا «حري بك أن تفتخر بالفارق الذي أحدثته منذ توليت الوزارة وبالمساعدة في إعادة حزبنا إلى السلطة».