متظاهرو «احتلوا وول ستريت» يعلنون النصر بعد إرجاء إجلائهم

اعتصامهم لأسابيع دون تجهيزات صحية أثار احتجاجات محلية.. وآل غور يدعم حركتهم

أحد أعضاء حركة «احتلوا وول ستريت» ينظف الصحون في ساحة زوكوتي بنيويورك أمس (رويترز)
TT

احتفل أعضاء حركة «احتلوا وول ستريت» بانتصارهم أمس، بعد أن أرجأت سلطات نيويورك في آخر لحظة خطط إجلائهم من ساحة تحولت إلى مخيم لاعتصام المحتجين منذ الشهر الماضي. إلا أن ثلاثة أشخاص على الأقل اعتقلوا قرب الساحة بعد اندلاع مشادات مع الشرطة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتدخلت الشرطة حينما كانت مجموعة من المتظاهرين تسير على الطريق وليس على الرصيف خلافا للقانون، وشوهد أحد المقبوض عليهم وقد بدت آثار الدماء على وجهه. وكان ملاك العقار قد علقوا في وقت سابق طلبا للبلدية لإخلاء الساحة للقيام بعمليات التنظيف الروتينية، وقالوا إنهم يعتقدون أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق مع المحتجين، حسبما قال نائب رئيس البلدية كاس هولواي في بيان.

وكان المتظاهرون قد تعهدوا بمقاومة أي محاولات لطردهم من المخيم الذي أقاموه وبات رمزا لحركة احتجاجية ما زالت في مهدها وإن بدأ نطاقها يتسع لتنتشر في أنحاء أخرى من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة. غير أن شركة «بروكفيلد بروبيرتيز» التي تملك الموقع قالت على موقعها إنها «تعتقد بإمكان التوصل إلى ترتيب مع المحتجين يضمن بقاء الساحة نظيفة وآمنة ومتاحة للعامة»، حسبما أضاف هولواي.

واعتبر آلاف المحتجين الذين بقي الكثيرون منهم ساهرين طوال الليلة قبل الماضية، استعدادا لمواجهة محتملة مع الشرطة، التراجع المؤقت عن إخلاء الساحة نصرا لمظاهرتهم ضد ما يتهمون الشركات الكبرى به من جشع وفساد. وهتف المحتجون «الشعب المتحد لن ينهزم أبدا!»، وذلك بعد انتشار نبأ قرار البلدية بعدم إخلاء المخيم في ساحة زوكوتي التي تقع في قلب الحي المالي بنيويورك والتي أعاد المحتجون تسميتها «ليبرتي بلازا» أو «ساحة الحرية».

وقالت سينيا باراغان متحدثة عن المتظاهرين «إنه نصر كبير لنا»، مضيفة أن الحركة قد تعززت بانضمام أعداد كبيرة لها.

وكان عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ قد زار المنطقة في وقت متأخر الأربعاء لطمأنة المحتجين بإمكانية استمرار احتجاجاتهم بعد القيام بعمليات التنظيف. غير أن رئيس شرطة نيويورك راي كيلي لمح إلى مواجهة حين أشار إلى أنه لن يسمح بعد ذلك للمحتجين بمواصلة اعتصامهم. وقال زاك ليب الذي يعمل أمين مكتبة وهو في السابعة والعشرين من عمره «كنت مستعدا للاعتقال، والآن سأذهب إلى العمل»، وقد ساعد في إنشاء مكتبة في الساحة. وأضاف: «أشعر بنشوة وبطاقة كبيرة ولكني ما زلت متحفزا».

وكانت مجموعة صغيرة من المحتجين قد بدأت اعتصاما في ساحة زوكوتي في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، منددة بالرأسمالية في انتقادات وجدت صدى في أميركا التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وآثار كساد مؤلم تسعى البلاد جاهدة لتجاوزها. ورافق ذلك مجموعات احتجاجية شبيهة في مدن أميركية رئيسية أخرى وأصبح آل غور نائب الرئيس الأميركي السابق الذي تحول لناشط للتغير المناخي، أول من أمس، آخر اسم بارز يلقي بدعمه خلف الحركة.

وكان عدد يصل إلى 600 محتج قد اعتصموا في الساحة، حيث أمضوا الليلة قبل الماضية في خيام وتحت أغطية الرحلات في ساحة نيويورك وبدا أن الاعتصام سيستمر، إذ ظهرت أكشاك لبيع الأطعمة ومستوصف طبي ومكتب استعلامات فضلا عن المكتبة. غير أن الساحة ليست مجهزة بأماكن لقضاء الحاجة ويلزم للمحتجين قضاء حاجتهم في حمامات المطاعم القريبة. ومع تزايد أعدادهم بدأت الشكاوى المحلية من قيام البعض بالتبول في الشوارع.

وينفي المتظاهرون وجود أي مخاطر صحية للاعتصام ويقولون إنهم يرتبون الأوضاع في الساحة يوميا، وقد قاموا بعملية تنظيف واسعة أول من أمس لقطع الطريق على تدخل السلطات. وتم نقل بعض متعلقاتهم ووضع أصص الزرع في أحواض الزهور بالساحة.

ووقعت مواجهات عدة على صعيد البلاد بين نشطاء بالحركة الاحتجاجية والسلطات. ففي نهاية الشهر الماضي اعتقل أكثر من 700 محتج لعرقلتهم حركة السير خلال عطلة الأسبوع على جسر بروكلين في نيويورك. وفي بوسطن، شنت الشرطة أكبر حملة حتى الآن على الحركة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء حين داهمت قوات الشرطة الساحات والحدائق لاعتقال أكثر من 100 محتج وتوجيه تهم لهم بالتجمهر غير القانوني. وكان استطلاع أجرته مجلة «تايم» الأميركية قد أظهر أن 54 في المائة من الأميركيين لديهم رأي إما جيد بعض الشيء وإما مؤيد للمتظاهرين، بينما أعربت نسبة 23 في المائة عن رفض واضح للحركة، في حين لم تقرر نسبة 23 في المائة المتبقية موقفها تجاه الحركة.