المطبخ الصيني على خطى طريق الحرير

عائلة تانغ لها الفضل في نشره

TT

لم تعد المأكولات الصينية في أيامنا هذه حكرا على ما يُعرف بـ«تشاينا تاون» أو الصين الصغيرة التي تمكن زيارتها في لندن أو نيويورك أو كاليفورنيا وغيرها، بل يسهل إيجادها في الكثير من زوايا المدن الغربية والشرقية؛ حيث ينتشر المهاجرون الصينيون مع عائلاتهم.

ومع تزايد عشاق هذا المطبخ العريق والمهم، تتزايد شهرة بعض الأطباق، خصوصا التي تضم النودلز أو الشعيرية أو لحم البط المغلي بالعسل أو شوربة الوانتون والحامض أو كينغ باو تشيكن، الذي لا يختلف عن السابق في نوعية اللحم، وهو لحم الدجاج.

ولهذا المطبخ المهم تاريخ عريق يعود إلى أكثر من نصف مليون سنة، أو كما يقول البعض يعود إلى ما يعرف بالعصر الحجري الصيني وما يعرف برجل بكين من الناحية الجيولوجية؛ حيث بدأ استخدام النار والطبخ لأول مرة وبدأ استغلال الأرز وزراعته واستخدام الشعيرية أو الـ«نودل» على نطاق واسع في البلاد. ويعتبر الـ«نودل» من علامات المطبخ الصيني المعروفة والمهمة التي استوحتها بقية المطابخ الآسيوية وطورتها.

وأسهم طريق الحرير في تطور المطبخ الصيني عبر الزمان؛ إذ جلب الكثير من الأنواع الغريبة على البلاد من الدول المجاورة والبعيدة على حد سواء، مثل أوروبا الغربية، وبشكل خاص الهند وإيران. ولا تزال بعض الأطباق حتى الآن تحمل أسماءها الأجنبية الغريبة. وقد جاءت بعض الأنواع إلى الصين مثل السمسم والبازلاء والبصل والكزبرة من منطقة باكتريا التاريخية، موطن الزرادشتية التي تشمل حاليا أوزبكستان وأفغانستان وطاجيكستان. وجاء الخيار من أوروبا الغربية أثناء حكم أسرة هان في عام 202 قبل الميلاد. وأثناء حكم عائلة تانغ بين عامي 402 و589 شاع وانتشر المشروب بين السكان المحليين، خصوصا في الجنوب، وبشكل محدد مشروب الشاي، الذي كانت له فوائده الطبية أيضا. وقد خصص الشاعر لو تونغ، آنذاك، أشعاره للتغني بالشاي وعالمه.