رحلة البحث عن القذافي وعائلته متواصلة رغم التعثرات

الناطق العسكري باسم «الانتقالي» يؤكد أن إعلان أسر المعتصم إشاعة لنشر الغموض وتمكينه من الفرار

TT

بعد أكثر من شهرين على سقوط نظام معمر القذافي لم تفلح السلطات الليبية الجديدة في مطاردة العقيد المخلوع والمقربين منه لأنها «تصطدم بحيلهم وإصرارهم»، كما قال مسؤولون. واعتبر متابعون أن الخبر الكاذب الذي راج حول إلقاء القبض على المعتصم ابن القذافي عثرة جديدة في رحلة البحث التي يواصلها الثوار أملا في العثور على القذافي وأبنائه.

وكان القذافي قد عين ابنه المعتصم (36 سنة) وهو طبيب وعسكري، قائدا لمجلس الأمن الوطني في 2007، وبذلك أصبح قائد كتيبة من وحدات النخبة.

ولو تحقق اعتقاله لكان ذلك انتصارا للسلطات الجديدة التي تواجه منذ عدة أسابيع مقاومة شرسة من قوات القذافي في سرت (360 كلم شرق طرابلس)، بينما الوضع على حاله في بني وليد (170 كلم جنوب شرقي العاصمة).

وبعد إعلان أسر المعتصم ونفي الخبر تساءل عبد الرحمن بوسين، الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي قائلا، إن لم يكن في الأمر تلاعب وتضليل.

وقال «قد يكون المقصود بث الإشاعات لنشر الغموض وتمكينه من الفرار من سرت»، حيث يتوقع المقاتلون أن يكون مختبئا.

وأكد وحيد بوشان، رئيس المجلس المحلي في الغريان في جبال نفوسة غرب البلاد، أنها «حيل عهدناها منهم».

وأضاف «بالنسبة لسيف الإسلام مثلا لقد بثوا صورا يظهر فيها مع رجال يرتدون زي الثوار، لطالما استعمل نظام القذافي هذه الأساليب».

ويرجح مقاتلو المجلس الانتقالي أن يكون سيف الإسلام قد لجأ إلى بني وليد وقال بوشان، إن «الطريقة التي يقاتلون بها توحي بأن هناك شخصية مهمة يجب حمايتها».

وأكد بوسين في تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «من المهم جدا إحالة القذافي وأبنائه والمقربين منه إلى القضاء، إننا نبحث عنهم بجدية وخصوصا أبناءه».

وقد أصدر الإنتربول في التاسع من سبتمبر (أيلول) مذكرة حمراء تطلب إلقاء القبض على معمر القذافي وابنه سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوني الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، وذلك بعد ما صدرت بحقهم مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية.

كما صدرت بحق الساعدي القذافي مذكرة جلب «بناء على طلب السلطات الليبية» في حين قيل إنه شوهد آخر مرة في النيجر.

ولا يزال معمر القذافي متواريا عن الأنظار منذ أسابيع، بينما أعلن خطأ وفي مناسبات منفصلة أن ثلاثة من أبنائه محمد وسيف الإسلام والمعتصم اعتقلوا، حيث قيل عن سيف الإسلام الذي طالما كان متوقعا أن يخلف أباه، في 22 أغسطس (آب) إنه أسر عندما اقتحم الثوار طرابلس قبل أن يظهر مجددا ليلا أمام بعض الصحافيين ويختلط بالجماهير في حي باب العزيزية المقر الرئيسي لأبيه.

وفي تلك الفترة أعلن مقاتلو المجلس الانتقالي أيضا أنهم أسروا محمد، الابن البكر للقذافي، لكن في اليوم التالي أعلن مسؤول في الثورة أنه تمكن من الفرار.

وقد لجأت عائشة القذافي وأخواها محمد وهنيبال وأمهم صفية مع أطفال العائلة إلى الجزائر، حيث قالت السلطات الجزائرية إنها استقبلتهم «لأسباب إنسانية محضة».

أما معمر القذافي فإن بوسين يرجح أن يكون في منطقة صحراوية شاسعة جنوب البلاد، حيث قد يسهل عليه عبور الحدود مع النيجر أو الجزائر أو تشاد.

وقال بوشان «إننا نطارده، لدينا فرق متخصصة وسنتمكن من إلقاء القبض عليه، إنها قضية وقت فقط».