السوريون يشيعون قتلى الجمعة والأمن يفتح النار على المشيعين.. وحملة اعتقالات واسعة في إدلب

المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن مقتل أحد أبرز نشطائه في دير الزور

الآلاف يشاركون في تشييع الطفل إبراهيم شيبان أمس (موقع الثورة السورية)
TT

قتل 4 أشخاص في سوريا أمس، 3 منهم في حمص، في وقت نفذت فيه القوات الأمنية السورية حملة مداهمات واسعة في بلدة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) أسفرت عن اعتقال 31 شخصا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، مقتل الناشط في المرصد بمدينة دير الزور زياد رفيق العبيدي، خلال ملاحقته من قبل أجهزة الأمن في حي الجبيلة في المدينة. وأشار المرصد إلى أن العبيدي (42 عاما) «كان من أبرز نشطاء المرصد في دير الزور ومن نشطاء الثورة السورية في المدينة»، مشيرا إلى أن الناشط «توارى عن الأنظار منذ شهر أغسطس (آب) الفائت بعد دخول القوات العسكرية إلى المدينة». وأضاف أن حي النازحين في حمص شهد أمس «إطلاق رصاص من كل مداخله مما أدى إلى استشهاد شاب كان متوجها إلى عمله».

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن شابا قتل في دمشق ظهر أمس إثر إطلاق قوات الأمن النار على جنازة الطفل إبراهيم الشيبان التي شارك فيها أكثر من 10 آلاف بينهم نساء وأطفال. وأضافت اللجان في بيان أن «خمسة جرحى من مشيعي الطفل إبراهيم الشيبان سقطوا»، مشيرة إلى أن «إطلاق النار ما زال مستمرا حتى الآن». وأضاف المرصد أن «قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له» في حمص. وأشار إلى أن «قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف». وقال إن «ليلة الجمعة شهدت اقتحاما مكثفا لعدد من الأحياء التي شهدت مظاهرات حاشدة مساء الجمعة ومنها أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو والإنشاءات» في هذه المدينة أيضا.

من جهتها، أكدت اللجان حصول «إطلاق نار كثيف من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة في شارع الوادي» في حمص، لافتة إلى أنه «يترافق مع دخول عربات مدرعة إلى حي باب السباع وحي الخضر والمريجة». وفي ريف درعا (جنوب)، لفتت اللجان إلى أن «أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في تشييع الشهداء في داعل رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف».

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكد أول من أمس أن «12 شخصا قتلوا الجمعة بينهم سبعة في داعل». ولفت إلى «إصابة أكثر من ثلاثين شخصا بجروح، خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل، وآخرين في ريف دمشق برصاص الأمن الذي أطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري».

من جهة ثانية، ذكر المرصد أن أجهزة الأمن السورية تنفذ منذ فجر أمس «حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والأحراج المجاورة لها بحثا عن عنصر مخابرات يعتقد أنه فر من الخدمة». وأشار المرصد إلى أن هذه الحملة «أسفرت عن اعتقال 31 شخصا حتى الآن»، مضيفا أنها «ترافقت مع ضرب المعتقلين والتنكيل بهم».

إلى ذلك، قال عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن اتصالات السفير شوقي إسماعيل، سفير مصر في دمشق، مع الجانب السوري نجحت في تأمين موافقة السلطات السورية على الإفراج عن مواطن مصري كان محتجزا بتهمة التحريض على التظاهر. وقال المتحدث في بيان إن السفارة المصرية ما زالت تواصل محاولاتها للإفراج عن مواطن مصري آخر محتجز بذات التهمة.

وتتابع السفارة المصرية أيضا حالة 23 مواطنا مصريا ألقت السلطات السورية القبض عليهم بعد تسللهم إلى داخل الحدود السورية قادمين من الأردن في محاولة للتسلل إلى داخل تركيا.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن أحد عناصر الجيش السوري قتل أمس في هجوم نفذته إحدى المجموعات المسلحة على حاجز للجيش في انخل بدرعا قامت خلاله بإلقاء قنبلتين على عناصر الحاجز. ونقل وكالة أنباء «سانا» عن مصدر مطلع قوله إن مجموعة مسلحة هاجمت حاجزا للجيش في انخل وقام أفرادها بإلقاء قنبلتين انفجرت إحداهما فقط، موضحا أن عناصر الحاجز ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم. كما أصيب عدد من السوريين بجروح في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعات مسلحة بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبو بكر والجامع العمري في مدينة درعا. وأوضحت «سانا» أن العبوة زرعت جنوب الجامع العمري بحدود 200 متر وبعدها بخمسين مترا زرعت عبوة أخرى، لافتة إلى أن وحدة الهندسة التي توجهت إلى المكان تمكنت من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل أن تنفجر.