الصومال: تنظيم القاعدة يدخل في خط إيصال المساعدات

اختطاف موظفتين إسبانيتين في شمال كينيا يثير الهلع في أوساط منظمات الإغاثة

TT

دخل تنظيم القاعدة ولأول مرة في خط إيصال المساعدات الغذائية إلى ضحايا الجفاف والمجاعة في الصومال، حيث قام التنظيم بتوزيع مواد غذائية وعينية ونقدية عن طريق حركة الشباب المجاهدين الموالية له في الصومال. وقد تحدث مقاتل أجنبي عرف نفسه باسم أبو عبد الله المهاجر، مبعوث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى الصومال في مناسبة لتوزيع هذه المساعدات أمس في مخيم للنازحين يدعى «آل ياسر» (50 كلم جنوب مقديشو) تديره حركة الشباب في إقليم شبيلي السفلي بجنوب الصومال، هذا المخيم الذي يؤوي نحو 4 آلاف من النازحين.

وقام أبو عبد الله المهاجر برفقة عدد من قيادات حركة الشباب من بينهم الشيخ علي محمود راغي المتحدث باسم الحركة بتوزيع مواد غذائية وملابس ومصاحف وكتب دينية. ويعد هذا الأمر أول نشاط من نوعه لتنظيم القاعدة في الصومال، وكانت حركة الشباب لا تخفي صلتها بتنظيم القاعدة، حيث بايعت زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري. وفاجأ الأمر السكان في الصومال لأن اسم «القاعدة» ارتبط بالهجمات التفجيرية والعمليات الانتحارية.

وقال الرجل الذي عرف نفسه على أنه أميركي اسمه «أبو عبد الله المهاجر» وكان يتحدث باللغة الإنجليزية، وبلكنة أميركية، قال إن «زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أرسلني إلى الصومال، وأحمل رسالة من الشيخ أيمن الظواهري إلى المجاهدين في الصومال». وأضاف المهاجر «إن مفاد تلك الرسالة التي نقلها من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري هي أننا نريد أن ننتهز هذه الفرصة لحث المسلمين حول العالم على مساعدة إخواننا وأخواتنا في الصومال». وقال المتحدث باسم حركة الشباب الشيخ علي محمود راغي، الذي كان يرافق مبعوث تنظيم القاعدة إلى الصومال، الأميركي أبو عبد الله المهاجر، إن المساعدات التي تم توزيعها هي آخر دفعة من المساعدات التي أرسلها تنظيم القاعدة للصومال، وأضاف «إننا نثمن هذه المساعدات التي أرسلتها القيادة إلينا ونشكرهم على ذلك». وذكر المتحدث باسم حركة الشباب أن مساعدات «القاعدة» تتكون من مساعدات غذائية مختلفة وكميات كبيرة من التمور، و4 آلاف علبة من الحليب المجفف المخصصة للأطفال، و2000 قطعة حجاب مخصصة للسيدات، و10 آلاف قطعة ثوب مخصصة للأطفال، إضافة إلى آلاف من المصاحف والكتيبات الدينية الأخرى. وشملت مساعدات «القاعدة» إلى الصومال أيضا مساعدات نقدية تبلغ 17 ألف دولار أميركي تخصص لإعادة توطين النازحين وإرجاعهم إلى مناطقهم الأصلية لممارسة أنشطتهم الزراعية والرعوية خاصة مع بدء هطول الأمطار الموسمية في المناطق الصومالية.. ولم يكشف المتحدث باسم حركة الشباب عن كيفية وصول هذه المساعدات إلى البلاد، لكن الحركة تسيطر على معظم وسط وجنوب الصومال، وتتحكم أيضا في عدد من المنافذ البحرية والجوية في هذه المناطق.

في هذه الأثناء ألقى اختطاف موظفتين إسبانيتين كانتا تعملان لدى منظمة «أطباء بلا حدود»، بظلال من الخوف والارتباك في عمل منظمات الإغاثة في مخيم «دداب» بشمال كينيا. وكان مسلحون قد قاموا باختطاف الموظفتين الإسبانيتين لدى منظمة «أطباء بلا حدود»، في مخيم «دداب» بشمال كينيا. وأطلق مسلحون النار على السيارة التي كانت تقل الموظفتين وجرحوا سائقها ثم اقتادوا الموظفتين باتجاه الحدود الصومالية. في هذه الأثناء انفجرت اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة الصومالية وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في إقليم جوبا السفلي بجنوب الصومال.

ويعد حادث اختطاف موظفتي منظمة «أطباء بلا حدود» الرابع من نوعه خلال شهر واحد استهدف رعايا أجانب داخل الحدود الكينية. والقاسم المشترك بين هذه الحوادث هو تهريب المختطفين إلى داخل الحدود الصومالية في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. وفي الحادث الأخير أوقف مسلحون يعتقد أنهم صوماليون تسللوا إلى الحدود الكينية السيارة التي كانت تقل الموظفتين بالقرب من مخيم «دداب» للاجئين بشمال كينيا، واقتادوهما باتجاه الحدود الصومالية. فيما أصيب سائقهما الكيني بجروح جراء إطلاق المختطفين النار عليه أثناء عملية الاختطاف. وقالت الشرطة الكينية إنها تطارد المختطفين عبر الصحراء في الحدود بين كينيا والصومال، مستخدمة المروحيات لمنع المختطفين من اجتياز الحدود.