رجال أعمال وتجار ليبيون: تأخير السيطرة على سرت يشل التجارة بين شطري البلاد

قالوا لـ «الشرق الأوسط» إنهم لجأوا للنقل البحري رغم بطء السرعة والغلاء

TT

لا يقف تأثير مدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، على مجريات الأحداث السياسية والعسكرية في ليبيا فقط، بل امتد أثرها إلى ركود وكساد التجارة بين منطقتي شرق ليبيا وغربها، بسبب استمرار سيطرة قوات وكتائب القذافي المسلحة على بعض أحياء المدينة. ويربط العديد من رجال الأعمال والتجار الليبيين، أسباب كساد أو انتعاش التجارة في ليبيا بالأحداث التي تشهدها مدينة سرت. واعتبر العديد منهم مدينة سرت بمثابة العمود الفقري بين شطري البلاد.

وأكد بعض رجال الأعمال والتجار لـ«الشرق الأوسط» أن استمرار سيطرة القذافي على مدينة سرت يؤدي إلى إعاقة وشل حركة التجارة في الأراضي الليبية، وذلك يرجع إلى أن ناقلات البضائع لا يمكن أن تعبر من خلال الطريق المار بمدينة سرت مرورا بالمدن الأخرى، وذلك حتى لا تعترضها قوات القذافي، لهذا يلجأ التجار في ليبيا إلى النقل البحري الذي أصبح الإقبال عليه كبيرا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) الماضي والذي يسوؤه غلاء الأسعار والبطء في سرعة النقل.

في غضون ذلك، أكد محمود الفقي أحد تجار السجاد في ليبيا، أن استمرار وجود قوات القذافي وكتائبه في سرت تسبب في انقطاع وشل حركة التجارة بين الشرق والغرب في شتى أنواع التجارة، وأضاف أنه في حالة سقوط مدينة سرت في أيدي جيش الثوار، ستنتعش التجارة الداخلية مرة أخرى في ليبيا.

واعتبر الفقي مدينة سرت بمثابة العمود الفقري لانتعاش حركة التجارة في ليبيا، مشيرا إلى أن التجار يلجأون في الوقت الراهن إلى استخدام البحر لنقل البضائع، الذي يغلب عليه البطء وغلاء الأسعار.

وأوضح الفقي أن هناك بعض الخضراوات والفواكه التي يتم زراعتها في الشرق ولا تزرع في الغرب، وبالتالي لا بد من تبادلها بين الجانبين لأن الأهالي بحاجة إليها، لافتا إلى أن البضائع قبل الثورة كانت تشحن بكميات كبيرة من الشرق إلى الغرب والعكس، فمثلا موسم الطماطم يزرع في الصيف في منطقة الجبل الأخضر (شرق ليبيا)، والبطاطس تزرع في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية التي تنتج في الشرق بغزارة.

وأشار الفقي إلى أن سعر الدولار مرتفع تأثرا بالأحداث في ليبيا، كما أنه غير متوافر، والتجار يعتمدون عليه في التعامل الخارجي وفي شراء بعض البضائع.

من جهته، قال رجل الأعمال الليبي عبد المنعم الجلي صاحب إحدى شركات النقل البري في مدينة بنغازي: «نحن ننتظر سيطرة الثوار على مدينة سرت حتى تعود حركة التجارة إلى الانتعاش مرة أخرى»، موضحا أن التجار لا يستطيعون المجازفة بتجارتهم بالمرور عبر سرت وخاصة أن الطريق مغلق نتيجة التدمير والتخريب نتيجة استخدام كتائب القذافي الأسلحة الفتاكة ضد الثوار.

وأضاف الجلي أن التجار في ليبيا يعتمدون بشكل أساسي على التجارة في المنطقة الغربية للبلاد، مشيرا إلى أن العديد من الشركات لديها فروع في المدن الغربية وخاصة العاصمة طرابلس، مؤكدا أن سيطرة القذافي على سرت كانت لها أثر كبير على إيقاف رواج التجارة بين الشرق والغرب.

من ناحية أخرى، قال محمد الصادق تاجر مفروشات بمدينة البيضاء (شرق ليبيا)، إن التجارة في المنطقة الشرقية للبلاد بمفردها تكون بحالة جيدة وبخاصة بعد مرور 5 أشهر على اندلاع ثورة 17 فبراير، حيث تشهد المنطقة الشرقية انتعاشا في الإقبال على الشراء حيث ارتفعت نسبة الشراء إلى 300 في المائة، ولا سيما بعد أن أصبحت المنطقة آمنة والحياة تسير فيها بشكل طبيعي، و«لكن استمرار سيطرة القذافي على سرت يؤدي إلى كساد وخمول في عملية التجارة»، مشيرا إلى أن أكثر المدن المتأثرة سلبا بهذه الأحداث مدينة بنغازي.