الأحزاب السياسية التونسية تعتبر العنف طريقا لإفشال الانتخابات

بعد أعمال العنف التي شهدتها تونس على خلفية عرض فيلم إيراني جسد الذات الإلهية

TT

أعلنت مجموعة من الأحزاب السياسية في تونس إدانتها لأعمال العنف التي حدثت على أثر بث قناة «نسمة» الخاصة للفيلم الإيراني «بلاد فارس»، واعتبرت أغلبية الأحزاب أن هناك من يدفع في البلاد نحو الفوضى بهدف إفشال الانتخابات وبالتالي إفشال عملية الانتقال الديمقراطي. ولم تلق الدعوات إلى «جمعة غضب» شعبية كبيرة في صفوف التونسيين، واعتبر معظم المعارضين للتظاهر في الشارع أن المظاهرات ستكون «فرصة للمندسين من أجل تنفيذ أعمال عنف تفشل العملية الانتخابية».

ودان حزب النهضة الإسلامي التونسي الذي يتوقع أن يحصل على أفضل نتيجة في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، أمس، الهجوم على منزل مدير قناة فضائية خاصة كانت موضع انتقادات واسعة في تونس بسبب بثها فيلما فرنسيا إيرانيا احتوى تجسيدا للذات الإلهية، ودعا أنصاره إلى تفادي العنف.

ونفى الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حزب حركة النهضة، علاقة حزبه بالمظاهرات التي شهدتها العاصمة أول من أمس، مؤكدا أن «أبناء تونس الذين خرجوا بعشرات الآلاف إلى الشوارع في رد واضح على استفزازات بعض وسائل الإعلام يظلون وحدهم المدافعين عن دينهم من دون حاجتهم إلى وصي».

وأوضح الغنوشي في اجتماع بالضاحية الشمالية للعاصمة أن حزب النهضة كان ولا يزال يدافع عن حرية التعبير والسلوك، وأنه لا يتدخل في الحريات الشخصية للتونسيين. ودعا إلى التصدي لكل من لا يزال يستعمل «فزاعة الدين» لترهيب الشباب والنساء من الإسلام ومن الإسلاميين.

وقال علي العريض، عضو المكتب التنفيذي لـ«النهضة»، لوكالة الصحافة الفرنسية «ندين العنف، وندعو دائما إلى الدفاع عن الأفكار في إطار حوار سلمي وفي إطار الاحترام المتبادل. نحن لا علاقة لنا البتة بأعمال العنف هذه».

ومن ناحيتها، أوضحت مية الجريبي، الأمينة العامة لـ«الحزب الديمقراطي التقدمي»، في ندوة صحافية عقدتها أمس بمقر الحزب، أن ما حدث يتجاوز مجرد الحديث عن حرية الرأي والتعبير، وأن الكثير من الأطراف قد تستفيد من حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي سيحصل في البلاد قبل أيام قليلة من انتخابات المجلس التأسيسي. ودعت التونسيين إلى التنبه إلى ما قد يحصل في تونس إذا لم تتم الانتخابات في موعدها المحدد. وقالت إن أطرافا عديدة تخيفها صناديق الاقتراع قد تلجأ إلى أساليب غير ديمقراطية للتأثير على الشارع التونسي. وأشارت إلى تنديد «الحزب الديمقراطي التقدمي» بحالة العنف التي يشهدها الشارع التونسي، وقالت إنه لا وصاية لأي طرف من الأطراف على الدين، وإن حياة التونسيين يجب أن تصان، وألا يقع اللجوء إلى إهدار دماء المخالفين في الرأي بنية إرهابهم وإسكات أصواتهم. وأضافت أمام مجموعة من الإعلاميين أنه لا يمكن لأي طرف سياسي أن يزايد عن طريق الدين الذي هو القاسم المشترك بين كل التونسيين، ونبهت إلى خطورة تقسيم التونسيين إلى حماة للدين وخارجين عن الدين، فويلات هذا التقسيم ستحرق كل الأطراف السياسية من دون استثناء.