مقتل نجل عمر عبد الرحمن في قصف جوي أميركي بأفغانستان

سافر قبل 23 عاما ووعد أسرته بالعودة عندما تفرج واشنطن عن والده

TT

قال الدكتور عبد الله نجل الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لتنظيم الجماعة الإسلامية، إن شقيقه أحمد قتل في غارة جوية أميركية شنت على أفغانستان، موضحا أن الأسرة أبلغت زملاء شقيقه من «المجاهدين» بدفنه في الأراضي الأفغانية لصعوبة نقل جثمانه إلى مصر.

وأضاف عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «تلقينا اتصالا أول من أمس من أحد المجاهدين زميل شقيقي أحمد أبلغنا فيه باستشهاده في غارة جوية، وانقطع الاتصال وعاود الأخ المجاهد اتصاله بنا ليبلغنا بأن أحمد كانت لديه سيارة ويستأذننا في فتحها ليرى ما إذا كان ترك وصيته بها أم لا، فأذنا له بذلك».

وأشار إلى أن آخر اتصال هاتفي أجراه شقيقه أحمد بالأسرة كان قبل شهر رمضان الماضي بأيام، وقال «أبلغنا أحمد بأنه سيذهب إلى ساحة الجهاد وأنه قد يتصل بنا بحلول عيد الأضحى، إلا أنه استشهد قبل ذلك الموعد».

وأوضح أن شقيقه سافر إلى أفغانستان منذ 23 عاما، وكان عمره وقتها 14 عاما، وقال «كان الشيخ عمر عبد الرحمن يرى أن أي دولة إسلامية تتعرض لغزو أو عدوان يجب أن يهب المسلمون لنجدتها، وبدأ بنفسه فأرسل ابنيه محمد (وشهرته أسد الله) وكان عمره وقتها 15 عاما، وأحمد وكان عمره وقتها 14 عاما وكان قد حصل لتوه على الشهادة الإعدادية، إلى أفغانستان، وظل أحمد هناك حتى بعد عودة محمد حتى استشهد عن عمر ناهز 37 عاما»، مضيفا «أخي لم يتزوج وكان ينتظر عودة والدي من محبسه ليعود إلى مصر ليراه».

وقال عبد الله عمر عبد الرحمن إن أسرته ستقيم مؤتمرا صحافيا عالميا اليوم (الأحد) أمام مقر السفارة الأميركية بالقاهرة، حيث تعتصم الأسرة للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، بعنوان «أسرة عمر عبد الرحمن بين إرهاب مبارك في الداخل وأميركا في الخارج»، لكشف ما تعرضت له الأسرة من ظلم منذ أكثر من 30 عاما، بحضور عدد من قادة الجماعة الإسلامية.

وقال الدكتور عبد الله عمر عبد الرحمن إن والده اتصل بالأسرة يوم الخميس الماضي «قبل أن يبلغنا نبأ استشهاد أحمد بيوم واحد، ولا أعرف ما إذا كان قد بلغه النبأ أم لا، ولكنه يستمع بانتظام لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد يكون سمع الخبر، كما أننا اتصلنا بمحاميه رمزي كلارك وأبلغناه بالخبر لينقله له».

وأشار إلى أن الأسرة أطلعت الشيخ عمر على التطورات الأخيرة بما فيها زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا للقاهرة والمفاوضات المصرية - الأميركية للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل مقابل إطلاق سراح الشيخ، وقال «والدي لم يعلق على الأمر وهو يحتسب سجنه عند الله سبحانه وتعالى رغم الظروف القاسية التي يعيش فيها».

ويقضي الشيخ عمر عبد الرحمن حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن «كلورادو» بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت. وتعتصم أسرة عمر عبد الرحمن أمام السفارة الأميركية في القاهرة منذ نحو الشهرين بعد أن نظمت عدة وقفات احتجاجية أمام مجلس الوزراء ووزارة الدفاع والسفارة الأميركية، وقابلت عدة مسؤولين دون إحراز تقدم ملموس على أرض الواقع فيما يخص ملف الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، كما شارك بعض قيادات الجماعة الإسلامية في بعض تلك الوقفات.

ومنذ نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في الإطاحة بنظام مبارك عاد إلى القاهرة عدد من قيادات الإسلاميين، كما أطلقت السلطات المصرية سراح عدد آخر من قياداتهم في السجون المصرية وعلى رأسهم عبود وطارق الزمر المدانان بقتل الرئيس الراحل السادات.