وفد شبابي سوري زار لبنان شاكرا الشخصيات الداعمة لـ«سوريا».. من بينهم عون

مصادر فرنجية لـ «الشرق الأوسط»: تأييدنا لمثلث القيادة والشعب والجيش لاقى ارتياحا في الشارع السوري

TT

جال وفد شبابي سوري أمس تحت اسم «شباب الوحدة الوطنية» على عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية، في إطار زيارة تهدف لشكرها على مواقفها الداعمة لسوريا. والتقى الوفد كلا من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، الذي أكدت مصادره أمس أن «ما يحصل في سوريا اليوم ليس صدفة بل يأتي ضمن مسلسل كبير تشهده المنطقة لخلق نزاعات فيها وإعادة تحديد جغرافيتها».

وفي هذا الإطار، قال عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار «المردة» المحامي شادي سعد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن واعون لهذا المشروع قبل حصوله في سوريا وندرك أن الهدف مما يجري ليس المطالبة بالحرية والديمقراطية، على الرغم من وجود مطالب محقة للشعب السوري باعتراف النظام الذي استجاب لها سريعا في المرحلة الأولى، إلا أن ارتفاع وتيرة المظاهرات غير السلمية والتحركات غير الديمقراطية أثبت وجود مشروع لجر النظام والشعب السوري إلى الاقتتال تمهيدا لخلق جغرافية جديدة ضمن المسلسل المستمر لتفتيت المنطقة».

ورأى سعد أن «ما تشهده سوريا اليوم هو انعكاس لمشروع قديم منذ عقود وهو مشروع كيسنجر، لذلك أخذنا موقفا واضحا بأننا مع القيادة والشعب والجيش، وهو ما لاقى ارتياحا في الشارع السوري المؤيد لهذا المثلث»، موضحا أن «زيارة الوفد الشبابي السوري تأتي في إطار الشكر على هذه المواقف لأننا ندرك جميعا أن سوريا بعد ما شهدته من ضغوطات في الشارع ومن المجتمع الدولي في الأشهر الفائتة باتت أكثر صمودا على مستوى النظام والشعب والدول المؤيدة لها». ووصف أجواء اللقاء بـ«الجيدة»، موضحا أن «فرنجية أعاد التأكيد على كل ما سبق أن أعلنه لناحية الإيمان المطلق بتجاوز سوريا لهذه المرحلة وتصميم الرئيس الأسد على الحفاظ على إنجازات السنوات السابقة والإصلاحات التي تحققت، لتبقى سوريا هي الدولة المركزية في المنطقة». وأشار سعد إلى أن «اللقاء تخلله تأكيد على أهمية رفض السير بالمخططات التي ترسم لسوريا والتي تبين أن نتائجها كانت تدميرية في دول شهدت أوضاعا مماثلة». وأوضح أن «الهواجس المسيحية هي هواجس على مستوى المنطقة ككل وعلى مستوى الكنائس الشرقية وعبر عنها بطاركة الموارنة والأرثوذكس والأقليات»، مشددا على أهمية «الحفاظ على العيش المشترك في المنطقة لتبقى تشكل رسالة فريدة من نوعها، ووعي النتائج المأساوية المترتبة على مشاريع أخرى تظهر تحت شعارات الحرية والديمقراطية».

وكان فرنجية قد أشار أمام الوفد إلى أن «ما تعرّضت له مؤخرا سوريا هو جرّاء مؤامرة كبيرة حيكت عليها من الخارج»، لافتا إلى أن «قوة الرئيس السوري بشار الأسد ومحبة شعبه له، وتماسك الجيش السوري، هي أمور أدت إلى تفويت الفرصة على أعداء سوريا المتربصين بها شرّا».

واعتبر أن «المتآمرين عندما لم يتمكنوا من تحقيق ما يريدون عبر القتال استعملوا الوتر الطائفي»، لكنّه رأى أن «وعي الرئيس الأسد والقيادة والشعب في سوريا أحبط المؤامرة، وها هي سوريا تخرج من محنتها أقوى ممّا كانت عليه وشعبها يحب رئيسه، وجيشها متماسك، والنظام باقٍ ولن تهزّه رياح أو عواصف مهما كانت شدّتها». وشدد فرنجيه على أن «العلاقة بين لبنان وسوريا ستبقى قوية ومتينة، وهي علاقة أخوة وصداقة ومواقف مشتركة، ولن يغيّر فيها شيء لا مؤامرات ولا تهديدات»، وأثنى على «محبة الشعب السوري لرئيسه وعلى تماسكه ووعيه». وقال: «الرئيس الأسد تحمّل غالب الأمور، فحفظ سوريا أرضا وشعبا وأبعد عنها ما كان مخططا لها من الخارج».

وفي كلمة له بعد لقاء الوفد الشبابي السوري، رأى النائب عون «أن الأحداث الأخيرة في سوريا هزّت الجميع ونحن نلاحقها بكل حذافيرها، لكن كان لدينا ثقة أن الشعب السوري سيخرج منتصرا من هذه الأزمة وسيكون أقوى، على أساس أن التجربة لم تبدأ به بل بدأت في تونس ومصر وليبيا ولم تنتهِ بعد، ونحن نعرف أن البلد الذي يسلك طريق العنف وليس طريق الحوار، لا ينجح».