«إخوان مصر» يكتسحون انتخابات نقابة الأطباء ويقتنصون منصب «النقيب»

خلافات بين الأحزاب تؤجل إعلان قوائمها.. وتوقعات بصدام بين الإسلاميين

TT

تسببت الخلافات بين الأحزاب والتكتلات السياسية المصرية وانهيار الكثير من التحالفات الحزبية، في تعثر هذه الأحزاب وتقاعسها حتى يوم أمس عن تقديم قوائم ترشيحاتها إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم مرور أربعة أيام على فتح باب الترشح للانتخابات التي ستجري نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بنظام الثلثين للقائمة الحزبية، والثلث للنظم الفردي. ووسط توقعات بصدام بين قوى التيار الإسلامي المختلفة، بعد رفض معظم الأحزاب ذات التوجه الإسلامي التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين وخوض الانتخابات منفردة في مواجهة مرشحي «الإخوان»، وقرار معظم هذه الأحزاب تأجيل التقدم بمرشحيها إلى اليومين المقبلين، أملا في إمكانية تشكيل تحالفات أكثر توافقا فيما بينها، إضافة إلى التغلب على الخلافات داخل هذه الأحزاب حول الشكل النهائي للقوائم وأسماء الشخصيات التي تتصدر قوائم كل حزب.

ويأتي هذا، في وقت اكتسح فيه مرشحو جماعة الإخوان المسلمين انتخابات نقابة الأطباء في معظم محافظات مصر، وسط مؤشرات قوية بفوزها بمقعد النقيب، في النتيجة التي ستعلن اليوم (الأحد).

واستمرت أمس، عمليات تقديم المرشحين أوراق ترشحهم للانتخابات البرلمانية، وقال المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، رئيس محكمة استئناف القاهرة، إن «إجمالي من تقدموا للترشح على انتخابات مجلسي الشعب والشورى (غرفتي البرلمان المصري) على مدى الثلاثة أيام الماضية موعد بدء فتح باب التقدم للترشح الأربعاء الماضي، بلغ 1969 مرشحا للشعب و158 مرشحا للشورى، جميعهم على المقاعد الفردية باستثناء قائمة واحدة لحزب النور (السلفي) بالإسماعيلية».

وقال الدكتور طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب انسحب نتيجة سعي جماعة الإخوان لتهميش كل القوى السياسية لصالحها والاستحواذ على 80 في المائة من نسبة قوائم التحالف»، مؤكدا أن حزبه سعى بكل قوة إلى التمسك بالتحالف، لكن جماعة الإخوان أبت ذلك. وأوضح الزمر أنه يسعى حاليا لتشكيل تحالف إسلامي جديد مع حزبي النور والأصالة التابعين للتيار السلفي، بعد تفضيل حزب الوسط ذي التوجه الإسلامي أيضا، خوض الانتخابات بشكل منفرد نظرا لضيق الوقت وصعوبة التنسيق الآن. وتوقع الزمر أن يحدث صدام حتمي بين المرشحين «الإسلاميين» ومرشحي «الإخوان المسلمين» بعد نية الجماعة النزول بنسبة مرشحين تقارب الـ80 في المائة في الانتخابات، رغم وعودهم السابقة بالاستحواذ فقط على ثلث البرلمان.

وقال محمد حسان المتحدث باسم حزب البناء والتنمية إن «الجماعة كانت تنوي خوض الانتخابات من خلال التحالف بـ150 مرشحا، تراجعت هذه النسبة إلى 70 أو 80 مرشحا فقط»، مؤكدا أن الجماعة قبلت بذلك، انطلاقا من أن ذلك أفضل من أجل الاستمرار. وتابع: «فوجئنا بالحديث عن 20 مرشحا فقط، إضافة إلى الترتيب الذي لا نرضى عنه».

لكن الدكتور محمد البلتاجي أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، أكد لـ«الشرق الأوسط» صمود «التحالف الديمقراطي» وعدم تأثره بهذه الانسحابات التي وصفها بـ«المتوقعة»، مشيرا إلى أن التحالف سينتهي من إعداد قوائمه الانتخابية اليوم (الأحد)، على أن يقدمها غدا (الاثنين)، وحينها سيحكم الناخبون على وهم من يدعي بـ«سيطرة الإخوان»، وأسفرت النتائج شبه النهائية عن فوز قائمة «أطباء من أجل مصر»، التي ينتمي معظم أعضائها إلى جماعة الإخوان المسلمين، بمنصب النقيب العام وفوز مرشحها الدكتور خيري عبد الدايم، خلفا للدكتور حمدي السيد، النقيب السابق والقيادي السابق بالحزب الوطني (المنحل).

وفاز مرشحو «الإخوان» بمنصب النقيب في 12 محافظة منها القاهرة والجيزة، كما اكتسحت قوائم الجماعة غالبية مقاعد مجالس النقابات الفرعية. وما زالت عملية الفرز مستمرة في عدد من المحافظات، التي كشفت أيضا عن خسارة جماعة الإخوان منصب النقيب في الإسكندرية والإسماعيلية وشمال سيناء وبني سويف والمنيا والأقصر.