رسالة من حماس كانت المدخل للمفاوضات الماراثونية لصفقة الأسرى

«يديعوت أحرونوت»: شخص غير إسرائيلي نقلها إلى ميدان

TT

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن المدخل إلى المفاوضات الماراثونية التي أدت في النهاية إلى إبرام صفقة الأسرى، تمثل في رسالة مفاجئة وصلت من حركة حماس إلى المفاوض الإسرائيلي، ديفيد ميدان، عبر وسيط غير إسرائيلي.

وقالت الصحيفة في عددها أمس إن ميدان سافر للقاء الشخص الغامض الذي «بفضله نشأت صلة مع حماس»، حيث يؤكد المسؤول الإسرائيلي أنه «نشأ وضع ينقل فيه إلي رسالة وأنا أنقل له رسالة بتواتر شبه يومي».

وتقول الصحيفة إن «تبادل الرسائل قام به ميدان من خلال اثنين من مساعديه من شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز المخابرات العامة (الشباك)، موضحا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، والسكرتير العسكري يوحنان لوكر، كانوا على علم بما يجري».

ورويدا رويدا، حسب الصحيفة، تبين أن حماس مستعدة لأن تخفض من سقف مطالبها. وفي يونيو (حزيران) الماضي بات واضحا لميدان أن لديه قناة حوار مستقرة مع حماس، فقرر تنفيذ قفزة كبيرة إلى الأمام وطلب من الوسيط أن يأتي له من حماس بوثيقة مكتوبة يعرض فيها صيغة منطقية للصفقة.

واستجاب رجال حماس للطلب. وفي نهاية يونيو بعثوا إلى ميدان بالوثيقة، التي لم تكن سهلة، ولكنها شهدت على استعداد للمرونة ساعد في حلحلة موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبعد وقت قصير تقرر توجيه المفاوضات إلى مسار مؤطر وملزم وقررت إسرائيل أن هناك حاجة إلى دولة وسيطة.

وتابعت الصحيفة تقول: «هذه المرة، فهم ميدان أن من الأفضل أن لا يكون الوسيط غربيا، بل جهة إقليمية ذات نفوذ وهكذا، في تطور مفاجئ على نحو ظاهر، عاد المصريون ليكونوا العرابين بدلا من الألماني الذي ترك المهمة».

وقال رئيس المخابرات، يورام كوهين، عشية الصفقة: «أبدوا جدية، ومسؤولية وتصميما مثيرا للإعجاب لدفع المفاوضات إلى الأمام». ورفضت إسرائيل عرضا تركيا للتدخل.

وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي، وبعد أن وصلت «وثيقة» حماس، دعا المصريون ممثلي الطرفين إلى مفاوضات في فندق مطل على الأهرامات، تحت إجراءات أمنية مشددة، وبدأوا العمل. وفي مراحل التفاوض الأولى مثل إسرائيل ميدان وحده في المفاوضات، بينما مثل حماس 4 أشخاص، وعلى رأسهم نزار عوض الله، عضو المكتب السياسي، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر، خاض المفاوضون 6 جولات ماراثونية، وجلست الوفود في غرف منفصلة ولكن متجاورة، يتنقل الجنرالات المصريون بينها.

وقالت الصحيفة إن «مفاوضي حماس والمندوب الإسرائيلي تجادلوا على كل تفصيل، ولكنهم حافظوا على أجواء طيبة ومريحة. وكان واضحا أن الطرفين يجتهدان للاقتراب من بعضهما البعض، حتى وإن كانوا يعلقون بين الحين والآخر في مأزق»، مشيرة إلى أن «الخلفية الاستخبارية لميدان ومعرفته بالعالم العربي لعبا دورا حاسما»، حيث يؤكد: «تبادلنا النكات مع المصريين، وفي نهاية المطاف، وبعد مئات الساعات من المحادثات بدأت حماس تؤمن أنه يمكن الوصول إلى صفقة معي».

ونقلت الصحيفة عن ميدان قوله: «إن الاختراق الكبير في المفاوضات بدأ قبل نحو أسبوع، في جولة المحادثات التي جرت قبل لحظة من يوم الغفران فقد غدا نتنياهو متفائلا بينما مارس رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، الضغط على رجاله لإبداء المرونة واتفق على الصيغة، ولم يتبق الآن غير الاتفاق على الأسماء». ويوم الأربعاء الماضي وصل إلى مصر رئيس المخابرات، يورام كوهين، لإجمال التفاصيل الأخيرة، وعاد بسرعة، ويوم الغفران وافق المجلس الوزاري الثماني على مسودة الاتفاق، وعاد كوهين إلى مصر وفي حقيبته قائمة السجناء التي تبدي إسرائيل استعدادها لتحريرهم. وصباح يوم الثلاثاء وقع الاتفاق بالأحرف الأولى. يقول كوهين: «صحيح، هذه صفقة عسيرة الهضم للغاية، إلا أنها الأفضل التي يمكن أن نحصل عليها.. في غزة يوجد 20 ألف مقاتل من كتائب عز الدين القسام، ومع 200 جدد آخرين لن يسقط العالم علينا». ومساء الثلاثاء، انتقلت الكرة إلى ملعب الحكومة الإسرائيلية التي دعاها نتنياهو إلى جلسة طارئة بعد أن ضمن الأغلبية فيها. ورغم ذلك تحدث تقريبا مع كل الوزراء وطلب منهم أن يقفوا إلى جانبه. ولكن حتى هو لم يؤمن بأن التأييد سيكون جارفا بهذا القدر، إذ صوت لصالح الصفقة 26 وزيرا مقابل 3 ضدها.