رئيس هيئة الحج العراقية يقدم استقالته لمحاولة سياسيين الاستحواذ على حصة العراق الإضافية

المالكي يرفض الاستقالة.. ومصدر في الهيئة لـ «الشرق الأوسط» : الحصة الجديدة هدية من السعودية

TT

بينما تقدم كل من نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على القرار الذي اتخذته السعودية بمنح العراق حصة إضافية من مقاعد الحج لهذا العام، بواقع 6 آلاف حاج إضافي، فإن هذه الحصة فجرت أزمة سياسية حملت رئيس هيئة الحج العراقية محمد تقي المولى على تقديم استقالته إلى رئيس الوزراء نوري المالكي.

وجاءت إضافة المقاعد الجديدة من قبل المملكة للحجاج العراقيين بناء على مناشدات لخادم الحرمين الشريفين من الهاشمي والنجيفي، لكنها من جانب آخر جاءت في وقت تبادلت فيه هيئة الحج ولجنة الأوقاف والشؤون الدينية في البرلمان العراقي الاتهامات بشأن شكوى هيئة الحج من عدم تخصيص البرلمان مخصصات إطعام للحجاج هذا العام، وهو ما نفته اللجنة، بينما اتهمت هيئة الحج أعضاء البرلمان بالاستحواذ على نحو 645 مقعدا مخصصة للمواطنين ليمنحوها لهم ولأقاربهم من الدرجة الأولى.

من جهته، أعلن رئيس هيئة الحج محمد تقي المولى أنه قدم استقالته إلى رئيس الوزراء، وذلك على خلفية تقاسم مسؤولين في السلطة حصة الستة آلاف حاج التي منحتها السعودية كزيادة على أعداد الحجاج العراقيين. وقال بيان لهيئة الحج حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «المولى قدم استقالته من رئاسة الهيئة بعد أن تقدم عدد من المسؤولين في السلطة بطلب تقاسم الحصة الإضافية التي منحتها السعودية إلى الحجاج العراقيين، على أن ينال كل مسؤول ألف حصة من الستة آلاف المقدمة». وأضاف أن «المولى سعى إلى أن تكون هذه الزيادة إلى كبار السن من المواطنين العراقيين الذين يرغبون في أداء مناسك الحج». وأشار إلى أن «المولى عبر عن استيائه من هذه الأفعال التي تسلب المواطنين حقهم في زيارة بيت الله الحرام».

إلى ذلك، أكد مصدر في هيئة الحج العراقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحصة الإضافية إنما هي هدية من المملكة العربية السعودية للحجاج العراقيين وليست للسياسيين العراقيين»، مشيرا إلى أنه «في ضوء شعور رئيس هيئة الحج بأنه لم يعد بمقدوره مواجهة الضغوط فقد قرر الاستقالة، غير أن رئيس الوزراء رفضها». وأوضح أن «الجميع بدا طامعا في الحصة الجديدة، بينما هي عمل في منتهى الأهمية إذا ما تم النظر إليه لعدد المسجلين من المواطنين العراقيين للسنوات القادمة».

وكان المالكي قد اتخذ قرارا بتوزيع الحصة الإضافية على الحجاج الذين فازوا بالقرعة. وقال المالكي في بيان صحافي صدر عن مكتبه وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الحصة «ستوزع على الحجاج الذين فازوا بالقرعة وحسب الأقدمية». وأضاف أن «هذه الحصة من استحقاق المواطنين الذين فازوا بالقرعة في السنوات السابقة وليس من حق أحد تقاسمها».