رئيس برلمان كردستان: من حق الأكراد إعلان دولتهم المستقلة

حزب طالباني يعرب عن قلقه البالغ من انسحاب القوات الأميركية

TT

عقد المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعا، أمس، بإشراف الرئيس العراقي جلال طالباني، الأمين العام للحزب، بحث الكثير من القضايا المتعلقة بتطورات الأوضاع في الإقليم والعراق والمنطقة. من ناحية ثانية، جدد رئيس برلمان كردستان المطالبة بتشكيل «دولة كردية مستقلة».

وسلط طالباني خلال الاجتماع الضوء على لقاءاته المتعددة في نيويورك أثناء حضوره الاجتماع السنوي للجمعية العمومية مع زعماء العالم، منهم رئيس الوزراء التركي والرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الكويتي والأمين العام للجامعة العربية، إلى جانب التباحث مع قادة منظمة الاشتراكية الدولية التي يشغل فيها طالباني منصب نائب رئيس المنظمة، وتقرر خلال تلك اللقاءات عقد الاجتماع السنوي القادم للمنظمة في إقليم كردستان.

وصدر عن المكتب السياسي بلاغ صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نصه جاء فيه «أن الاجتماع ركز على الجوانب المختلفة من العملية السياسية في العراق ومسألة الانسحاب الأميركي بنهاية العام الحالي، وأعرب عن قلقه البالغ من تداعيات ذلك الانسحاب، خاصة مع تعاظم الخلافات السياسية بين الأطراف العراقية وفقدان الثقة بينها، وأوصى المكتب السياسي الرئيس طالباني بمواصلة جهوده مع قادة الدولة العراقية والكتل السياسية لاحتواء تلك الخلافات والخروج من الأزمة السياسية الحالية تحسبا من الأوضاع القادمة عقب انسحاب القوات الأميركية من العراق».

ويخشى القادة الأكراد خصوصا من تداعيات الانسحاب على الملفات العالقة بينهم وبين الحكومة المركزية في بغداد، وخاصة ملف المناطق المتنازعة. وفي هذا السياق رفض رئيس برلمان إقليم كردستان العراق كمال كركوكي أمس إنزال علم إقليم كردستان، الذي رفعه مسؤولون محليون مؤخرا في قضاء خانقين، وأعرب عن استعداد الأكراد للدفاع عن هذا الأمر. وقال كركوكي في مؤتمر صحافي عقده في أربيل أمس «لا يمكن القبول بانتهاك حرمة علم إقليم كردستان». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية تأكيده على «استعداد الأكراد للتضحية من أجله لكونه مقدسا، ومن غير الممكن التنازل لأي طرف مهما كان حتى لو كلفنا حياتنا».

وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بإنزال علم إقليم كردستان من المباني الحكومية في قضاء خانقين الواقع في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، الأمر الذي رفضه قائمقام القضاء الملا حمد. يشار إلى أن قضاء خانقين من الأقضية المتنازع عليها، وكانت السلطات في الإقليم والمركز اتفقت على إرسال قوات من البيشمركة للمشاركة في الحفاظ على الأمن فيها.

إلى ذلك، جدد كركوكي مطالبة الأكراد بتشكيل دولة مستقلة، مشيرا إلى قبولهم بالبقاء كجزء من العراق إلى أن «يحين الوقت» المناسب لإعلان دولتهم. وقال بهذا الصدد «نحن كقومية يحق لنا أن تكون لنا دولتنا، لأن لنا جميع مقومات الدولة». وأضاف «نحن شعب (تعداده) نحو 45 مليون نسمة ومساحة كردستان بجميع أجزائها أكبر من مساحة العراق لكن هناك واقعا وهو تجزئة كردستان إلى مجموعة أجزاء»، في إشارة لأقاليم كردية في تركيا وإيران وسوريا. وأكد كركوكي سعي الأكراد لتحقيق حلم تشكيل دولة كردية، قائلا «نحن ثبتنا موقفنا حسب ما جاء في الدستور العراقي، بأننا مع العراق الاتحادي الديمقراطي وأتمنى حماية هذا المبدأ إلى أن يحين وقتها ستكون لنا كلمتنا».

ويعلن القادة السياسيون الأكراد بشكل متواصل مطالب بتشكيل دولة مستقلة للأكراد في شمال العراق، الأمر الذي تعارضه حكومة بغداد. كما يسعى الأكراد إلى إلحاق كركوك الغنية بالنفط، بإقليم كردستان الشمالي فيما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الإبقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.