رغم تشديد الإجراءات الأمنية.. اغتيال ضابطين أحدهما برتبة عقيد في بغداد

مسؤول برلماني لـ «الشرق الأوسط» : حان الوقت لتغيير كل شيء

TT

رغم الإجراءات الأمنية المشددة في كافة أنحاء بغداد، التي شلت منذ نحو أربعة أيام الحركة في عموم أنحاء العاصمة، شهد أمس تنفيذ عمليتي اغتيال نوعيتين في منطقتين مختلفتين من جانب الكرخ في بغداد. فقد اغتيل ضابط برتبة عقيد يعمل في جهاز المخابرات بأسلحة كاتمة للصوت، في منطقة نفق الشرطة بالقرب من حي الجامعة غرب بغداد، بينما اغتيل ضابط آخر برتبة مقدم يعمل في وزارة الداخلية أيضا بسلاح كاتم للصوت لدى مروره بسيارته على الطريق السريع في منطقة الشعلة شمال غربي بغداد. ويأتي هذان الحادثان بعد ثلاثة أيام من موجة من أعمال العنف شهدتها بغداد تمثلت في أربعة انفجارات يوم الأربعاء الماضي في أنحاء مختلفة من بغداد، أدت إلى مقتل وجرح العشرات، بينما شهدت مدينة الصدر شرق بغداد مساء الخميس الماضي أربعة انفجارات أخرى بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة كانت حصيلتها مقتل وجرح نحو 35 شخصا. من جهتها، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن مسؤولية ما يحصل تقع على عاتق الأجهزة الأمنية التي فشلت في تأمين الحماية للناس. وقال عضو اللجنة وعضو البرلمان العراقي شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل ما نقوله ونتحدث عنه لن يأخذ طريقه إلى التنفيذ لأن الأجهزة الأمنية المختصة ترى نفسها قادرة على توفير الحماية للمواطنين العراقيين، بينما ثبت أن هذا الكلام غير صحيح». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية العراقية فقدت في حقيقة الأمر زمام المبادرة التي أصبحت بيد الإرهاب، ولذلك فإن تكرار مثل هذه العمليات وبشكل يومي يؤكد هذا الأمر وهو ما يستدعي وضع خطة عاجلة لإعادة النظر في الخطط والإجراءات والآليات المتبعة». ويتزامن التصعيد الأخير في أعمال العنف مع تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من العراق للالتزام بموعد الانسحاب النهائي الكامل المقرر نهاية العام الحالي. وفي هذا السياق، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري أمس تسلم الجيش العراقي قاعدة «البتيرة» في محافظ ميسان (جنوب) من القوات الأميركية وانسحابها من المحافظة التي مركزها مدينة العمارة. وقال العسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قواتنا تسلمت المهام والمواقع التي كانت بيد الجيش الأميركي في العمارة لتكون القوات الأمنية العراقية مسؤولة بشكل كامل عن المحافظة». وأكد أن «الجنود الأميركيين غادروا بشكل نهائي العمارة».

والعمارة تقع على بعد 350 كيلومترا جنوب بغداد وكانت تشهد هجمات متكررة على القوات الأميركية المنتشرة هناك، آخرها الأربعاء الماضي، حيث أصيب ثلاثة جنود أميركيين بهجوم صاروخي.