السعودية في رسالة للأمم المتحدة: المسؤولون عن المؤامرة يجب تقديمهم للعدالة

رسالة أميركية مماثلة.. ومسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لحشد أكبر تأييد قبل مطالبة المجلس بإجراءات

TT

طالبت السعودية أمس، عبر بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، بتقديم المسؤولين عن محاولة اغتيال سفيرها في واشنطن عادل الجبير إلى العدالة.

وصدر عن بعثة السعودية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك بيان صحافي أعلنت فيه أنها طلبت رسميا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يحيط مجلس الأمن بشأن المؤامرة البشعة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية.

ووصف البيان المؤامرة بأنها تمثل انتهاكا للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وكل المواثيق والأعراف الإنسانية، مضيفا أن جميع من لهم علاقة بهذه المحاولة المشينة يجب تقديمهم للعدالة.

وتقدم مندوب المملكة السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ليحيط مجلس الأمن علما بها. وعبر المعلمي عن «القلق العميق والغضب» لدى الرياض من خلال الرسالة التي تعتبر بمثابة رسالة احتجاج رسمية.

كما تسلم أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، رسالة ثانية من الولايات المتحدة لإعلام الأمم المتحدة رسميا بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير. وقال مسؤول أميركي من وزارة الخارجية الأميركية: «إن هناك تنسيقا طبيعيا بيننا وبين السعودية حول الخطوات التي نتخذها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تقدمنا برسالة احتجاج رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة على التصرف الإيراني غير المقبول»، موضحا: «نحن نعمل مع حلفائنا السعوديين ومع كل الدول التي أظهرت قلقها من الخطة الإيرانية ورفضها لها». وامتنع المسؤول الأميركي عن توضيح الخطوات المقبلة التي تفكر فيها الولايات المتحدة، خاصة في مجلس الأمن، مكتفيا بالقول: «نحن ندفع القضية من خلال كل القنوات المتاحة، إذا كان ذلك في نيويورك أو من خلال العلاقات الثنائية أو الجماعية، على سبيل المثال مع الاتحاد الأوروبي». وبينما زادت الولايات المتحدة من العقوبات المفروضة على إيران هذا الأسبوع بعد الكشف عن المخطط الإيراني المزعوم، مثل فرض عقوبات على طيران «مهان» الإيراني، تسعى واشنطن إلى إقناع دول أخرى بتشديد عقوباتها على إيران. وتعتبر رسالة الاحتجاج خطوة أولى في الشروع بالعمل على موقف دولي من المخطط التي تؤكد واشنطن أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني متورطة به مباشرة.

وأجرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، خلال اليومين الماضيين، مشاورات واسعة النطاق مع أعضاء مجلس الأمن حول الخطة التي كشف عنها مساء الثلاثاء الماضي. كما أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنها أرسلت وفدا إلى روسيا لإطلاع المسؤولين الروس بتفاصيل إضافية حول المخطط الذي تم إحباطه. وتسعى واشنطن إلى الحصول على تأييد عدد أكبر من الدول، خاصة تلك الأعضاء في مجلس الأمن قبل التقدم بطلب إجراءات محددة من مجلس الأمن حول خطة الاغتيال المزعومة. ومن بين الخيارات المطروحة إصدار مجلس الأمن بيانا رئاسيا يدين المخطط، أو فرض عقوبات على إيران أو مطالبتها بمحاسبة المسؤولين عن المخطط، لكن تنتظر واشنطن ردود فعل أعضاء مجلس الأمن، خاصة الصين وروسيا قبل التقدم بخطوات رسمية في مجلس الأمن.

إلى ذلك، استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي المؤامرة الشنيعة لاغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأميركية عادل الجبير التي أوكل تنفيذها إلى عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ووصف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان للرابطة المؤامرة بالعمل الإجرامي الشنيع، الذي يخالف المبادئ الإسلامية، والقيم الأخلاقية، والأعراف الدولية، وبالعمل الإرهابي، والقتل الذي حرمه الله سبحانه وتعالى وتوعد فاعله بالعقاب.

وأكد تلقي رابطة العالم الإسلامي اتصالات من مسؤولي المراكز والمؤسسات الإسلامية في العالم، عبروا فيها عن إدانتهم للخطة الإجرامية، وتضامنهم مع السعودية التي تعمل على استقرار الأمة الإسلامية وإبعادها عن الصراعات، وتجنيب شعوبها النزاعات التي تفرقها، وتدخلها في متاهات الخلاف والفتنة.

وأبدى التركي استغراب الرابطة ومجالسها، وإدانتها لاستهداف المملكة وهي الدولة التي رعت وما زالت ترعى التضامن الإسلامي، وتسعى لعلاج فرقة المسلمين، وتوحيد صف الأمة، وتعمل على نشر مبادئ السلام والأمن في العالم، والتفاهم لحل مشكلات الأمم والشعوب عن طريق الحوار الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين.

وأوضح أن قيام أجهزة دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي بالتخطيط لقتل السفير الجبير يزيد في استغراب الشعوب الإسلامية وإدانتها للخطط الغادرة التي تعد ضد المملكة وشعبها، مؤكدا أن اللحمة الوطنية في المملكة تزداد قوة وصلابة في مواجهة أنواع التحديات والاعتداءات وخطط الغدر والفتنة.