حملة أمنية بقرية في إدلب بحثا عن منشق في المخابرات «لديه الكثير من المعلومات»

اعتقال والد وشقيق الناشط حسن السلوم لإجباره على تسليم نفسه

TT

قامت قوات من الجيش والأمن السوريين مدعومة من عناصر الشبيحة صباح أمس، بشن حملة أمنية على قرية كفر نبل التي تتبع إداريا منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب. وأسفرت الحملة وفقا لناشطين عن اعتقال أكثر من 31 شخصا. كما يلفت الناشطون إلى أن السبب الرئيسي للحملة الشرسة على القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 30 ألفا، هو انشقاق أحد عناصر المخابرات الذي يملك معلومات مهمة تتعلق بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. وتقوم عناصر الأمن بالبحث عن هذا المنشق داخل أحياء القرية وفي الأحراش والحقول المحيطة بها. إضافة إلى أن القرية لم تتوقف عن التظاهر منذ الأيام الأولى للثورة السورية، فشهدت مظاهرات حاشدة طالب المشاركون فيها برحيل نظام بشار الأسد ومحاكمة رموزه.

ويقول شاهد عيان من قرية كفر نبل إن «الجيش والأمن قامت بمداهمة منازل أهالي الناشطين واعتقال كل من يجدونه من الرجال والشبان للضغط على الناشطين، حيث تم اعتقال والد وشقيق الناشط حسن السلوم، كما تمت مداهمة بيت الناشط جهاد زعتور، وتم تطويق منازل عائلة (الطبش)، كما تم قصف محل تجاري على طريق (العيار) بقذيفة دبابة».

ويلاحظ مراقبون أن زخم الاحتجاجات الشعبية انتقل بعد ضرب المدن السورية في المنطقة الوسطى، إلى مدينة إدلب الواقعة في شمال سوريا، التي يطلق عليها إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون فيها، فلا ينحصر خروج المظاهرات في المدينة من قرية كفر نبل، فقد شاركت في الاحتجاجات المناهضة للأسد كل من، بنش وبداما وتفتناز وخان شيخون وسنجار وحارم وكفر تخاريم ومعرة النعمان وجسر الشغور.

ويقدر عدد سكان مدينة إدلب بـ164.983 نسمة حسب إحصاء عام 2010؛ معظمهم من العرب وعدد قليل من الأكراد والأتراك، وينتمي أكثرية هؤلاء السكان إلى الطائفة السنية، ونسبة منهم من المسيحيين والدروز ومن أقليات دينية أخرى. ويقدر معدل نمو السكان سنويا بـ5.15% لتكون ثاني مدينة سورية في معدل نمو سكانها.

وكانت منطقة جسر الشغور التابعة للمدينة، قد شهدت في الشهور الماضية حربا عنيفة بين عناصر الجيش السوري الموالي للأسد ومجموعات من المنشقين من هذا الجيش رفضوا إطلاق النار على المدنين. حيث قصفت مدفعية الجيش السوري آنذاك أحياء كثيرة من المنطقة متسببة في أضرار بالغة مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا. قبل أن تتمكن العناصر الأمنية من اقتحام المدينة واعتقال المئات من الناشطين فيها.

ويلفت مراقبون إلى أن مدينة إدلب تشكل خطرا حقيقيا بالنسبة للنظام السوري، فإضافة إلى أنها مرشحة لتتصدر مشهد الاحتجاجات المقبلة بعد توجيه ضربات قاسية لمعظم المدن المنتفضة، فإن المدينة تعد موئلا للضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، حيث ينتشر في قراها الكثير منهم، خاصة في منطقة جبل الزاوية التي كان ينتظر بعض الناشطون أن تتحول إلى بنغازي سوريا نتيجة وجودها على الحدود التركية - السورية وامتلائها بعناصر منشقة عن الجيش الموالي للأسد.

لذلك، فإن القرى المحاذية المدينة تتعرض، وفقا للمراقبين، لحملات عنيفة تهدف إلى تطهيرها من العناصر المنشقة، وآخر هذه الحملات تلك التي استهدفت قرية ابليين التي يتحدر منها المقدم المنشق حسين هرموش الذي استطاعت أجهزة الأمن السورية اعتقاله وإجباره على الظهور على التلفزيون السوري. وكان ناشطون سوريون على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قد نشروا شريط فيديو يظهر منازل مهدمة تعود لعائلة وأقارب المقدم المنشق عن الجيش السوري بعد العملية العسكرية والأمنية التي نفذها النظام السوري في القرية التي تتبع منطقة جبل الزاوية وتقع في مدينة إدلب.