الهدوء والاستقرار يخيمان على شوارع بنغازي.. والأسواق تزدحم بالناس

أهالي المدينة: «الطابور الخامس» تحت السيطرة

TT

أكد سكان في مدينة بنغازي التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة الليبية في السابع عشر من فبراير (شباط) الماضي، أن هناك حالة من الهدوء والاستقرار تخيم على المدينة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، بينما العناصر التي تعرف باسم الطابور الخامس، التي كانت تقوم بإجراء عمليات اغتيال لصالح العقيد الليبي الهارب معمر القذافي في المدينة، أصبحت لا تؤثر على الأوضاع الأمنية والمعيشية للمدينة، وأرجعوا ذلك إلى أن هذه العناصر أصبحت معروفة بالنسبة لأفراد الأمن وسكان المدينة أيضا، وجميعهم تم وضعهم تحت المراقبة الأمنية.

وعبر المهندس محمد صالح، أحد سكان مدينة بنغازي، عن حالة الاستقرار الأمني التي تشهدها البلاد، حيث قال إن المدينة أصبحت آمنة جدا، ولا يوجد أي تأثير لعناصر الطابور الخامس في المدينة، مشيرا إلى أنه ليس مدينة بنغازي فقط التي يسودها الأمن بل إن المنطقة الشرقية (من طبرق إلى المنطقة الصناعية برأس لانوف) بالكامل آمنة والحياة تسير بشكل طبيعي.

وأكد صالح أن هناك حذرا شديدا من قبل أمن الثوار لمتابعة عناصر الطابور الخامس، باعتبار أنهم من عناصر نظام ظل يحكم 42 عاما، ولديه أساليب عدة للمناورة، موضحا أن هناك مراقبة شديدة مفروضة على الأسر التي تلجأ إلى المدن هربا من الأوضاع في سرت وبني وليد، التي ما زال العقيد يسيطر عليها بقواته.

وأوضح صالح أن آخر عملية قام بها الطابور الخامس في بنغازي ترجع إلى يوم 29 يوليو (تموز) الماضي، حيث قامت مجموعة من عناصر حركة مسلحة عرفت باسم «النداء» بمهاجمة بعض مراكز الشرطة بالمدينة التي كان محتجزا بها بعض عناصر الطابور الخامس وتمكنوا من إخراجهم من السجون، إلا أنه بعد ساعات من هذه العملية تمكنت قوات الثوار من إلقاء القبض عليهم جميعا.

وأوضح أهالي المدينة أنه قبل شهرين كان هناك دور ملحوظ لعناصر الطابور الخامس، الذين وصفوهم بـ«خفافيش الليل»، قائلين إن هذا الدور يتمثل في تنفيذ عمليات تزعزع أمن واستقرار المدينة، تستهدف بها القيادات والعناصر البارزة التابعة للثوار بالقتل والتصفية، بينما في الوقت الراهن أصبحت الحياة طبيعية في المدينة، والشوارع والأسواق مزدحمة بالمارة من الناس، والمحلات والمتاجر والشركات تمارس أعمالها بشكل طبيعي.

من جهته، قال عبد المنعم الجلي، رجل الأعمال الليبي، إن حركة البيع والشراء في مدينة بنغازي تسير بشكل طبيعي والأسواق والمتاجر مزدحمة بالمشترين، مشيرا إلى أن قادة عناصر الطابور الخامس أو بقايا النظام البائد أصبحوا تحت الحراسة وأمن الثوار يتحفظ عليهم، وقال إنه بمجرد إلقاء القبض على القذافي وأولاده سيتم فتح تحقيقات معهم.

وأكد الجلي أن هذه العناصر كانت تشكل خطرا كبيرا على مجريات الأحداث في بنغازي وذلك يرجع إلى أن القذافي وكتائبه يدركون مدى أهمية إثارة زعزعة الاستقرار في مدينة بنغازي التي يتركز فيها قياديو المجلس الانتقالي الوطني الليبي، لافتا إلى أنه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر والأوضاع هادئة ومستقرة.