قطاع غزة يستعد لاستقبال الأسرى المحررين

لجنة حكومية للإشراف على إيوائهم وسرادق ضخمة في كل المحافظات لاستقبالهم

فلسطينيات تظاهرن تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال، وقد رُفعت صور بعضهم على واجهة مبنى الصليب الأحمر الدولي في غزة (أ.ب)
TT

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أنه تقرر إقامة عدد من السرادقات الضخمة لاستقبال المهنئين بالإفراج عن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم غدا، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي توصلت إليها حركة حماس وإسرائيل.

وأوضحت المصادر أنه سيقام في كل محافظة من محافظات القطاع سرادق ضخم يوجد فيه الأسرى المحررون من كل الفصائل الفلسطينية، لتلقي التهاني من عشرات آلاف المهنئين الذين يتوقع أن يؤموا هذه السرادقات. وأكدت المصادر أنه تم التوافق بين ممثلي الفصائل على توحيد الشعارات واليافطات التي سترفع أو تعلق في هذه السرادقات «لعكس روح الوحدة الوطنية» التي مثلتها صفقة التبادل.

من ناحية ثانية، ينتظم الغزيون، حاليا، في جماعات لتقديم التهاني لعائلات الأسرى المنوي الإفراج عنهم، في حين تم في بعض المناطق تشكيل لجان شبابية لتقديم المساعدة لها للقيام بالاستعدادات اللازمة لاستقبال أبنائها المحررين. ومن المتوقع أن تعلن حكومة إسماعيل هنية المقالة، في غزة اليوم، عن تعطيل العمل في الدوائر الرسمية غدا وبعد غد، لإتاحة الفرصة أمام الغزيين للمشاركة في استقبال الأسرى وتقديم التهاني لهم.

وفي السياق ذاته، أطلعت حركة حماس الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية على الترتيبات التي تجري لاستقبال الأسرى ودعوة الحضور لحفل استقبال رسمي مركزي في معبر رفح، بالإضافة للاحتفالات المركزية التي ستتواصل في قطاع غزة وصولا إلى المرحلة الثانية من الصفقة. وردا على سؤال بشأن إمكانية أن يتعرض الأسرى المحررون للاستهداف من قبل إسرائيل، قال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، إن «مصر قدمت ضمانات لتطبيق الصفقة، إلا أن الاحتلال عودنا على نقض الاتفاقات والعهود»، مشددا على أن أي اغتيال أو استهداف للمفرج عنهم سيكون حماقة كبيرة، والمقاومة ستكون لها بالمرصاد.

من ناحية ثانية، أعلنت حكومة غزة أنها شكلت لجنة للإشراف على ترتيب أوضاع الأسرى المحررين وتوفير أماكن إقامة لهم. وقال نائب رئيس الحكومة محمد عوض، إن لجنة عليا تبحث حاليا ترتيب أوضاع الأسرى المفرج عنهم، وتوفير أماكن إقامة لهم في غزة. وأوضح عوض في تصريحات صحافية أن اللجنة تعمل بشكل خاص على ترتيب أوضاع الأسرى المنوي الإفراج عنهم ممن تقطن عائلاتهم في الضفة الغربية، مشددا على أن حكومته معنية بألا يجد الأسير المحرر أن ثمة فروقا بين ظروف الحياة في غزة وظروف الحياة في بيته. وأشار عوض إلى أنه سيتم توفير أماكن إقامة للأسرى المحررين على مرحلتين، بحيث يتم استقبالهم في المرحلة الأولى في فنادق وأماكن أخرى، وفي المرحلة الثانية سيتم توفير أماكن إقامة دائمة لهم. ومن المتوقع أن يستقبل قطاع غزة 165 أسيرا محررا من الضفة الغربية، ومن المرجح على نطاق واسع أن تنضم عائلات هؤلاء الأسرى لهم في وقت لاحق. ونوه عوض بأن حكومته قد وضعت ميزانية مفتوحة لتغطية نفقات توفير إقامة مريحة للأسرى.

يذكر أن عائلات فلسطينية من الضفة الغربية يتوقع أن يفرج عن أبنائها ضمن صفقة التبادل، بدأت تصل إلى قطاع غزة منذ صباح أمس، حيث تم استيعابها لدى عائلات غزية في جنوب ووسط القطاع.