حافلات مصلحة السجون تجمع الأسرى الفلسطينيين في معتقل صحراوي تمهيدا لتحريرهم

ممثلو إسرائيل وحماس أنهوا في القاهرة ترتيبات تنفيذ الصفقة

TT

على أثر إنهاء الترتيبات لإطلاق سراح شاليط، التي وضع صيغتها النهائية مندوبو الحكومة الإسرائيلية ومندوبو حركة حماس، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية استعداداتها النهائية لتحرير الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين، والبالغ عددهم 477 أسيرا وأسيرة. وتوقعت أن تنهي العملية صباح غد وتحررهم كلا إلى المكان المقرر له.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد التقى ديفيد ميدان، مبعوثه الخاص للتفاوض على صفقة شاليط. وقد قدم ميدان إيجازا حول التفاهمات التي تم الوصول إليها خلال المباحثات التي عقدها في القاهرة طيلة ساعات الليل والفجر، أمس. وأبلغه بأن الترتيبات اكتملت. فأجابه نتنياهو: «إن المهمة سوف تكتمل فقط عندما يعود جلعاد شاليط إلى عائلته آمنا سالما مطمئنا».

وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن أن قسما من هذه الترتيبات سيظل سريا «لأسباب أمنية»، وقصدت «الحذر من خطر اعتداء على شاليط يقوم به معارضون فلسطينيون للصفقة، أو الحذر من اعتداء على الأسرى الفلسطينيين المحررين يقوم به معارضون إسرائيليون للصفقة». وقد أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية عن حالة طوارئ، أمس، إلى حين الانتهاء من تنفيذ الصفقة. فألغت الإجازات وجندت طلاب مدرسة التدريب وتم رفدها بقوات من الشرطة والمخابرات والجيش، لحماية مسيرة التبادل بكل مراحلها. وأطلق على هذه العملية اسم «ساعة الإقفال»، وأقيم لها طاقم قيادي رفيع وغرفة عمليات تشبه غرف العمليات الحربية في رئاسة هيئة الأركان في الجيش.

وأكدت تلك المصادر أنه في حال عدم نشوء عراقيل مفاجئة، فإن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة سيتم غدا. وقالت إن الجيش الإسرائيلي هو الجهة التي ستتسلم شاليط من المصريين على إحدى نقاط الحدود مع سيناء. وبعد إجراء فحوصات طبية له، ستنقله طائرة مروحية إلى قاعدة عسكرية لسلاح الجو في وسط إسرائيل، وهناك سيستقبله رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إيهود باراك، ورئيس الأركان، بيني غانتس، وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين. وكذلك سيلتقي شاليط مع والديه وشقيقه. وبناء على طلب العائلة، لن يكون ذلك حفلا طويلا وسيقتصر على كلمات قليلة لا تزيد مدتها على 20 دقيقة، ثم ينقل بالمروحية العسكرية إلى بيته في الشمال.

وأما الأسرى الفلسطينيون، فسيبدأ تحريرهم أولا بإطلاق سراح 27 أسيرة، اثنتان إلى الخارج والبقية إلى إسرائيل (فلسطينيي 48) والقدس الشرقية والضفة الغربية. ثم يطلق سراح الأسرى الرجال (40 منهم إلى تركيا و107 إلى الضفة الغربية والبقية إلى قطاع غزة). وأما الدفعة الثانية من الأسرى (550 أسيرا)، وبينهم الأطفال والمرضى، فإن محادثات لوضع الترتيبات النهائية لإطلاقهم ستبدأ لاحقا، بعد الانتهاء من تنفيذ هذه المرحلة.

وقامت مصلحة السجون الإسرائيلية، أمس، بنقل الأسرى الفلسطينيين من 16 معتقلا في شتى أنحاء إسرائيل إلى سجنين اثنين، أحدهما «كتسيعوت» في الجنوب، على مقربة من قطاع غزة، والثاني «هشرون» على مقربة من الضفة الغربية. وقد نقلوا وهم مقيدون بالأغلال بالأيدي والأرجل، في حافلات إدارة السجون المحصنة، توافقهم قوات كبيرة من الجيش والشرطة والمخابرات ونقاط رقابة على الطرقات وطائرات تحوم في سماء البلاد طول الوقت، خوفا من اعتداءات. وعند وصولهم، بدأت عملية الفحص الطبي لكل أسير وأسيرة وعملية تشخيص ثم أدخلوا إلى خيام أقيمت خصيصا لاستيعاب عدد كبير من الأسرى.

وفي أعقاب انتشار إشاعات تقول إن وضع جلعاد شاليط في أسر حماس غير واضح، صرح رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، بأن «هذه الصفقة بنيت على أساس مبادلة جلعاد شاليط كإنسان حي ومعافى». وقد أكد د. محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التقدير، وقال إن حماس تعاملت مع شاليط بمنتهى الإنسانية. وعندما سئل إذا كانت حركته ستخطف المزيد من الجنود الإسرائيليين لتحرر بقية الأسرى، أجاب: «اعفونا من هذه المهمة وأوجدوا طريقة أخرى لإطلاق سراح أسرانا فلا نحتاج عندها لخطف جنود».