أمين الجميل لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في تحرر سوريا بعيدا عن إراقة الدماء والحرب الأهلية

رئيس البرلمان العربي الدقباسي طالب الاجتماع الوزاري بتجميد عضوية كل من دمشق وصنعاء بالجامعة العربية

الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل
TT

في وقت أعرب فيه الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل عن أمله في تحرر سوريا بعيدا عن إراقة الدماء والحرب الأهلية، شدد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي على ضرورة اتخاذ الاجتماع الوزاري العربي، الذي انعقد الليلة الماضية في مقر الجامعة بالقاهرة، قرارا بتجميد عضوية دمشق وصنعاء في الجامعة العربية.

وبدأت الأنظار الإقليمية والدولية أمس تتجه إلى الجامعة العربية التي عقدت اجتماعا مساء أمس بشأن الأوضاع المحتدمة في سوريا. والتقى الجميل بمقر وزارة الخارجية المصرية صباحا مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وقال الجميل عقب المباحثات، إن زيارته لمصر كانت مقررة قبل الدعوة لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، وإن زيارته تشمل عددا من القيادات بجامعة الدول العربية والقيادات المصرية متمثلة في وزير الخارجية والبابا شنودة وشيخ الأزهر.

وأوضح الجميل أنه بحث مع وزير الخارجية المصري الأوضاع العربية بصفة عامة، والاتفاق على ضرورة التفاهم على إطار يخدم الثورات العربية حتى تؤسس نظاما عربيا يحقق الحرية والمساواة والديمقراطية، ويستوعب كل مكونات المجتمع في هذه الدول ويحقق مبادئ حقوق الإنسان ويستوعب الأقليات ويضمن المشاركة الحقيقية والمساهمة في خلق نمط العمل السياسي الجديد، مؤكدا على أن العالم العربي يؤثر بعضه في بعض.

وعن احتمالية حدوث حرب أهلية في سوريا ومدى تأثير ذلك على لبنان، قال الجميل: «نحن لا نتمنى أن تحدث حرب أهلية في أي بلد عربي لأن هذا الموضوع يشكل مأساة للمجتمع والإنسان العربي، ونأمل بأن يستقر الوضع في سوريا وأن تتحقق نقلة نوعية حيث تعم الحرية والديمقراطية وتتوقف هذه النوعية من الممارسات ضد المواطن السوري».

وأعرب الجميل عن أمله في أن «تتحرر سوريا من هذه القيود والأجواء المفروضة على الشعب السوري منذ عقود، بعيدا عن إراقة مزيد من الدماء والحرب الأهلية».

وأضاف الجميل، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما ذكره بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان بشارة الراعي عند توصيف الوضع في سوريا بأنه على المسيحيين أن يفاضلوا ما بين السيئ وما هو أسوأ، قائلا: «الموضوع ليس متعلقا بما يحدث في سوريا، لأن هذا الأمر يحدث في ليبيا واليمن وغيرهما.. فالموضوع أشمل من الوضع في سوريا».

وتابع الجميل قائلا إن «الذي كان يعنيه البطريرك هو أن المفروض تجاوز كل هذه المحن.. لا يوجد حل كامل مثالي في الوقت الحاضر، ولا بد من حلول على مراحل حتى ولو قبلنا في المرحلة الأولى ببعض الخطوط المتواضعة من أجل الوصول إلى حل كامل». ولفت الجميل إلى أن «الثورات العربية عامل عربي جديد وشامل يتعدى الدول، وهو ما طرحته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري.. وأكدنا على ضرورة إيجاد شرعية جديدة تنطلق من بعض الشعارات التي أطلقتها الثورات العربية الداعية إلى الديمقراطية وحرية الإنسان والمعتقد»، مشيرا إلى أن «هذه الشرعية يمكن أن تؤسس لسياسة عربية جديدة تكرس طموحات الثوار العرب».

وردا على سؤال آخر عما إذا كان هناك انفراجة في ملف تمويل المحكمة الدولية المعنية بكشف حقيقة الاغتيالات السياسية التي تعرض لها لبنان، وأبرزها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال الجميل: «للأسف لم نجد بعد أي مؤشرات إيجابية أو بوادر لحل هذه المشكلة، لأن هناك أطرافا موقفها عبثي وسلبي للغاية ولا تريد العدالة في لبنان والإنصاف وإحقاق الحق، وهذا يتناقض مع مصلحة لبنان وأبسط قواعد العدل ومساواة الجميع أمام القانون والقضاء».

وبالعودة إلى الملف السوري، دعا الدقباسي، رئيس البرلمان العربي، المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير وإجراءات فورية حازمة وصارمة تجاه تصاعد ما سماه بـ«أعمال البطش ضد الشعبين السوري واليمني»، قائلا إنها «تزداد شراسة وحدة يوما بعد يوم، وسقط خلالها الآلاف من القتلى والجرحى الأبرياء بالإضافة إلى تزايد عدد معتقلي الرأي في السجون والنازحين واللاجئين».

وأعرب الدقباسي، الذي يرأس وفد البرلمان العربي المشارك في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي، التي تنعقد اجتماعاتها في العاصمة الإدارية السويسرية برن، في بيان صدر عن مكتبه بالقاهرة أمس، عن الأمل في أن يتخذ مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه على المستوى الوزاري قرارات عملية وملموسة تستجيب لتطلعات الشعبين السوري واليمني وحمايتهما من البطش المتصاعد، وأن يبادر مجلس وزراء الخارجية العرب إلى تجميد عضوية كل من سوريا واليمن في جامعة الدول العربية وسائر المنظمات العربية.

وطالب رئيس البرلمان العربي بضرورة تأكيد حق الشعبين (السوري واليمني) في الحصول على إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية ترسي قواعد الحكم الرشيد القائم على حرية التعبير واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان. وأضاف أن البرلمان العربي في اجتماع دورته العادية الثانية، التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية مؤخرا، دعا جامعة الدول العربية وأمينها العام لاتخاذ قرار بتجميد عضوية كل من سوريا واليمن في الجامعة وسائر المنظمات العربية حال عدم استجابة النظامين.