الرئيس اليمني: ما يجري في اليمن «انقلاب عسكري» بالتنسيق بين «القاعدة» والإخوان المسلمين

الأمين العام لجامعة الدول العربية يدين أعمال العنف ضد المتظاهرين ويدعو لسرعة التوقيع على المبادرة الخليجية

الرئيس اليمني لدى اجتماعه برؤساء القيادات العسكرية في صنعاء أمس (رويترز)
TT

اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خصومه السياسيين بأن لديهم تهافتا كبيرا على السلطة، وقال، في اجتماع له بالقيادات العسكرية التي ما زالت موالية له بعد انشقاق 4 مناطق عسكرية رئيسية من أصل 5، إن صنعاء باتت بعض أحيائها خالية من السكان بسبب الأحداث الجارية، وقال صالح إنه «في بداية الأزمة» اتخذ قرارا بأن تقوم الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء الأحمر، بحماية المتظاهرين أمام جامعة صنعاء حيث توجد «ساحة التغيير»، لكنه قال إن ذلك تم قبل أن «تنحرف قيادتها أو تخرج عن الشرعية فكلفت بحماية المعتصمين بعدما انحرفت قيادة الفرقة وانضمت لما يسمى بثورة الشباب». وفي هجوم غير مباشر له على اللواء الأحمر، الذي كان رفيق دربه وساعده الأيمن طوال سني حكمه، أضاف صالح مخاطبا قياداته العسكرية بشأن القيادات المنشقة عنه: «هو هروب للأمام نتيجة لما ارتكبوا من جرائم في حق الوطن سواء كان في حرب 94م أو في حرب صعدة التي دامت أكثر من ست حروب وهي مطالب ترقيات، أراضي، ذخيرة، أطقم، أسلحة، يعني أن هناك برنامجا لشيء، لكن هذا هو برنامجهم فاضطررنا إلى أن نوقف هذه الحرب بشتى الوسائل وهدأنا الأمور في محافظة صعدة، وقلت كان القرار بحماية المعتصمين والمتظاهرين وإذا انحرفوا وتحولوا إلى قوى متمردة تواجه الشرعية وتعتدي على المواطنين وتجعل من هؤلاء المدنيين دروعا بشرية عندما يتحركون في المسيرة يتحرك وراءهم الأطقم والمدججون بالسلاح والميليشيات لحزب الإصلاح الذين اجتمعوا من كل حدب وصوب إلى الفرقة ويلبسون ملابس الفرقة ويتحرك وراءهم ويستهدفون رجال الأمن». وانتقد المسيرات التي تنطلق يوميا للمطالبة برحيله عن السلطة، وقال: «طيب كيف مسيرة سلمية ووراءها قوة عسكرية منشقة منضمة إليها وجزء لا يتجزأ مما يسمى بالمعتصمين؟!»، كما انتقد المجتمع الدولي، وأضاف أن «العالم الخارجي يتعامل معها بأنها ثورة شعبية ضد النظام السياسي، لا يرى المؤيدين للشرعية والذين صوتوا للشرعية في عام 2006، ولكن ينظر إلى العشرات المتجمعين، وقال هؤلاء يجب على النظام أن يحمي المتظاهرين والمعتصمين، طيب لماذا لا تنظرون من بينهم؟! ومن وراءهم؟! ومن يحميهم؟! تحميهم ميليشيات الإصلاح ممثلة بجامعة الإيمان والمعاهد، واجتمعوا من كل أنحاء الوطن إلى ما يسمى بالفرقة ولبسوا ملابس الفرقة ويتحركون لإقلاق السكينة العامة وقطع الطرقات وفصل الكهرباء واختطاف المواطنين، سواء مدنيين أو عسكريين».

وأكد الرئيس اليمني حرصه على تنفيذ المبادرة الخليجية، لكنه أشار إلى أن «غرضهم من المبادرة الخليجية محطة واحدة أن نوقع على هذه المبادرة ثم يبدأ العد التنازلي لهذه المبادرة وهي الـ30 يوما يخلي الرئيس سلطاته وتنتقل لمدة ستين يوما إلى نائبه ونعمل أزمة مستمرة خلال الستين يوما، وإذا لم تتم الانتخابات الرئاسية خلال الستين يوما تبدأ أزمة»، وأشار، أيضا، إلى أن هدف المعارضة من توقيعه على المبادرة هو إعقابها بتشكيل «المجلس العسكري الانقلابي.. هذا هو هدف مجلس عسكري انقلابي من نوعهم وفصيلتهم ومدرستهم، ممن ثقفوهم وربوهم ليس مجلسا عسكريا من هذه الوجهة القيادية المسؤولة والعسكرية التي تدافع عن الوطن، لكن مجلس عسكري من مدارسهم».

ولأول مرة منذ عودته من العلاج في المملكة العربية السعودية إثر محاولة الاغتيال التي تعرض لها، يفتح صالح النار على خصومه ويهاجمهم بقوة حيث قال إنه ليس لديهم مشكلة في «الوصول إلى السلطة ولو على نهر من الدماء وهذا ما هو حاصل»، واتهمهم بقتل الجنود في «أرحب ويعتدون عليهم ويقولون هذه مسيرات سلمية، يعتدون على الجنود في فرضة نهم ويقولون سلمية، يعتدون على الجنود في بني حشيش ويقولون هذه مسيرات سلمية، في نقيل ابن غيلان ويقولون مسيرات سلمية.. طيب نقول للعالم الخارجي وسفراء الاتحاد الأوروبي أين المسيرات السلمية عندما يعتدون على المعسكرات؟! لماذا ما تتكلمون كأوروبيين وكأميركان وسفراء آخرين معتمدين؟! لماذا ما تتكلمون عن الاعتداءات التي حصلت على المعسكرات، يسقطون طائرة (سيخواي 22) هل هذه الممارسة سلمية؟!».

ووصف صالح ما يجري في اليمن بأنه «انقلاب عسكري، إخوان مسلمين بالتنسيق مع تنظيم القاعدة، لأن تنظيم القاعدة هو خرج من جلد حركة الإخوان المسلمين، وهو من نفس الفصيلة ونحن لا نلفق تهما فلدينا وثائق كاملة تؤكد التنسيق فيما بينهم وما يحدث في أبين وشبوة ومأرب إمداد ونقل المعلومات إلى تنظيم القاعدة في أبين».

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس (الأحد) عن إدانته الشديدة لوقوع عدد كبير من الضحايا بين المتظاهرين اليمنيين في صنعاء وتعز وغيرهما من المدن اليمنية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إن «الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ مجريات الأحداث المؤسفة في اليمن والتي وقعت خلال اليومين الماضيين، ويؤسفها جدا استخدام العنف ضد المظاهرات السلمية الجارية في اليمن».

وأكد الأمين العام مجددا دعوته إلى الرئيس علي عبد الله صالح للإسراع في التوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدا دعم الجامعة لهذه المبادرة، ومبديا استعداد الجامعة للمساهمة في آليات تنفيذها.

وشدد الأمين العام على أهمية عنصر الوقت في التوقيع على هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ، محذرا من تبعات استمرار الوضع الراهن على مستقبل اليمن والسلم الأهلي ومن العواقب الوخيمة الناجمة عن المماطلة في التوقيع على هذه المبادرة مما يعود بالضرر البالغ على مجريات الأوضاع في اليمن وعموم الشعب اليمني.

يذكر أن الأمين العام للجامعة العربية اجتمع في وقت سابق من أمس مع وفد من المعارضة اليمنية ضم علي محمد أحمد المعمري والسيد علي حسين عشال، عضوي مجلس النواب اليمني، والسيد محمد علي عبد الله أبو لحوم، حيث جرى البحث في مستجدات الأوضاع في اليمن.

وأكد وفد المعارضة للأمين العام على تمسك المعارضة اليمنية بتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وأيضا بسلمية تحركها نحو التغيير والإصلاح، وحرصها على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، والتزامها بحسن علاقات الجوار والتعاون مع الدول المجاورة والشقيقة.