اليمن: مقتل 13 مدنيا وعسكريا واستمرار الاشتباكات

نائب وزير الإعلام: المعارضة تستغل الشباب لإثارة الفوضى

TT

لقي ستة يمنيين، أمس، مصرعهم في مظاهرات سلمية ومواجهات مسلحة في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق في البلاد. وقتل 5 أشخاص مصرعهم في قمع قوات الأمن اليمنية، لليوم الثاني على التوالي، وجرح العشرات، وذلك عندما قمعت قوات الأمن والمجاميع التي تسمى «البلطجية»، مظاهرة خرجت للتنديد بقتل وجرح العشرات، أول من أمس، في ذات المكان وهو «شارع الزبيري»، وفي تعز قتلت أول امرأة منذ بداية الاحتجاجات برصاص الأمن الذي أطلق النار على مظاهرة مناهضة للرئيس اليمني، حيث تشهد معظم المحافظات اليمنية مظاهرات تطالب برحيله وأركان نظامه وبمحاكمتهم، وقد خرجت مظاهرات نسائية، مساء أمس، للتنديد بمقتل المتظاهرة، في حين دعت «القوى الثورية» في الساحات إلى تصعيد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح. وتحدث شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» عن حدوث اشتباكات عنيفة في «شارع الزراعة» وبالتحديد بالقرب من منزل رئيس مجلس الشورى اليمني (البرلمان بتسميته السابقة) وهو الراحل عبد الكريم العرشي، وهو أيضا صهر الرئيس صالح، وحسب تلك المصادر فإن المواجهات دارت بين قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري، من جهة، وقوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وتضاربت المعلومات بشأن عدد الضحايا الذين سقطوا في تلك المواجهات، فقد تحدثت معلومات عن مقتل 7 من عناصر الفرقة الأولى مدرع برصاص قناصة موالين لصالح، في حين قالت مصادر أخرى إن جنديين فقط قتلا وجرح عدد آخر في الاشتباكات، غير أن مصادر في المستشفى الميداني بـ«ساحة التغيير» في صنعاء نفى استقبال أي جثث لجنود. وقد تحدثت وسائل إعلام محلية عن قصف عنيف متبادل وقع ظهر أمس (الأحد) بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الأولى مدرع، المتمركزة في الأحياء السكنية في شارع هائل وشارع 16، بجوار جامع القبة الخضراء. ودوت انفجارات عنيفة جراء القصف المتبادل على الأحياء السكنية في شارع 16 بجوار جامع القبة الخضراء، والمناطق المجاورة. وأكد شهود عيان أن قائد قوات الصاعقة في الفرقة الأولى مدرع المقدم حمود منصور، قتل ظهر أمس، في حين أصيب آخرون برصاص القوات الموالية للرئيس صالح التي هاجمت قوات للفرقة الأولى مدرع في شارع الرباط.

كما لقيت امرأة حتفها أمس (الأحد) أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية لتكون أول امرأة تسقط برصاص مسلحين موالين للرئيس علي عبد الله صالح منذ اندلاع الثورة السلمية المطالبة بإسقاط نظامه. ونقل عن مصدر طبي في المستشفى الميداني أن «عزيزة عبده عثمان» وتبلغ من العمر (25 عاما)، قد توفيت، كما أصيب أربعة آخرون بالرصاص. وكانت القتيلة مشاركة في مسيرة للآلاف خرجت أمس للتنديد بما قال المتظاهرون إنه مجزرة قوات صالح التي ارتكبتها بحق المتظاهرين السلميين يوم السبت في صنعاء، والتي راح ضحيتها 12 قتيلا وعشرات الجرحى. وأضاف شهود عيان لموقع «المصدر أونلاين» القريب من المعارضة، إن «مسلحين في لباس مدني يعتقد أنهم ينتمون للحزب الحاكم أطلقوا النار على المسيرة في حي (وادي المدام) القريب من المستشفى الجمهوري، مما أدى إلى سقوط الشهيدة وعدة جرحى».

وكان 20 شخصا قتلوا أمس في صنعاء في هجوم حملت فيه المعارضة المسؤولية على الموالين لصالح.

واتهم نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجنادي، أمس (الأحد) المعارضة و«الساعين للسلطة» باستغلال الشباب لإثارة الفوضى ونهب الممتلكات العامة والخاصة في صنعاء. وتأتي أعمال العنف في الوقت الذي ينظر فيه مجلس الأمن الدولي في مشروع قرار بشأن الأزمة اليمنية. ويتظاهر ملايين اليمنيين منذ فبراير (شباط) الماضي مطالبين بتنحي صالح عن السلطة. ويذكر أن ما لا يقل عن 1480 قتيلا سقطوا جراء الاشتباكات بين القوات الموالية لصالح ومعارضيه حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي بحسب إحصاءات حكومية.

وكان اللواء المنشق علي محسن الأحمر قد طالب بسحب جميع القوات العسكرية والقبلية المسلحة من صنعاء بما في ذلك القوات التي يقودها بنفسه. وطالب الأحمر بـ«التدخل السريع للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإيقاف مذابح هذا الجاهل القاتل (الرئيس اليمني) وإخراج القوات المسلحة والجيش من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي وحتى الفرقة أولى مدرع (التي يقودها الأحمر) إلى خارج العاصمة والمدن الرئيسية بما لا يقل عن 200 كيلومتر منها».

كما طالب الأحمر في البيان الصادر عن «قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية والسلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة»، بـ«إخراج المجاميع القبلية المسلحة التي يستقوي بها هذا الجاهل على أبناء شعبنا من العاصمة صنعاء وكافة المدن اليمنية، حفظا لأرواح ودماء أبناء شعبنا». ودعا الأحمر إلى إرغام الرئيس علي عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية وتسليم السلطة.

وقال اللواء الأحمر في وقت سابق، إن سبعة آلاف من عناصر الحرس الجمهوري والأمن المركزي، الموالين للرئيس علي عبد الله صالح، قد أعلنوا انضمامهم إلى الثورة، وإنهم الآن تحت إمرته ضمن قوات الفرقة الأولى مدرع، ويقومون بحماية المعتصمين. وأشار موقع «نيوز يمن» المستقل إلى أن تلك التصريحات للأحمر جاءت خلال لقاء جمعه مع عدد من وجهاء قبيلة «آنس» بعد مشاركتهم في مسيرة السبت، والتي جاءت إثر إعلانهم الانضمام إلى الثورة وتعهدهم بحماية المعتصمين، والبدء في حوارات مع أبناء القبيلة في صفوف الجيش والأمن، الذين ما زالوا يدينون بالولاء لنظام صالح.

ومن جهة أخرى، قالت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في بيان إن مرفأ الغاز الطبيعي المسال لا يزال قادرا على تحميل شحنة من الغاز المسال للهند بعد تفجير خط أنابيب يغذي مرفأ التصدير في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس. وقال مسؤولون يمنيون إن الهجوم على خط الأنابيب التابع لشركة «توتال» الفرنسية جاء انتقاما لمقتل رئيس القسم الإعلامي بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في غارة جوية في اليمن. وذكرت الشركة في بيان أنه جرى تحميل ناقلة الغاز الطبيعي المسال «سيري بلحاف» بشحنة من الغاز الطبيعي المسال مرسلة للهند صباح أمس من مرفأ بلحاف على خليج عدن بعد 24 ساعة من تخريب خط الأنابيب. وتابع البيان أن أعمال الصيانة السنوية في بلحاف، والتي كانت مقررا مبدئيا أن تجري في 23 أكتوبر (تشرين الأول) بدأت قبل الموعد المقرر بأسبوع، ومن شأن هذا أن يقلل من خسائر إنتاج الغاز الطبيعي المسال نتيجة التخريب. وتابعت أن صمامات الخط أغلقت بعد قليل من الحادث وتم تخفيف الضغط كليا في القطاع المتضرر دون أن يعطي تقديرا للوقت اللازم لاستئناف عمل الخط.