القفطان المغربي.. لوحة فنية تجمع الأصالة بالمعاصرة

ينسجم مع الحاضر ويستوحي من الماضي

TT

لا يزال القفطان المغربي يعد القطعة الأغلى ثمنا والأكثر تميزا في خزانة أي امرأة مغربية، أيا كان مستواها الاجتماعي وحالتها المادية وذوقها. ويجسد القفطان لوحة فنية تجمع الأصالة بالمعاصرة، فهو ينسجم مع الحاضر ويستوحي من الماضي، ولا يهمل مسايرة ما هو آت، على شرط ألا تمس أناقته المطبوعة بالحشمة.

وبفضل جهد المصممين المغاربة، فضلا عن تميزه، بقي حلم كل عروس، مهما كان إغراء الموديلات العالمية في فساتين الأعراس البيضاء، ومهما حاول البعض الدفع بها إلى الواجهة من باب الموضة العصرية. فهذه القطعة المحملة بالتاريخ والحضارة تظل بخطوطها وتطريزاتها وأقمشتها الغنية هي الحلم، بحيث لا تكتمل الصورة النهائية بدونها. وما لا يختلف عليه اثنان في أي زمن ومكان من المغرب، أن القفطان يمنح كل من تلبسه، عنفوان شخصية أقرب إلى الملكات في ثيابهن الأسطورية. لكن هذا لا يعني أنه لم يشهد تطورات وإضافات في السنوات الأخيرة باسم مواكبة الموضة والعصر، فمع كل ما يختزنه بين خيوطه وأقمشته من حضارة وتاريخ، كان لا بد أن يخضع لهذه التطورات حتى لا يبقى قطعة من زمن ماض. وهذا ما نراه كل سنة في الفعالية التي تحتفي به كل سنة في مدينة مراكش، والتي يتبارى فيها المصممون على تجديده، حينا بشكل جنوني يثير عليهم حفيظة محبي هذه القطعة والخائفين عليها من الضياع، والرجوع به إلى أصوله حينا آخر ليشعل حنينا إلى ماضيه الذهبي. في مقابل هذه الفعالية السنوية، هناك فعاليات أخرى تنظم بين الفينة والأخرى احتفالا به، منها عرض شهدته مدينة الرباط مؤخرا نظم من طرف وزارتي السياحة والصناعة التقليدية، وشاركت فيه نخبة من مصممي الأزياء المغاربة، مثل سميرة حدوشي وسعاد الشرايبي عن «دار غرناطة كوتير»، وحسين آيت المهدي ونبيل دحاني وقاسم الساهل عن «دار أم الغيث».