نيوزيلندا تسعى لاحتواء أسوأ كارثة بيئية في تاريخها

بدء تنظيف البقعة النفطية الكبيرة إثر حادثة اصطدام الناقلة «رينا»

قوات من الجيش النيوزيلاندي تبدأ تنظيف شاطئ في باباموا قرب تورانغا لاحتواء تسرب النفط أمس (أ.ف.ب)
TT

باشر عمال الإنقاذ، أمس، جهودا كبيرة لضخ النفط من الناقلة المنكوبة قبالة ساحل نيوزيلندا، مع توقعات بأحوال جوية سيئة يمكن أن تعرقل عمليات الإنقاذ من أسوأ حادث تسرب نفطي تشهده نيوزيلندا. وتزامنا مع ذلك، بدأت السلطات في إعادة فتح أجزاء من الشواطئ التي ترتادها أعداد كبيرة من الناس بالقرب من موقع جنوح ناقلة النفط «رينا» قبل 11 يوما، وبعد أن قام متطوعون من الجيش بإزالة أكثر من 600 طن من المخلفات الرملية التي لوثها النفط.

وتسعى الحكومة إلى عقد اجتماع مع شركة النفط المستأجرة للناقلة، وقالت إنها ليست مسرورة بالطريقة التي استجابت بها إلى حادث التسرب الذي يعد أسوأ كارثة تلوث بيئي تشهده نيوزيلندا. وذكر وزير النقل ستيف جويس أنه دعا إلى إجراء محادثات اليوم الاثنين مع شركة «ميديتيرينيان شيبنغ» ثاني أكبر شركة شحن في العالم، التي تستأجر الناقلة «رينا» وقال «إنه يتعين عليهم أن يكونوا جزءا من هذه الجهود»، لتنظيف البقعة النفطية. ولا تزال الناقلة «رينا» على حافة الجرف المرجاني ولكن في مياه هادئة. وعبر نيك كوين من السلطات البحرية النيوزيلندية، الذي يقود جهود التنظيف، عن أمله بالشروع في عمليات ضخ النفط من الناقلة «رينا» إلى ناقلة مجاورة ابتداء من أمس، مضيفا أن «سرعة العملية ستعتمد على عدد من العوامل، من بينها الطقس واستقرار الناقلة ولزوجة النفط، وهذه عملية طويلة».

وذكر أعضاء فريق عمليات التنظيف أن الصعوبة الرئيسية التي تواجههم هي زيادة لزوجة وكثافة النفط الموجود داخل الناقلة بعد توقف محركات السفينة التي تعمل على تسخين النفط. وقالوا إن ذلك يزيد من صعوبة ضخه إلى الناقلة الأخرى. ويعتقد أن الناقلة لا تزال تحتوي على 1346 طنا من النفط من أصل 1673 طنا كانت تحملها قبل أن تصطدم بحاجز «استرولاب» المرجاني في 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأدى النفط المتسرب إلى مقتل نحو ألف طائر، كما وصل إلى الشواطئ التي كانت تعتبر نقية في السابق، مما دفع بآلاف المتطوعين إلى الخروج إلى الشواطئ في حملة لتنظيفها. وأتاحت الجهود الضخمة لتنظيف مئات الأطنان من المخلفات النفطية للسلطات بإعادة افتتاح أجزاء صغيرة من الشاطئ للسكان أمس، على الرغم من تحذيرات بأن تغير المد والظروف الجوية يمكن أن تدفع بمزيد من النفط المتسرب إلى الشواطئ.

وقال كوين: «يجب ألا يفزع الناس إذا رأوا بعض النفط على الشاطئ، فقد مضت ثلاثة أيام دون تسرب أي كميات نفط جديدة من الناقلة؛ لذلك فإن النفط الذي قد يصل إلى الشواطئ الآن هو أقل سمية من أي كميات نفط جديدة متسربة». وأضاف: «سنواصل عملية التنظيف. عندما يصل النفط إلى الشاطئ سننظفه ونفتحه أمام العامة بالسرعة الممكنة. وسنكرر تلك العملية طالما لا نزال نحتاجها».

وكانت السفينة «رينا» خارج مسارها المحدد عندما جنحت، واتهمت الحكومة النيوزيلندية القبطان بمحاولة اختصار الطريق إلى ميناء تورانغا على الساحل الشرقي للجزيرة الواقعة شمال نيوزيلندا. ووجهت إلى قبطان السفينة وضابط الملاحة للسفينة التي ترفع علم ليبيريا، تهمة قيادة السفينة بشكل تسبب بخطر غير مبرر. وفي حالة إدانتهما فيمكن أن يسجنا لمدة عام. ومع تواصل عملية التنظيف، تقوم القوات البحرية النيوزيلندية بدورية في المنطقة لرصد أي عبوات يمكن أن تكون قد وقعت من السفينة الجانحة وتشكل خطرا على خطوط الشحن.